كيف يوظف ترامب قضية خاشقجي لدفع السعودية لرفع إنتاج النفط؟

اختفاء الخاشقجي يضع تركيا في حرج ويظهر الاستبداد السعودي
مقتل خاشقجي أربك حسابات السعودية في سوق النفط (الجزيرة)

اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في مقال لها أن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي منحت الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليد الطولى للضغط على السعودية من أجل رفع إنتاجها من النفط بهدف خفض أسعاره في الأسواق.

وقالت الصحيفة في مقال للكاتب نيك بتلر إن الأحداث المحيطة بقضية اختفاء خاشقجي قد تغير اللعبة، فالرئيس الأميركي نصب نفسه حليفا ومدافعا رئيسيا عن السعودية، والولايات المتحدة قد تصر على إجراء تغييرات في الرياض واستبدال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشخص آخر لديه فهم أفضل للمصالح الأميركية في المنطقة.

ورأى بتلر -وهو رئيس معهد كينغس للسياسات- أن الدعم الأميركي للسعودية سيستمر، لكن سيكون له ثمن يتمثل في زيادة الإنتاج من جانب الرياض لتغطية أي عجز في الإمدادات بسبب العقوبات على إيران، مما سيمنح الولايات المتحدة مجالا كاملا لاتخاذ أقوى العقوبات ضد طهران دون المخاطرة بتصاعد أسعار النفط.

ويعتقد الكاتب في مقال بعنوان "ماذا يمكن أن يعني مقتل خاشقجي لأسواق النفط؟"، أن الحكومة السعودية المعتمدة على الدعم الأميركي لن يكون أمامها خيار سوى الموافقة على الطلب الأميركي بدفع أسعار الخام للانخفاض.

وأشار إلى أن حالة عدم اليقين بشأن الإنتاج والصادرات الإيرانية أصبحت الآن العامل الرئيسي المحدد لسوق النفط وأسعاره، لكن التأثير الفعلي لأي انخفاض في الصادرات الإيرانية يعتمد على سلوك الموردين الآخرين. وحتى الآن -يوضح الكاتب- لم يتم توضيح ما إذا كان الأعضاء الآخرون في أوبك وخارجها -مثل روسيا– سيزيدون إنتاجهم لتغطية أي عجز، حيث يرغب البعض في رؤية الأسعار ترتفع أكثر.

وأكد بتلر أن توقعات السوق النفطية بشأن المخاطر المحيطة بالأسعار والمبنية على الخوف من انقطاع أو تراجع الإمدادات؛ قد تكون مرتفعة للغاية، في ظل استمرار الطلب العالمي في النمو تدريجيا، على الرغم من أن ضعف الاقتصاد الصيني يشير إلى أن وتيرة نمو هذا الطلب قد تكون أبطأ مما هو متوقع.

ولفت الكاتب إلى أن المعروض من النفط يبدو ملائما لتغطية الطلب، وهو وضع يمكن الحفاظ عليه إذا أكد السعوديون استعدادهم لزيادة إنتاجها النفطي بقدر ما يلبي حاجيات السوق.

المصدر : فايننشال تايمز