البورصة المصرية تتجاهل أحداث 30 يونيو

صالة التداول بالبورصة المصرية ظهر 25 يونيو.
undefined

عبد الحافظ الصاوي-القاهرة

في ظل حالة الترقب التي تسود المشهد المصري، خالفت البورصة المصرية التوقعات، فمع أول أيام عملها هذا الأسبوع، والذي صادف أكبر موجة تصعيدية من قبل المعارضة المصرية ضد الرئيس  محمد مرسي صعد المؤشر الرئيسي إي جي إكس 30 بنسبة 1.5%، ليصل المؤشر إلى مستوى 4752 نقطة، بعد أن كان 4666 نقطة في بداية الجلسة.

إلا أن اللافت للنظر أن السوق انتهى عبر تعاملاته إلى صافي شراء للأجانب وصافي بيع من قبل المصريين والعرب، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، وهو ما يراه الخبراء تأكيدا على رؤية الأجانب التي يتصرفون في ضوئها وهي أن أحداث 30 يونيو عابرة وغير مؤثرة بشكل كبير على الأوضاع في مصر.

وساعد على أن تكون تعاملات البورصة المصرية اليوم في الأداء الطبيعي لها قيام رئيس البورصة محمد عمران بلقاء المتعاملين في بداية اليوم، وتأكيده لهم بأن هناك عمليات مراقبة شديدة لمواجهة أية تعاملات من شأنها أن تؤدي إلى تلاعب في عمليات التداول.  

مالك سلطان: أداء السوق اليوم يؤكد على أن المتعاملين يرون أن أحداث 30 يونيو عابرة، وسوف تنتهي إلى بعض المواجهات أو شيء من العنف، لكنها لن تكون مؤثرة على تغيير الأوضاع في مصر

أحداث عابرة
المحلل المالي مالك سلطان اعتبر في حديث للحزيرة نت أن أداء السوق اليوم يؤكد على أن المتعاملين يرون بأن أحداث 30 يونيو عابرة، وسوف تنتهي إلى بعض المواجهات أو شيء من العنف، لكنها لن تكون مؤثرة على تغيير الأوضاع في مصر.

واعتبر سلطان أن سلوك الأجانب يؤكد على هذه الدلالة، فالأجانب على مدار ثلاثة أسابيع ماضية يتوجهون للشراء، ولم يغيروا من سلوكهم، وعادة يبني الأجانب سلوكهم على دراسة عميقة للسوق والأوضاع العامة، للوقوف على الاتجاهات في الأجلين المتوسط والطويل، حيث تتسم استثمارات الأجانب بالبورصة المصرية بأنها لا تعمل في الأجل القصير، ولكن في الأجلين المتوسط والطويل.

ويوضح سلطان أن اليوم 30 يونيو شديد الشبه من حيث توقعاته للسوق بما حدث إبان ترقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في مصر، حيث كانت هناك توقعات بحدوث فوضى في حالة فوز أي من المرشحين محمد مرسي أو أحمد شفيق، إلا أن احتمالات الفوضى في حالة فوز مرسي كانت أقل، وهو ما أدى لارتفاع مؤشر البورصة المصرية في تلك الأحداث.

ويشدد سلطان على أن الرسالة التي يبعث بها السوق عبر تعاملات الخميس الماضي واليوم، هي حالة الترقب، حيث إن المصريين والعرب توقفوا عن البيع الهستيري الذي مارسوه على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، كما أن الأجانب لا يزالون يشترون ولكن بحكمة.

وهو الأمر الذي يقرؤه سلطان على أنه ترقب أقرب للتفاؤل منه للتشاؤم، وأن أحداث 30 يونيو ستكون عابرة، وإن شابها بعض العنف.

محمد عسران: الأجانب أقبلوا اليوم على شراء الأسهم لأن لديهم قدرات مالية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الأسعار الحالية للأسهم مغرية للشراء

احتمالات النهاية
أما الخبير المالي محمد عسران فيرى أن انتعاش البورصة المصرية اليوم ترجع لعدة عوامل، أولها مقابلة رئيس البورصة لشركات السمسرة والعاملين بها وتطمينهم بأن كل شيء مراقب جيدا، وأنه لن يسمح بوجود تلاعبات على الأسهم المتداولة.

وأضاف أن العامل الآخر، هو أن ما أعلن عنه من أحداث عنف على مدار ساعات عمل البورصة كان ضعيفا، مشيرا إلى ضرورة التمهل في الحكم على الأحداث وتأثيراتها حتى يمر اليوم.

وكذلك أكد عسران للجزيرة نت على أن إجازة البورصة غد بسبب أعمال الحسابات الختامية بالبنوك والبورصة، أعطى المتعاملين شيئا من الثقة، ليعدوا تقديراتهم للتعامل بالبورصة يوم الثلاثاء في ضوء ما ستسفر عنه الأحداث السياسية نهاية اليوم وغدا.

وبسؤال عسران عن سبب إقبال الأجانب على الشراء والمصريين والعرب على البيع، أوضح أن الأجانب لديهم قدرات مالية تمكنهم من تجاوز الإخفاقات، ومن ناحية أخرى فإن الأسعار المتدنية الآن بالبورصة المصرية تغري أي مستثمر للدخول بالشراء، لأن أي صعود بعد هذه الأسعار في الأيام القادمة سيمثل أرباحا لمن اشترى في ظل هذه الأسعار المتدنية.

المصدر : الجزيرة