الأشعة الكونية خطر جديد يهدد الطيارين الأميركيين

طائرة تابعة لشركة طيران ريان إير الإيرلندية تقلع من مطار لوتن بلندن


أضاف تقرير أعده باحثون في إدارة الطيران الاتحادية الأميركية احتمال التعرض للإشعاع إلى المشاكل التي تواجه أطقم الطيران من مثل إجراءات الأمن وازدحام المطارات والركاب الذين يفرطون في الشراب.

وأكد التقرير أنه كلما زادت مدة السفر على الطائرات وزاد ارتفاع تحليق الطائرة واقترابها أكثر من القطبين الشمالي والجنوبي كلما زاد تعرض الشخص للأشعة الكونية القادمة من عمق الفضاء والشمس، والتي يحمي الغلاف الجوي الأرض منها إلى حد كبير لكن الطائرات تحلق على ارتفاعات يقل فيها كثيرا سمك الغلاف الجوي.

وحسب التقرير فإن من بين الرحلات التي يجري التعرض خلالها لأكبر كمية من الإشعاع هي تلك الرحلات بين طوكيو ونيويورك وبين لندن ولوس أنجلوس وبين أثينا ونيويورك.

وتدخل مستويات تعرض أطقم الطائرات للإشعاع في إطار ما ينص عليه الدليل الاتحادي للتعرض الآمن للإشعاع بالنسبة لشخص بالغ سليم صحيا، غير أن رابطة الطيارين المتحدين تقول إنه يمكن أن يهدد الأجنة نظرا لأن خلايا الجنين التي تنمو أكثر عرضة للضرر من خلايا البالغ عند التعرض للأشعة.

وتقول جويس ماي -التي تعمل قائدة طائرة في أميركان إيرلاينز ونائبة لجنة طب الطيران في الرابطة- إنه لا توجد مشكلة بالنسبة للراكب العادي الذي يسافر كل فترة، ولكن بالنسبة لأفراد طاقم الطائرة الذين يسافرون أكثر من 75 ساعة كل شهر فمن المؤكد أن يكون التأثير تراكميا.

وأضافت "إجمالي مستوى التعرض للأشعة يتضاعف كلما ارتفعنا مسافة 1980 مترا، حين تحلق طائرة على ارتفاع 11890 مترا فإن إجمالي مستوى الإشعاع يزيد نحو 64 مرة عما هو عليه عند سطح البحر. وإذا نزلنا لارتفاع 10060 مترا يكون 35 مرة فقط أكثر منه عند مستوى سطح البحر".

وتطالب ماي والاتحاد بتدريب أشمل لأطقم الطيران حتى يكونوا على دراية أكبر بمخاطر تعرضهم للأشعة، كما يطالبان بمتابعة أفضل لمستوى تعرض أطقم الطيران للإشعاع ودراسات لمعرفة ما إذا كان يؤدي لأي مخاطر صحية على المدى الطويل.

وفي المتوسط فإن من يعمل في مجال الطيران يتعرض لأشعة "مؤينة" تزيد ما بين 200 و400 ملليريم (وحدة قياس إشعاع) عما يتعرض له الشخص العادي سنويا. ومن المحتمل أن يتجاوز 500 ملليريم للطيارين والمضيفين الجويين الذين يعملون على رحلات عبر المحيط الهادي أو الأطلسي.

ويقول علماء إن الأشعة الكونية للمجرة تحتوى على نسبة عالية من الطاقة وتتخلل جميع أجزاء الطائرة بالتساوي، كما أنها أشعة "مؤينة" بمعنى أنه يمكنها أن تتخلل جسم الإنسان وتعوق عمل الوظائف بشكل سليم.

وأشارت ماي لدراسة طبية أظهرت أن نسبة إصابة الطيارين بنوع من سرطان الجلد تزيد ثلاث أو أربع مرات عن إصابة الشخص العادي.

المصدر : رويترز