بعد مجزرة الدابودية والهلايل.. الكساد يعصف بأسوان

فنادق وبواخر سياحية توقفت عن العمل بسبب الاحداث.
تراجعت نسبة الإشغال بالفنادق بشكل كبير في أسوان بسبب تردي حالة الأمن (الجزيرة نت)

 

 

الجزيرة نت-أسوان

سيطرت حالة من الكساد على مدينة أسوان بجنوب مصر، على خلفية الاشتباكات الدامية التي وقعت بين قبيلتي الدابودية والهلايل الجمعة الماضية، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

ووفق أبناء المدينة التي تعتمد على السياحة كمصدر رئيس للدخل، فإن أحوال أسوان تراجعت كثيرًا منذ ثورة 25 يناير. غير أن الأزمة الأخيرة جعلت الوضع أكثر سوءًا.

خيبة أمل
ويؤكد محمود، وهو أحد العاملين في مجال السياحة، أن هذه الفترة من العام كانت تشهد رواجًا كبيرًا، خاصة مع اقتراب أعياد شم النسيم.

محلات العطارة بلا زبائن (الجزيرة نت)
محلات العطارة بلا زبائن (الجزيرة نت)

ويضيف للجزيرة نت "كنا نتوقع قدوم كثير من الزوار خلال هذه الفترة، وكانت هناك أنباء عن وجود تعاقدات لا بأس بها لأفواج أجنبية خلال أعياد شم النسيم إلا أن الحادثة الأخيرة خيبت آمالنا، وأصابت الموسم في مقتل".

ويقول "كانوا يقولون لنا إن تأزم أوضاع السياحة خلال حكم مرسي سببه سياسات الإخوان المسلمين المعادية للسياحة، ولكن بعد عزل مرسي اتضح أن سياسات وزارة الداخلية هي التي تضرب السياحة، فما نراه الآن هو أن الداخلية لا تعمل بجدية لحل المشكلة التي قد تتفاقم بشكل لا يمكن تداركه، وقد تتأثر السياحة لسنوات إذا استمرت الأوضاع على ما هو عليه".

تراجع كبير
ويؤكد ياسين النوبي (عامل مطعم) أن المبيعات تراجعت بنسبة تقترب من 75%، بعد الاشتباكات، خاصة وأن أغلب المواطنين يلتزمون منازلهم في ساعة مبكرة من الليل خوفا من اندلاع أعمال العنف لأن الجميع يعلم أن قبيلة الهلايل تحاول فرض سطوتها على الجميع، بينما يسعى النوبيون إلى طرد الهلايل من أسوان نهائيًا.

ويضيف للجزير نت "هذه الحالة من القلق والترقب انعكست سلبًا على كل من يعتمد عملهم على البيع والشراء".

كما تراجعت نسبة الإشغال في الفنادق بشكل كبير، كما يقول عمر النوبي الذي يعمل في فندق قريب من أحد المواقع الأمنية.

ويؤكد عمر للجزيرة نت أن حالة الوجود الأمني المكثفة حول الموقع الأمني القريب من محل عمله "أقلقت النزلاء، وجعلت كثيرين ينهون حجزهم ويبحثون عن أماكن بعيدة عن المتاريس والمدرعات والجنود".

ولفت إلى نسبة الإشغال ضئيلة بصفة عامة ولا تصل إلى 20% أغلبها من السياح المحليين، إلا أنها تضاءلت أكثر بسبب أزمة الدابودية والهلايل، على حد تعبيره.

وتشتهر المحافظة السياحية الشهيرة ببيع بعض المواد المحلية وهي منتجات يعتمد تسويقها في المقام الأول على الوافدين. ولا يكاد المتجول في أسواق المدينة يجد أي أقبال على محلات بيع هذه المنتجات.

متجر للأدوات المنزلية بأسوان يخلو من المشترين (الجزيرة نت)
متجر للأدوات المنزلية بأسوان يخلو من المشترين (الجزيرة نت)

الحاج راضي صاحب محل عطارة، يقول للجزيرة نت "كانت مبيعاتنا تتجاوز الخمسة آلاف جنيه يوميًا، أما الآن فلا تتجاوز المبيعات الألف جنيه وربما لا تصل إلى هذا المبلغ".

وأشار إلى أن غياب الأمن هو "المعول الأول في هدم السياحة، وأولى خطوات الفوضى" مؤكدًا أنه إذا انقطعت الأرزاق فسوف يلجأ الجميع للنهب والسرقة، على حد وصفه.

وفي السياق ذاته، توقفت البواخر النيلية والفنادق النيلية عن العمل بشكل شبه كامل بسبب الظروف الأمنية للمحافظة.

فقد توقفت الرحلات النيلية داخل المحافظة، وكذلك الرحلات التي كان يتم القيام بها بين محافظتي أسوان والأقصر، بسبب الغياب الأمني والعنف الذي يشهده الشارع من حين لآخر.

ويأمل أصحاب المحال التجارية والفنادق والعاملون بمجال السياحة في التوصل إلى حل سريع للأزمة التي شملت الجميع.

تجدر الإشارة إلى أن أسوان التي تبعد عن العاصمة بنحو ثمانمائة كيلومتر، تحتل مكانة هامة في خريطة السياحة العالمية، حيث تضم عدة معالم سياحية شهيرة أهمها السد العالي وجزيرة النباتات وجزيرة فيلة ومعبد أبو سمبل ومعبد كلابشة ومقابر النبلاء ومتحف النوبة والمقابر الفاطمية ومعبد كوم إمبو.

المصدر : الجزيرة