اشتداد الضغوط الاقتصادية حول دمشق

A Syrian bank worker counts US dollar bills at a bank in Damascus 21 September 2005. The Syrian government has taken a series of measures to attempt to curb the black market on the dollar and support the Syrian pound as part of its economic reforms at the time when the country faces strong international pressures. AFP PHOTO/LOUAI BESHARA
undefined

قال مسؤولون استخباريون ومحللون ماليون إن احتياطي سوريا من النقد الأجنبي آخذ في النضوب بعد مرور الشهر الثالث عشر على الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد، وأضاف هؤلاء أن الاقتصاد السوري يواجه انهيارا بسبب العقوبات المفروضة على دمشق لقمعها للاحتجاجات المناهضة للنظام.

ويقول محللون إن النزيف المالي اضطر السلطات السورية إلى التوقف عن تقديم خدمات قطاعي التعليم والرعاية الصحية والعديد من الخدمات الأساسية في بعض مناطق البلاد، كما دفع هذا النزيف دمشق إلى طلب المزيد من الدعم المالي من حليفتها طهران لوقف نزيف العملة المحلية الليرة.

وقد خسرت سوريا معظم عائداتها النفطية، وحتى الصين والهند أصبحتا تمتنعان عن شراء الخام السوري حسب اقتصاديين.

غير أن المصادر السابقة تشير إلى أن الاحتياطي المالي الذي يتوفر عليه النظام وعائدات السوق السوداء قد يكفيان للإبقاء على الأسد ورموز نظامه في الحكم أشهرا عديدة، إذ لا يتوقع أن تجد دمشق صعوبات في تمويل عملياتها العسكرية في الوقت القريب.

ممثلون من أكثر من 75 دولة سيلتقون الشهر المقبل في واشنطن لتنسيق الجهود لتشديد العقوبات على ما تبقى من الموارد المالية المتاحة لدى النظام السوري

تشديد العقوبات
ويأتي تدهور الوضع المالي لسوريا في وقت تبحث فيه الحكومات الغربية تشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق لفرض المزيد من الضغط الاقتصادي والعزلة السياسية على نظام الأسد، فقد أقرت أوروبا الاثنين الماضي حظرا على تصدير السلع الفاخرة لسوريا كما فرضت واشنطن عقوبات على الشركات والأفراد الذين يتيحون لدمشق أجهزة المراقبة وغيرها من المعدات التي تستخدم لتعقب معارضي النظام.

ويتوقع أن يلتقي الشهر المقبل في واشنطن ممثلون من أكثر من 75 دولة لتنسيق الجهود لتشديد العقوبات على ما تبقى من الموارد المالية المتاحة لدى النظام السوري.

وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في شهادة أدلى بها أمام مشرعين أميركيين الأسبوع الماضي إن العقوبات ضيقت على النظام في موارده المالية وقلصت إيرادات الحكومة بالثلث.

الودائع البنكية
ومن أكثر التداعيات إضرارا بموارد النظام السوري الهبوط الشديد لودائع البنوك الحكومية، حيث كانت تقدر بعشرين مليار دولار قبل عام، وأصبحت حاليا تتراوح بين خمسة وعشرة مليارات دولار، وتخسر البنوك المذكورة قرابة مليار دولار شهريا حسب مسؤولين غربيين وعرب.

وكان مسؤولون أميركيون قد أكدوا أن احتياطي سوريا من العملات الأجنبية تراجع بالنصف منذ اندلاع الاحتجاجات، وتوقع صندوق النقد الدولي -في غياب معطيات رسمية من دمشق- بأن يكون الاقتصاد السوري قد انكمش بنسبة 2% عام 2011.

وكشف مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الناقلات المحملة بالنفط السوري لا تزال عالقة في المياه الإقليمية لسوريا بسبب عدم القدرة على إيجاد مشترين لهذا النفط نتيجة العقوبات، وحتى جهود دمشق لبيع خامها بمساعدة وسطاء إيرانيين فشلت -يضيف المسؤول- لأن العقوبات حرمت ناقلات النفط الإيراني والسوري من التغطية التأمينية.

المصدر : واشنطن بوست