دواء سويسري للتعرف على سرطان المثانة مبكرا

bladder cancer

تامر أبو العينين-سويسرا

تمكن باحثون في المعهد الاتحادي العالي للتقنية (أي.بي.أف.أل) في لوزان بسويسرا من اكتشاف مادة جديدة تسهل التعرف على سرطان المثانة في وقت مبكر قبل استفحاله، ما قد يساعد على علاجه في مراحله الأولى.

واستطاع فريق بحث بإشراف البروفيسور هوبرت فان دن بيرغ وزميله جورج فاغنييه التوصل إلى مادة فعالة "هيكسايل أمينو-لافينو-لات" المعروفة اختصارا باسم "أتش.أي.أل"، يتم استخدامها حاليا كعقار، وحصل على تصريح بطرحه في أسواق 26 دولة حتى الآن تحت اسم "هيكسفيكس".

ويعمل هذا العقار الجديد على الانتشار في جدران المثانة الداخلية بحيث ينشط مادة "بروفيرين" التي تلعب دورا هاما في عملية التمثيل العضوي داخل الجسم، حيث لوحظ أن هذه المادة تتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية لفترات قصيرة، قبل أن تنقل الحديد بين الدم والخلايا أثناء بناء الهيموغلوبين.

لكن وظيفة البروفيرين تصاب بالشلل إذا بدأت الحالة العضوية للخلية في التغيير على عكس دورتها العادية وهي أولى مراحل الإصابة بالسرطان، ومن ثم تتأثر دورة البروفيرين في الجسم حيث يتجمع في الخلايا المصابة ولا يؤدي دوره في بناء الهيموغلوبين، ومن ثم يسهل التعرف عليها عند تعريض المثانة للأشعة فوق البنفسجية.

ويقول البروفيسور بيرغ إن هذه الطريقة الحديثة تتفوق على الوسائل المتعارف عليها حتى اليوم في أنها تتعرف على أقل عدد ممكن للخلايا وفي مراحل بدايات تحولها، وهو ما يمكن معالجته أو التخلص منه مباشرة دون الخوف من أية عواقب وخيمة أخرى.

ولم يرصد العلماء المتابعون للعقار الجديد أية أعراض جانبية خطيرة نجمت عن استعماله، بل رأت أغلب الدوائر الطبية أنه يمكن أن يتحول إلى أداة سريعة وفعالة للتعرف على سرطان المثانة، لا سيما إذا توصلت شركات الأجهزة الطبية إلى صناعة مناظير متخصصة أرخص ثمنا من تلك المستخدمة في متابعة خلايا سرطان المثانة.

ويعتبر فريق البحث الذي توصل إلى هذا الاكتشاف من أكبر المتخصصين في العلاج بواسطة الإلكترونيات العالية الطاقة والبحث عن طرق الكشف المبكر عن الأورام السرطانية، وبدأ عمله في هذا المجال قبل 15 عاما.

كما ساهم في هذا البحث معهد علم وظائف الأعضاء في جامعة لوزان، في حين اشترك في المراحل التطبيقية للعقار الجديد قسم المسالك البولية بمستشفى الجامعة.

ويبلغ عدد المصابين بسرطان المثانة سنويا في أوروبا والولايات المتحدة حوالي 200 ألف شخص يقضي ثلثهم بسبب عدم الكشف المبكر عن الورم، ويعاني البقية من تكاليف علاج باهظة ومتابعة مستمرة في المصحات والمستشفيات حيث تبقى نسبة علاج المرض والتخلص منه ضئيلة، بينما يمكن القضاء عليه بشكل سريع بواسطة العقار الجديد.
_____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : غير معروف