تقرير: الفقاعات المالية ليست بالضرورة سيئة

A street sign for Wall Street is seen outside the New York Stock Exchange (NYSE) in Manhattan, New York City, U.S. December 28, 2016. REUTERS/Andrew Kelly
تقرير وول ستريت جورنال يؤكد أن الأزمات تكون أشد عندما ترتبط بالتوسع في الإقراض (رويترز-أرشيف)

ذكر تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أن الفقاعات المالية يمكن أن يكون لها دور في دفع الاستثمارات بالقطاعات الاقتصادية الناشئة، لذلك فهي ليست أشياء سيئة دائما.

وينقل التقرير عن الاقتصادي ماركوس برونيرميه قوله إن الفقاعات ليست بالضرورة أشياء سيئة، بل يمكن أن تقود الاستثمارات باتجاه قطاعات اقتصادية جديدة ناشئة، ويضيف أنه من دون فقاعات فإن بعض الأشياء ما كانت لتعرف انطلاقتها.

ويتحدث التقرير عن أن الفقاعات المالية التي عرفها العالم ارتبطت بالتطورات التكنولوجية مثل حفر القنوات المائية وبناء سكك الحديد وظهور الإنترنت، وأدوات الائتمان، مثل أدوات الدين المضمونة.

ويشير التقرير إلى أن عدم اليقين بشأن تأثير هذه الابتكارات قد يفرز نوعا من المضاربة والتسعير المبالغ فيه.

وينبه التقرير إلى أن الفقاعات قد تكون مدمرة وسامة عندما يتم الاستثمار في القطاعات الجديدة عبر الاستدانة.

فشدة الأزمات الاقتصادية الناتجة عن الفقاعات -يقول التقرير- هي أقل ارتباطا بنوعية الأصول مقارنة بارتباطها بتمويل هذه الفقاعة، أي أن الأزمات تكون أشد عندما ترتبط بالزيادة الكبيرة في الإقراض وبالمستويات العالية لاستدانة الأطراف الفاعلة في السوق.

ويشير أيضا إلى أن الأزمات تتفاقم عندما تساهم المؤسسات المالية بدورها في التهافت على الشراء.

‪(رويترز)‬ ارتفعت أسعار العملات الرقمية كثيرا بالصين قبل أن تتراجع
‪(رويترز)‬ ارتفعت أسعار العملات الرقمية كثيرا بالصين قبل أن تتراجع

 دوامة
ويذكر التقرير أنه عندما انفجرت الفقاعة التكنولوجية، أفرزت معدل بطالة في أميركا بحدود 6.3% في عام 2002، وعندما انفجرت الفقاعة العقارية ارتفعت البطالة إلى 10% في عام 2009.

ويشير التقرير إلى أن ديون الأسر والمؤسسات المالية ارتفعت أثناء الفقاعة الأخيرة، ووجد المقترضون أنفسهم أمام أصول تنخفض قيمتها، فدفعهم ذلك إلى البيع، ما أدى إلى دوامة الانخفاضات في قيمة الأصول. وقد ساهم الائتمان الذي هو شريان الاستثمار والإنفاق في تغذية هذه الدوامة.

ويعتقد التقرير أنه بسبب كون القروض تلعب دورا مركزيا في انتشار أخطر الفقاعات، فقد وجهت السلطات التنظيمية اهتماما أكبر في مرحلة ما بعد الأزمة إلى التدخل في النظام المالي وتعزيز قدرة البنوك على الصمود عبر زيادة رأس المال وتقليل الاعتماد على التمويلات قصيرة الأجل التي قد تهرب عند أول منعطف صعب.

ومن الفقاعات المحتملة التي يراها برونيرميه في الوقت الراهن، التوسع الائتماني في الصين، وكذلك العملات الرقمية مثل بتكوين ومنافستها إثيريوم التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير على مدى السنة الأخيرة، ولكنها انخفضت في الأسابيع الماضية بفعل تدخل الصين لوقف المضاربة على هذه العملات الافتراضية.

ويؤكد التقرير أنه مثلما أدت فقاعة الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي والفقاعة المرتبطة بشق القنوات وبناء سكك الحديد في القرن التاسع عشر إلى نشأة شركات صغيرة فإن فقاعة العملات الرقمية تساهم في ذلك أيضا.

ويؤكد التقرير أن علم الاقتصاد على ما يبدو لم يغير من غريزة الإنسان في مطاردة الأفكار الجديدة إلى آفاق غير منطقية أحيانا، ولذلك فإن الهيئات التنظيمة تأمل فقط أنه حين تنفجر فقاعة جديدة ستكون قد بنت نظاما ماليا قادرا على تحمل ذلك.

المصدر : وول ستريت جورنال