مرض غامض يهلك آلاف الخفافيش شمال شرق أميركا
2/11/2008
مازن النجار
ذكرت هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية أن علماءها اكتشفوا نوعاً جديداً لم يسبق وصفه علمياً من الفطريات المحبة للبرودة، وربطوا بينه وبين متلازمة "الأنف الأبيض" وهي حالة مرضية متصلة بهلاك أكثر من مائة ألف خفاش شمال شرق الولايات المتحدة، بحسب بيان للهيئة.
وبحسب الدراسة التي نشرت بالعدد الأخير من مجلة "علوم" فإنه منذ شتاء العام 06/2007، تراجعت أعداد الخفافيش في كثير من كهوف السبات الشتوي التي شملها الاستطلاع بنسبة تجاوزت 75%.
والفطر المتهم كائن يشبه مسحوقاً أبيض يشيع وجوده على أنوف وآذان وأجنحة الخفافيش الميتة أو المحتضرة بسبب المرض، رغم أن الباحثين لم يقرروا بعد ما إذا كان هو العامل الوحيد المسبب لموت الخفافيش.
وكان ديفد بليهيرت المؤلف الأول للدراسة وعالم الأحياء الدقيقة بهيئة المساحة الجيولوجية الأميركية، تمكن من "عزل" الفطر في أبريل/نيسان الماضي وشخصه كعضو في فصيلة فطريات تسمى "جيومايسيس" التي تتميز بقدرتها على النمو والتكاثر في درجات حرارة منخفضة.
ورغم القرابة الجينية (الوراثية) بين الفطر الجديد وفطريات "جيومايسيس" المعروفة سابقاً، فإنه لا يبدو تحت المجهر عضواً اعتيادياً بهذه الفصيلة.
" تلعب الخفافيش دوراً بيئيا رئيسياً في السيطرة على الحشرات وتلقيح النبات ونشر البذور، وتراجع أعدادها في أميركا الشمالية سيكون له عواقب بيئية بعيدة المدى " |
انتشار وبائي
ولا يعرف الباحثون ما إذا كان ظهور متلازمة الأنف الأبيض يعود إلى دخول الفطر المعدي الكهوف أو أنه موجود بها سابقاً، وبدأ يؤثر على الخفافيش التي أصابها الضعف لسبب آخر.
وتُظهر البيانات والمعطيات وقوع متلازمة الأنف الأبيض وانتشارها خارج موقع ظهورها الأول.
كما أن الهوية الوراثية لعينات الفطر المأخوذة من الكهوف البعيدة تدعم فكرة حداثة دخول هذه الجرثومة.
وكان أول ظهور لهذه المتلازمة بنيويورك في شتاء 2006، ومنذئذ تراجعت بشدة أعداد خفافيش السبات (الشتوي) في الكهوف بولايات نيويورك وفيرمونت وماساتشوستس وكونكتكت. ونادراً ما شهدت الخفافيش وفيات بأعداد كبيرة قبل هذه المتلازمة.
وتضم الأنواع المتضررة الخفافيش البنية الصغيرة، وخفافيش الشمال، والخفافيش ثلاثية الألوان، والخفافيش الهندية، وخفافيش "ميوتيس" صغيرة الأقدام، والخفافيش البنية الكبيرة.
والمعلوم عالمياً أن الخفافيش تلعب دوراً بيئيا رئيسياً في السيطرة على الحشرات وتلقيح النبات ونشر البذور، أي أن تراجع أعداد الخفافيش في أميركا الشمالية ستكون له عواقب بيئية بعيدة المدى.
المصدر : الجزيرة