ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب اللبنانيين

أرقام البنك الدولي تحدثت عن نسب بطالة بين الشباب فاقت 34 % فيما النسبة الحكومية لم تتعد 11%
أرقام البنك الدولي تحدثت عن نسب بطالة بين الشباب فاقت 34 % أما النسبة الحكومية فتتحدث عن 11% (الجزيرة نت)

 

جهاد أبو العيس-بيروت

بإحباط كبير يتابع عمر العبيدي المتخرج بشهادة الفيزياء مؤشرات وأرقام أحدث التقارير الصادرة عن منظمة العمل الدولية بشأن نسبة البطالة بين الشباب اللبناني التي بلغت نحو 22% للعام 2013 مقارنة بنسبتها بين الشباب حول العالم التي بلغت 13.1% من العام نفسه.

ويشرح الشاب اللبناني (28 عاما) الذي يعمل بدوام جزئي معلما للفيزياء بعد رحلة بحث مريرة عن وظيفة، كيف دفعت الظروف الأمنية والسياسية بسوق العمل اللبناني للحضيض. فانعدام الأمن والاستقرار السياسي شلّا, على حد تعبيره, فرص عجلة التوظيف.

ويتابع العبيدي للجزيرة نت كيف دفعت أحوال البلاد بغالبية كبرى من طلاب الجامعات للانخراط مبكرا في سوق العمل المتوفرة أثناء الدراسة لتغطية أقساطها المرتفعة، وهو ما انعكس سلبا على مستوى تحصيلهم عند التخرج، وبالتالي ارتفاع نسبة البطالة بين صفوفهم نتيجة لذلك.

عدد الخريجين
وقال العبيدي للجزيرة نت إن عدد الخريجين الكبير بسوق العمل مقارنة بالفرص المتاحة يشكل عاملا يرفع نسبة البطالة، فضلا عن تدني سلم الرواتب والأجور مقارنة بغلاء المعيشة المرتفع جدا في لبنان.

وتشكل حالة العبيدي واحدة من آلاف الحالات الشابة التي تعاني من ارتفاع نسبة البطالة في لبنان، وسط غياب شبه كامل لأي خطط حكومية قادرة على استيعاب تضخم هذه الظاهرة التي أخذت بالاتساع الكبير بسبب تدهور الحالة الأمنية والسياسية منذ اندلاع الحرب في سوريا.

ودفع ارتفاع نسبة البطالة في البلاد بأحد اللبنانيين العاطلين عن العمل قبل يومين للتعري أمام السراي الحكومي وسط بيروت كعمل احتجاجي علني وغير مسبوق على الواقع المعيشي المتردي والمتزايد في البلاد.

الأزمة السورية
وكانت منظمة العمل الدولية أشارت في تقرير لها تحت عنوان اتجاهات العمل العالمية للعام 2014، إلى تداعيات الاضطرابات الاجتماعية في المنطقة وخاصة في سوريا على النمو الاقتصادي في لبنان وأحوال سوق العمل اللبناني ومعدل البطالة في البلاد.

سوق العمل اللبناني يسير باتجاه الضيق في فرص العمل (الجزيرة نت)
سوق العمل اللبناني يسير باتجاه الضيق في فرص العمل (الجزيرة نت)

واعتبر التقرير أن تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان قد يزيد حجم القوى العاملة وخاصة تلك التي لا تتمتع بمهارات معينة بنسبة 30 إلى 50%، الأمر الذي يزيد من حدة المنافسة مع الباحثين عن عمل من اللبنانيين.

في المقابل أظهرت دراسة حديثة أعدها مكتب الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع البرلمان اللبناني، أن 34% من فئة الشباب اللبناني يعانون من البطالة. وأظهرت الدراسة أن 41% من الموظفين يعملون في مجالات لا تتوافق مع اختصاصاتهم.

كما نوهت الدراسة إلى أن 44% من المهاجرين اللبنانيين إلى الخارج هم من فئة الشباب، لافتة إلى انعدام وجود مؤسسات في لبنان تعنى بسوق العمل والبطالة.

وتبرز أرقام صادرة عن وزارة الاقتصاد تتحدث عن معدل بطالة لا يتعدى نسبة 11% للعام 2013، وسط تباين مع نسب قدرها البنك الدولي عن ذات العام والتي قال فيها إن نسبة البطالة بين الشباب اللبناني تتعدى 34%.

سوق ضيق
ويرجع المحلل الاقتصادي لويس حبيقة ارتفاع نسب البطالة للأعداد الكبيرة السنوية للمتخرجين إلى سوق العمل، ويرى أن سوق العمل اللبناني يسير باتجاه الضيق في فرص العمل.

وقال حبيقة للجزيرة نت إن من الأسباب كذلك توقف أسواق العمل العربية وغيرها عن استقبال أعداد أكبر من طالبي العمل اللبنانيين كما كان يحدث سابقا، إلى جانب الهيكلية التي نشأ عليها الاقتصاد اللبناني والتي قال إنها تساهم في توسيع رقعة البطالة على المدى المتوسط والبعيد.

وعن أثر الظروف السياسية والأمنية، قال "السياسة والأمن يؤثران نعم لكن بصورة وقتية، فلو زالت الضغوط السياسية والأمنية ستبقى مشاكل وبنية الاقتصاد المعوق الأكبر".

وتضخ الجامعات اللبنانية سنويا ما مجموعه 16 ألف طالب لسوق العمل (10 آلاف من الجامعات الخاصة و6 آلاف من الحكومية)، في حين لا يتوفر سنويا من فرص قادرة على تشغيل هؤلاء سوى 12 ألف فرصة عمل في أحسن التقديرات, بحسب مختصين واقتصاديين.

المصدر : الجزيرة