شكوك بشأن مشروع الألف مصنع بمصر

من المنطقة الصناعية بمدينة العاشر من رمضان
إحدى المنشآت في المنطقة الصناعية بمنطقة العاشر من رمضان في مصر (الجزيرة)

دعاء عبد اللطيف-القاهرة

باتت التصريحات الرسمية الخاصة بمشروعات قومية مستقبلية في مصر مثل قوس قزح، فبمجرد أن يرفع المصريون أعناقهم ليروا ألوان المشروعات التي ستنعكس على حياتهم حتى تختفي مع الوقت في ظل مراهنة السلطة على نسيان الموضوع، وتتطلع الأعناق هذه الأيام لرؤية مشروع الألف مصنع.

ومن المقرر افتتاح مشروع الألف مصنع بمناسبة احتفال السلطة بالذكرى الثانية للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 30 يونيو/حزيران المقبل وفق ما نقلته صحيفة أخبار اليوم الموالية للسلطة نقلا عن مصدر مسؤول، غير أنه تحيط بهذا المشروع -كالمشروعات السابقة- شكوك بشأن إنجازه على أرض الواقع.

ومبعث الشك ما كشفت عنه صحيفة الوطن الموالية للسلطة في تحقيق ميداني تحت اسم "مشروع الألف مصنع.. خدعة 30 يونيو"، أن خمسين مصنعا فقط في المنطقة الصناعية بالقاهرة الجديدة شرقي العاصمة جاهزة للافتتاح.

‪مصنع تحت الإنشاء بمدينة العاشر من رمضان‬ (الجزيرة)
‪مصنع تحت الإنشاء بمدينة العاشر من رمضان‬ (الجزيرة)

مسؤولية التأخر
وأوضح مصدر مسؤول للصحيفة نفسها أن عبلة عبد اللطيف رئيسة المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية ألقت بالمسؤولية في هذا التأخر على وزارة الإسكان التي وعد وزيرها بإنهاء البنية التحتية للمصانع قبل الثلاثين من يونيو/حزيران الجاري.

وكشف رئيس هيئة التنمية الصناعية التابعة لوزارة الصناعة والتجارة اللواء إسماعيل جابر عن تقدم سبعة مصانع فقط بطلبات رسمية لاستخراج تراخيص التشغيل في المنطقة الصناعية الجديدة.

وقال جابر في تصريح لصحيفة الوطن إن وزير الصناعة منير فخري عبد النور أصدر قرارا قبل أيام بمنح تراخيص مؤقتة للمصانع يتم تجديدها إلى حين استيفاء أصحابها الأوراق المطلوبة.

وتجاهل وزير الإسكان والمرافق مصطفى مدبولي ما نشرته الصحيفة المصرية وخلال اجتماع أول أمس الأحد مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن عن الانتهاء من كل التزامات الدولة إزاء مشروع تشغيل الألف مصنع في 30 يونيو/حزيران الجاري.

البنية التحتية
وأضاف مدبولي أن التزامات الدولة تشمل توفير البنية الأساسية من مرافق وكهرباء ومياه وصرف صحي وإضاءة للشوارع، وكذلك تيسير إصدار تراخيص تشغيل المصانع والتأمينات الاجتماعية.

واعتبر الكاتب الصحفي أحمد القاعود الإعلان عن مشروعات قومية لا تنفيذ لها في الواقع مجرد "دعاية سوداء وعملية سطو على عقول المصريين".

وأضاف القاعود في حديثه للجزيرة نت أن مشروع الألف مصنع هو "عملية تخدير جديدة لأنصار تظاهرات 30 يونيو مثل كل المشاريع الوهمية السابقة كتنمية قناة السويس، وجهاز علاج مرض الإيدز، وبناء مليون وحدة سكنية والتي ثبت فشلها".

وأوضح القاعود أن النظام يعتمد على تضليل المصريين في كل فترة حتى يتمكن من السيطرة عليهم وضمان عدم قيام ثورة ضده.

وعن تناقض الصحف الموالية للسلطة في نقل أخبار المشروع، قال الكاتب الصحفي إن النظام يوزع الأدوار على الصحف للوصول إلى هدف ما، وأضاف أن "الصحافة بصورة عامة في مصر ليس لديها مصدر معلومات حقيقي، ولا توجد هنا حرية تداول معلومات في ظل نظام عسكري شمولي".

‪دوابة: مشروع الألف مصنع جزء من سياسة تخدير الشعب المصري‬ (الجزيرة)
‪دوابة: مشروع الألف مصنع جزء من سياسة تخدير الشعب المصري‬ (الجزيرة)

ويقول الاقتصادي المصري أشرف دوابة إن الإعلان عن مشروع المصانع هو جزء من السياسة الممنهجة التي يتبعها السيسي لتخدير الشعب.

مشروع وهمي
ووصف دوابة في حديثه للجزيرة نت المشروع الجديد بالوهمي، مشيرا إلى أن عدم محاسبة النظام على مشاريعه السابقة التي لم تنفذ وثبت فشل جدواها شجعه على التمادي والإعلان عن مشروع الألف مصنع.

وعن تداعيات عدم تنفيذ مثل هذه المشاريع، قال دوابة إن مردودها سلبي على مستقبل الاستثمار في مصر، وأضاف أن الثقة في الحكومة تنعدم، وهو ما يؤثر سلبا، خاصة على الاستثمار الأجنبي الذي تهمه المصداقية والأمن والاستقرار.

في المقابل، أشاد رئيس النقابة العامة للعاملين في المرافق عادل نظمي بنهج السيسي تجاه ما وصفها بالمشروعات الاقتصادية الضخمة التي بدأت بمشروع قناة السويس، والمشروعات التي أعلن عنها بالمؤتمر الاقتصادي الذي عقد في مارس/آذار الماضي بشرم الشيخ.

وقال نظمي في أحد اجتماعات النقابة إن عمال مصر يعملون على بناء البنية الأساسية وتأمينها ضد أي محاولات لزعزعة الاستقرار في ظل ما سماها العمليات الإرهابية التي تسعى للنيل من أمن البلاد.

المصدر : الجزيرة