عجز الميزانية ورقة ضغط بالانتخابات الإسرائيلية

بنيامين نتنياهو و إيهود أولمرت
undefined

 عوض رجوب-الخليل

قبيل انتخابات الكنيست الإسرائيلي بأيام أعلن في إسرائيل عن عجز في الميزانية يزيد على عشرة مليارات دولار، فيما تبادل رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت ورئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو الاتهامات بالتبذير.

وتقول صحيفة يديعوت أحرونوت إن ميزانية الدولة للعام الجاري ستكون المادة السياسية المتفجرة الأولى التي ستوضع أمامها الحكومة القادمة، حيث سيتطلب منها أن تغطي عجزا أعلى من المتوقع، ومن شأنه أن يؤدي إلى أزمة ائتلافية.

وأشارت إلى سلسلة خطوات اتخذها رئيس الوزراء الحالي ووزير ماليته بهدف تغطية عجز سنوي بمقدار 20 مليار شيكل (5.4 مليارات دولار)، منها رفع أسعار السجائر والبيرة والوقود، وتقليص مقبول لميزانيات بعض الوزارات.

وتوقعت الصحيفة أن تبادر الحكومة القادمة إلى رفع الضرائب، وأوضحت أن رئيس الوزراء لم يهتم بالعجز، بل قال إنه توقع عجزا بمعدل 3.9%، وجاء بنسبة 4.2%، مستبعدا أن يؤثر ذلك على الإسرائيليين.

في المقابل -تضيف الصحيفة- سارع خصوم نتنياهو من أحزاب اليسار إلى الهجوم أمس على سياسته وسياسة وزير المالية، متهمين نتنياهو بأنه يقود الاقتصاد الإسرائيلي نحو الانهيار.

أولمرت: نتنياهو أنفق في السنتين الأخيرتين نحو ثلاثة مليارات دولار على "هذيان أمني لم ينفذ ولن ينفذ"

اتهام متبادل
أما صحيفة هآرتس فعدّت العجز نتيجة لسياسة المغامرة لوزارة المالية ولحكومة بنيامين نتنياهو اللذين صادقا على ارتفاع مبالغ فيه في النفقات في السنتين الأخيرتين، مشيرة إلى تضخم ميزانية الدفاع في السنوات الأربع الأخيرة وأن معارضة وزير المالية يوفال شتاينتس للخطوة لم تؤثر.

ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء السباق إيهود أولمرت قوله إن نتنياهو أنفق في السنتين الأخيرتين "نحو 11 مليار شيكل (ثلاثة مليارات دولار) على هذيان أمني لم ينفذ ولن ينفذ"، مؤكدا وجود فائض في ميزانية الدفاع يجب تقليصه.

وخلصت هآرتس إلى دعوة الحكومة التي ستنشأ -بعد الانتخابات- بأن تقرر سلم أولويات جديدا، بهدف تقليص مبالغ كبيرة في ميزانية الدفاع، "وإلا فإننا سنعلق في أزمة اقتصادية عمومية كبرى، لا يرغب فيها أحد".

إلى ذلك تحدثت صحيفة معاريف عن تبادل للاتهامات بالإسراف بين أولمرت ونتنياهو قبيل الانتخابات، وأوضحت أن المناكفة السياسية بينهما لا تنطفئ.

ونسبت الصحيفة إلى أولمرت اتهامه نتنياهو بتبذير نصف مليار يورو على شراء غواصة سادسة من ألمانيا، خلافا لموقف رئيس الأركان وقائد سلاح البحرية، فيما وصف نتنياهو أقوال أولمرت بأنه "بائسة وعديمة المسؤولية".

يديعوت أحرونوت رأت في افتتاحيتها "المناوأة" بين أولمرت ونتنياهو مثلا جيدا على معركة انتخابات فقدت رأسها

معركة الانتخابات
أما صحيفة يديعوت أحرونوت فرأت في افتتاحيتها "المناوأة" بين أولمرت ونتنياهو مثلا جيدا على معركة انتخابات فقدت رأسها، وأضافت أن أولمرت لا ينافس في أي واحدة من القوائم الحزبية وليس واضحا لماذا وعلامَ أمسك هذه المرة بصولجان رئيس المعارضة.

أما نتنياهو -تضيف الصحيفة- فلا يوجد يوم لا يخرج فيه لتلتقط له صور مع وحدة عسكرية ما ولا يرى الناخبون إلا الصور "فهم لا يرون البسمة على وجوه قادة في الجيش الإسرائيلي يستعملون معطيات إحصائية لهذه العروض".

ورأت الصحيفة أن الإنفاق العسكري والإعداد لإيران كان له تأثير كبير في استقرار رأي الغرب على تشديد العقوبات، واصفة ذلك بأنه "نصف الكأس المليئة" أما النصف الفارغ فيشمل مبلغا أكبر بكثير أنفق هدرا وما كان لينفق لو كانت علاقات الثقة عميقة بين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما.

وأضافت أن وزير الدفاع إيهود باراك ونتنياهو متسقان في استعدادهما لإنفاق مبالغ ضخمة على إجراءات عسكرية لا تتحقق.  مستبعدة  -في الوقت نفسه- نجاح "محاولة أولمرت في جعل الأسبوع الأخير قبل الانتخابات أسبوع مواجهة بين حكومته (سابقا) وحكومة نتنياهو".

المصدر : الجزيرة