طفرة بأسعار المحروقات في الرقة السورية

طوابير من الأهالي على أحد أفران الخبز في مدينة الرقة
طوابير من أهالي الرقة أمام أحد المخابز بعد أن بات الخبز والغاز المنزلي حلما (الجزيرة)

أحمد العربي-الرقة

بعد استهداف قوات التحالف الدولي مصافي النفط في مدينة تل أبيض بريف الرقة شرق سورية وفي دير الزور، تعاني الرقة اليوم من شح ملحوظ في الوقود من جميع أنواعه، وفي حال توافره فإنه يباع بأثمان مرتفعة جدا، فضلا عن قطع تنظيم الدولة الإسلامية الكهرباء عن المواطنين بما يصل إلى عشرين ساعة في اليوم.

ويؤكد أحمد نديم وهو ناشط إعلامي في الرقة أن قصف قوات التحالف الدولي لآبار النفط ومصافيه في الرقة ودير الزور تسبب في زيادة معاناة وفقر الأهالي في المحافظة. ومع اقتراب فصل الشتاء فقد أصبح حصول الأهالي على مادة المازوت التي تستعمل للتدفئة غاية في الصعوبة.

ويضيف نديم في حديث للجزيرة نت قائلا "وصل سعر لتر المازوت إلى 150 ليرة سورية (الدولار يعادل 175 ليرة تقريبا) بسبب ندرته، كما وصل سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى أكثر من تسعة آلاف ليرة ومن النادر إيجاد واحدة في محافظة الرقة، كما وصل سعر لتر بنزين السيارات إلى 250 ليرة، وهذا ما انعكس سلبا على أسعار المواد الغذائية فارتفعت هي الأخرى".

ويتابع "وزاد الأمر تعقيدا جدول توزيع الطاقة الكهربائية الجديد الذي فرضه تنظيم الدولة الإسلامية في الآونة الأخيرة على الرقة وريفها، حيث تقطع الكهرباء عن المنازل بما يصل إلى عشرين ساعة يوميا، رغم أن الرقة بها سدين لتوليد الطاقة الكهربائية هما سد البعث وسد الفرات، مما اضطر أصحاب بعض المحال التجارية إلى تنفيذ إضراب احتجاجي لعدم توفر الكهرباء.

سد الفرات الذي يمرّ بريف الرقة أحد أهم مصادر الكهرباء (الجزيرة)
سد الفرات الذي يمرّ بريف الرقة أحد أهم مصادر الكهرباء (الجزيرة)

طوابير طويلة
ويؤكد نديم أن بعض الأفران أيضا في الرقة قامت بإضراب مفتوح عن إنتاج مادة الخبز بسبب هذا التقنين الطويل للكهرباء، الأمر الذي يتسبب بتكاليف إضافية على إنتاج الخبز بسبب اضطرارهم لتشغيل الأفران عن طريق المولدات التي تعمل على مادة المازوت المرتفع الثمن.

ويتابع قائلا "هذا الأمر تسبب أيضا في ارتفاع سعر ربطة الخبز الواحدة التي تحتوي على 19 رغيفا إلى أكثر من 150 ليرة سورية، إضافة إلى مظاهر الازدحام والطوابير الطويلة من الأهالي على الأفران التي ما زالت تعمل".

من جانبه يقول أبو أحمد، وهو من تنظيم الدولة الإسلامية، "إن كل ما يحصل الآن في الرقة سببه التحالف" الذي أسماه التحالف "الصليبي العربي"، ورأى أن هذا التحالف يريد "أن يدمر الموارد الحية التي تعين المسلمين من بعد الله في المناطق المحررة من النظام السوري في سورية".

إحدى الغارات الليلية لطائرات التحالف على مواقع الدولة الإسلامية في الرقة (الجزيرة)
إحدى الغارات الليلية لطائرات التحالف على مواقع الدولة الإسلامية في الرقة (الجزيرة)

ضرب الدولة
ويضيف في حديث للجزيرة نت "هذا التحالف يشن حربا على الإسلام وليس على الدولة الإسلامية فحسب، وبدأت تظهر آثار هذه الحرب التي يخفيها بذريعة ضرب الدولة الإسلامية، فأسعار الوقود زادت ضعفين عن السابق وأسعار الخبز والغاز أيضا".

ويتابع قائلا "جدول توفير وقطع الطاقة الكهربائية الجديد في الرقة مؤقت، وقد اضطررنا لذلك بسبب الأضرار الجسيمة في البنية التحتية التي يتسبب بها قصف التحالف، وهناك أعطال كبيرة في الخطوط الرئيسية للكهرباء، وعملنا على تقديم ما يلزم لشركة الكهرباء لإصلاح الأعطال، وقد تم إصلاح بعضها مما أدى إلى تحسن في ساعات توفير الكهرباء".

ويشير أبو أحمد إلى أن "الدولة الإسلامية" تسعى إلى تأمين مادة الطحين والمازوت للأفران بأسعار أقل كي يتم خفض سعر ربطة الخبز ويستمر عمل الأفران دون انقطاع.

المصدر : الجزيرة