تحدث اللغات قد يؤخر ألزهايمر

An elderly Alzheimer patient, Manfred Schlaupitz, 71, from Germany, (R) is comforted by his Thai personal carer Chansri Tasa, 27, (L) at Baan Kamlangchay in Chiang Mai province northern Thailand, 05 April 2008.

مريض بألزهايمر في مستشفى بشمال تايلند (الأوروبية-أرشيف)

مازن النجار

 
توصل فريق علمي كندي إلى دليل أكثر إقناعا بأن تحدث لغتين قد يساعد في تأخير ظهور أعراض مرض ألزهايمر فترة تصل خمس سنوات.
 
قاد الدراسة باحثون بمعهد روتمن للبحوث في مركز بيهكريست لطب ورعاية الشيخوخة، ونشرت حصيلتها مؤخرا في دورية "نيورولوجي" لعلم الأعصاب.
فحصت الدراسة عينات سريرية لـ211 مصابا بألزهايمر، ووجدت أن من كانوا يتحدثون لغتين أو أكثر بشكل متواصل سنوات عديدة، تأخر ظهور أعراض المرض عندهم إلى نحو خمس سنوات.
 
ضم الفريق الكندي الدكتور فرغوس كريك، عالم الإدراك بمعهد روتمن، والدكتورة إلين بياليستوك وهي خبيرة بحوث ثنائية اللغة بجامعة يورك، والدكتور موريس فريدمان وهو طبيب مختص بتشخيص وعلاج ألزهايمر وأشكال الخرف عموما.
 
يقول الدكتور كريك قائد الفريق والمحرر المشارك لدليل أوكسفورد للذاكرة، إنه هو وزملاؤه لا يدّعون بأي حال أن تحدث لغتين يمنع ألزهايمر أو أنواع الخرف الأخرى، لكنه قد يساهم في الاحتياطي الإدراكي للدماغ الذي يبدو أنه يؤخر ظهور أعراض المرض إلى حين.

لا تزال أدمغة المرضى المتحدثين بلغتين تظهر تدهورا من حيث باثولوجية (مرضيّة) ألزهايمر، لكن يبدو أن قدرتهم الخاصة على تحدث لغتين تزودهم بمهارات تعويضية، تحول دون ظهور أعراض ألزهايمر المميزة، كفقدان الذاكرة والخلط وصعوبة حل المشكلات والتخطيط. 

 
اللغة والإدراك
وحسب الدكتورة بياليستوك أستاذة علم النفس بجامعة يورك والباحثة بمعهد بحوث روتمن، سيكون للنتائج أهمية خاصة لدى المجتمعات المتعددة الثقافات مثل كندا، حيث تشيع ثنائية اللغة.
 
وأضافت أن هناك حاجة لفهم كيفية تغيير ثنائية اللغة للقدرة الإدراكية، خاصة لدى وجود نتائج سريرية كما في حالة الدراسة.
 
ورُصِدت ملاحظات حول 211 مريضا محتملا بألزهايمر، من عيادة سام وآيدا روس للذاكرة في بيهكريست، بين عامي 2007 و2009.
 
وسُجِّل تاريخ تشخيص المريض وعمره عند بدء العطب الإدراكي، ومعلومات حول تاريخه المهني وتعليمه وقدراته اللغوية، (كإجادته للإنجليزية وغيرها من اللغات)، ثم صنف 102 مريض باعتبارهم ثنائيي اللغة و109 باعتبارهم أحاديي اللغة.
 
وجد الباحثون أن المرضى الثنائيي اللغة قد جرى تشخيص إصابتهم بمرض ألزهايمر متأخرا بثلاث إلى أربع سنوات، وأبلغ عن ظهور الأعراض متأخرة أيضا بخمس سنوات، مقارنة بالمرضى المصنفين أحاديي اللغة.
 
كانت المجموعتان متكافئتين فيما يخص مقاييس الإدراك والمستوى المهني، ولم يكن هناك تأثير واضح لاختلاف أوضاعهم مثل كونهم مهاجرين أو مواطنين، كما لم تلاحظ فروق بين الجنسين.
 
نمط المعيشة
كررت محصلة الدراسة نتائج دراسة سابقة ذاع صيتها، أعدها الفريق ذاته، ونشرت في 2007 بدورية "نيوروسيكولوجيا" لعلم النفس العصبي.
 
فحصت الدراسة السابقة سجلات سريرية لحوالي 184 مريضا مشخصا باحتمال ألزهايمر وأشكال خرف أخرى، ووجدت أن المرضى الثنائيي اللغة تأخر ظهور أعراض إصابتهم بالمرض حوالي أربع سنوات، مقارنة بالمرضى الأحاديي اللغة.
 
تضيف الدراسة الحديثة جديدا لأدلة علمية متزايدة على أن العوامل المتصلة بنمط المعيشة، كتمارين القلب والأوعية الدموية المنتظمة والنظام الغذائي الصحي وتحدث أكثر من لغة، قد تؤدي دورا محوريا في طريقة تكيف الدماغ مع التراجع الإدراكي المتصل بالعمر وأمراض أخرى مثل ألزهايمر.
 
يقول الدكتور فريدمان، مدير عيادة سام وآيدا روس للذاكرة في بيهكريست ورئيس قسم الأعصاب فيها، إنه على الرغم من تركيز قدر كبير من الأبحاث على تطوير عقاقير أكثر فعالية لعلاج ألزهايمر، لا توجد حاليا علاجات بالعقاقير تظهر تأثيرا باتجاه تأخير أعراض ألزهايمر، ناهيك عن تأخير ظهورها حوالي خمس سنوات.
المصدر : الجزيرة