بـ12 مليار دولار لن يصلح ترامب أضرار حربه التجارية

U.S. President Donald Trump holds up a cap reading "Make Our Farmers Great Again" while delivering remarks at a showcase of American-made products at the White House in Washington, U.S., July 23, 2018. REUTERS/Carlos Barria
حرب ترامب التجارية ألحقت أضرارا بالمزارعين الأميركيين (رويترز)

بعد ساعات من نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغريدة في تويتر قال فيها إن "الرسوم الجمركية هي الأروع"، أعلنت إدارته حزمة مساعدات بـ 12 مليار دولار للمزارعين الأميركيين لجبر الضرر الذي لحق بهم جراء الحرب التجارية التي أطلقها ترامب.

وحفلت الصحافة الأميركية بعبارات الاستنكار والدهشة لهذا الإعلان، إذ رأى كتاب أميركيون أن ترامب يقوم بمحاولة يائسة لإصلاح ما أفسدته حربه التجارية، التي لم يفكر جيدا في عواقبها قبل إطلاقها، حسب قولهم.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن هذه المساعدات لن تصلح الوضع، بعد أن أصبح المزارعون الأميركيون في مرمى الإجراءات التي اتخذتها الصين والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك للرد على الحرب التجارية الأميركية.

ورأت الصحيفة أن إعلان هذه الحزمة من أجل المزارعين –الذين يشكلون قاعدة تصويتية في معاقل ترامب السياسية– هو أحدث حلقة في سلسلة من القرارات الاقتصادية العشوائية التي اتخذتها إدارة ترامب في الأشهر الأخيرة، والتي غالبا ما كان هدفها إصلاح أضرار ناتجة عن قرارات سابقة غير مدروسة.

وقد فرض ترامب في مايو/أيار رسوما جمركية على منتجات الصلب (25%) والألومنيوم (10%) من دول عدة، ثم فرض في يوليو/تموز الجاري رسوما أخرى بنسبة 25% على سلع صينية عديدة تستوردها الولايات المتحدة بقيمة 34 مليار دولار سنويا.

وللرد على رسوم ترامب، فرضت الصين والاتحاد الأوروبي والمكسيك ودول أخرى رسوما جمركية على ما تنتجه الولايات المتحدة من فول الصويا والذرة ولحوم الخنازير والأبقار. وكانت النتيجة بالطبع تراجع الطلب الخارجي على هذه السلع الأميركية ومن ثم تراجع أسعارها، وظهور فائض منها لا يمكن أن تستوعبه الأسواق الأميركية.

الحرب التجارية خفضت أسعار المنتجات الزراعية الأميركية
الحرب التجارية خفضت أسعار المنتجات الزراعية الأميركية

العودة للكساد الكبير

وأعلنت وزارة الزراعة الأميركية –في إطار حزمة الـ 12 مليار دولار- أنها ستستخدم "مؤسسة ائتمان السلع" التي نشأت في حقبة الكساد الكبير (1929–1939)، لشراء فائض المنتجات الزراعية الذي يتسبب في انخفاض الأسعار.

ولا يتطلب استخدام هذه المؤسسة موافقة من الكونغرس، لكن إذا لم تتمكن المؤسسة من بيع تلك الفوائض أبدا، فإن الخسائر ستعود على دافع الضرائب الأميركي في تاريخ لاحق.

ووفقا لما جاء في افتتاحيتي وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز، فإن هذه الحزمة الاستثنائية لن تحل المشكلة التي صنعها الرئيس دون داع.

وأوردت الصحيفتان عبارات الاستنكار التي قالها أعضاء في الكونغرس من حزب الرئيس نفسه يمثلون ولايات زراعية. فالعضو الجمهوري بمجلس الشيوخ بن ساسي عن ولاية نبراسكا يرى أن "رسوم هذه الإدارة ومساعداتها لن تجعل أميركا عظيمة من جديد (شعار ترامب)، بل ستجعلها في عام 1929 من جديد".

وفي أبريل/نيسان الماضي، حين طرحت فكرة مساعدة المزارعين المتضررين من الرسوم التجارية، قال العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ بات روبرتس عن ولاية كنساس –الذي يرأس لجنة الزراعة– "لا نريد برنامج دعم جديد.. نريد بيع إنتاجنا".

ومن ناحية أخرى، قد تعتبر حزمة المساعدات للمزارعين خرقا لالتزامات الولايات المتحدة في إطار منظمة التجارة العالمية بعدم دعم قطاعها الزراعي بطريقة غير عادلة. وقد يعطي مسوغا لدول أخرى تخشى على القدرة التنافسية لقطاعاتها الزراعية لكي تتخذ إجراءات أخرى ضد الولايات المتحدة.

وفضلا عن ذلك، فإن الدعم الحكومي للمزارعين قد يدفع قطاعات اقتصادية أخرى متضررة داخل الولايات المتحدة للمطالبة بتعويضات مماثلة عن الأضرار التي لحقت بها جراء حروب ترامب التجارية.

وفي هذا السياق، قالت العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ ليزا مركاوسكي عن ولاية ألاسكا "في ولايتي قطاع للمأكولات البحرية لا يصنف أصحابه كمزارعين"، وأضافت "نحن مزارعو البحر".

المصدر : الصحافة الأميركية