قمة ببرلين تدعو لتقليل الفاقد من المحاصيل

وزراء زراعة 72 دولة ناقشوا ببرلين وسائل مكافحة الجوع وتطوير القطاع الزراعي والتكيف مع التغيرات المناخية. الجزيرة نت
undefined

خالد شمت-برلين

اتفق وزراء زراعة 72 دولة في ختام قمتهم مساء أمس السبت في مقر الخارجية الألمانية ببرلين على زيادة دعم أبحاث الزراعات المفيدة للبشر، وتقليل الفاقد في المحاصيل الغذائية، والإدارة الرشيدة للمشروعات الزراعية، ومواجهة التداعيات السلبية للتغيرات المناخية على الزراعة باعتبارها ركائز أساسية في مكافحة انتشار الجوع في العالم.

وشاركت ست دول عربية هي الجزائر وفلسطين واليمن والسعودية والعراق وعُمان في القمة الزراعية العالمية التي انعقدت هذا العام تحت عنوان "دعم الزراعة والتحكم في الأزمات وضمان الغذاء". وناقشت القمة -التي تقام منذ عام 2009- واقع الاستثمارات بالقطاع الزراعي، ومكافحة المجاعة وتحسين أنماط استغلال القدرات الزراعية، وتطوير الهياكل الزراعية، والتنمية المستدامة للموارد الطبيعية والتكيف مع المتغيرات المناخية.

وعقدت القمة الزراعية السادسة بموازاة المنتدى الدولي للزراعة والغذاء الذي شارك فيه 1500 خبير دولي متخصص، وأقيم ضمن أنشطة الأسبوع الأخضر الذي تشهده برلين الآن ويُعد أكبر معرض للمنتجات الزراعية والحيوانية العضوية بالعالم، وشارك بالقمة أربع منظمات دولية هي المفوضية الأوروبية والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو).

أخيم شتاينر:
الحاجة لزيادة إنتاج الغذاء العالمي عام 2050 بنسبة 70% مقارنة بالوضع الحالي تتطلب البحث عن وسائل جديدة دون إرهاق الأراضي الزراعية

زيادة دون إرهاق
وأشار مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة أخيم شتاينر إلى أن الحاجة لزيادة إنتاج الغذاء العالمي عام 2050 بنسبة 70% مقارنة بالوضع الحالي تتطلب البحث عن وسائل جديدة دون إرهاق الأراضي الزراعية واستنزاف الموارد المائية وزيادة الاختلال البيئي القائم، وحذر شتاينر في كلمته أمام القمة من أضرار المبالغة في السعي لرفع الإنتاج الزراعي والحيواني بكل الوسائل.

وقال وزير الزراعة الألماني هانز بيتر فريدريش إنه رغم وجود 850 مليون جائع وملياري مصاب بأمراض سوء التغذية من سكان العالم حالياً فإن موارد الأرض ستكون قادرة على إطعام سكانها حتى لو وصلوا إلى تسعة مليارات نسمة، واعتبر أن أي نهضة زراعية تعتمد على ثلاثة محددات رئيسة هي إعلاء قيمة المشاريع الزراعية العائلية الصغيرة، واحترام الملكية الفردية، والبعد عن المركزية.

وذكر المفوض الأوروبي للزراعة دجيان كوتيلوس أن الفاقد الحالي في المحصولات الزراعية بالعالم يقدر بمليار وثلاثمائة مليون طن، يضيع معظمها في الحقول وخلال نقلها من مراكز إنتاجها إلى مستهلكيها، وأشار إلى أن هذه الأغذية المفقودة يمكنها إطعام 2.2 مليار إنسان.

وطالبت راشيل كوتا نائبة رئيس البنك الدولي بالتكيف مع التداعيات السلبية للتغيرات المناخية على الزراعة، وأشارت إلى أن هذه التداعيات تسببت بأضرار شديدة على النشاط الزراعي في جنوب شرقي آسيا، حيث أدت إلى موجات شديدة من العطش والحرارة وتقلب حاد في المناخ.

وعبر رئيس المنظمة العالمية لمراقبة الغذاء تيلو بودا -في تصريح للجزيرة نت- عن استغرابه من الدعوة لمكافحة الجوع من دول تدعم استخراج الوقود الحيوي من كميات هائلة من المحاصيل الزراعية، وأشار إلى أن السماح بالمضاربة في أسعار الغذاء لا يسهم بأي حال في مكافحة الجوع.

‪وزير الزراعة الجزائري طالب القمة باعتماد العربية ضمن لغاتها‬ (الجزيرة)
‪وزير الزراعة الجزائري طالب القمة باعتماد العربية ضمن لغاتها‬ (الجزيرة)

مبادرة جزائرية
وتحدث وزير زراعة السلطة الفلسطينية وليد عساف أمام القمة الزراعية عن العراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي أمام التنمية الزراعية والغذائية بالأراضي الفلسطينية، وذلك بمنعه انتقال المنتجات الزراعية من منتجيها إلى مستهلكيها.

وأضاف أن من هذه المعوقات نشر الحواجز العسكرية وقطع الأشجار المثمرة وتجريف الأراضي الزراعية ومصادرة الموارد المائية والتحكم بتوزيعها، بالإضافة إلى دور الجدار العازل في تقسيم وتفتيت الأراضي الزراعية، وتفاقم مشكلة توفير الغذاء.

ومن جانب آخر، قال وزير الزراعة والتنمية الريفية الجزائري عبد الوهاب نوري إنه طالب القمة بإدراج العربية ضمن لغاتها الرسمية المعتمدة، وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى أنه أدرك خلال رئاسته للمنظمة العربية للزراعة والأغذية جسامة التحديات التي تواجه العالم العربي فيما يتعلق بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وأشار إلى أن التعاون الجماعي العربي لمواجهة قضية التحدي الغذائي سيكون أسهل من التعامل معها بشكل فردي.

المصدر : الجزيرة