مخاوف وآمال استخراج النفط بالصومال

صورة من حقل البترول في وادي طرود

undefined

عبد الفتاح نور أشكر-بوصاصو

تسيطر أنباء التنقيب عن النفط في منطقة بونتلاند بشمال شرق الصومال على أحاديث المنتديات والأروقة السياسية الصومالية. وانقسمت الآراء حيال التنقيب بين متخوف لا يرى في استخراجه سوى توسيع هوة الخلافات بين الفصائل الصومالية المسلحة وإطالة أمد الصراع الدائر، وفريق يعتبره بريق أمل لفجر جديد يبزغ على الصومال، يمكن أن يضع حدا للحروب الأهلية في البلاد، ويوجه جهود أبنائه نحو التطوير والبناء.

ويرى المتفائلون أن المؤشرات الأولية تشير إلى توفر احتياطات نفط ضخمة في منطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في الصومال، قد تمكن البلاد التي أنهكتها الحروب الأهلية منذ عام 1991 من إعادة التعمير وتوفير حياة كريمة للمواطنين.

ويقول وزير الإعلام بحكومة بونتلاند أحمد علي أسكر في حديث للجزيرة نت إن احتياطي النفط يقدر بكميات ضخمة ومن شأنه أن يخفف من وطأة الفقر، حيث يعيش حاليا ما يقدر بــ43% من الصوماليين تحت خط الفقر نتيجة لانعدام الموارد الاقتصادية.

وذكر الوزير أن نسبة العاطلين عن العمل تصل إلى 74.4% في الصومال حسب إحصائيات منظمة العمل الدولية عام 2011، وأن استخراج النفط والعمل على تصديره من شأنه أن يوفر موارد ضخمة للبلاد تمكنها من تنفيذ مشاريع ستوفر فرص عمل كثيرة.

واعتبر أسكر أن القيام بتوزيع عادل لعائدات النفط  سيرضي جميع الأطراف الصومالية، مع تطبيق سياسة الشفافية في إدارتها حسب الرؤية التنموية للدولة، وصرف الأموال في أوجه الإنفاق العام والمشاريع الضرورية للشعب الصومالي.

‪شري: استخراج النفط سيساهم في تهدئة الأوضاع المضطربة بين الفصائل‬ (الجزيرة)
‪شري: استخراج النفط سيساهم في تهدئة الأوضاع المضطربة بين الفصائل‬ (الجزيرة)

عامل استقرار
بدوره يرى ليبان أحمد شري أستاذ العلوم السياسية بجامعة شرق أفريقيا أن استخراج النفط سيساهم في تهدئة الأوضاع  المضطربة بين الفصائل السياسية والعسكرية، مع  انفراج سياسي مرتقب سيسود الأجواء بعد استخراج النفط، مما سيكون له الأثر الإيجابي في سير اتجاه السياسة الصومالية نحو الأحسن.

وأكد شري للجزيرة نت أن انعدام الموارد والفقر المدقع هو الذي يؤجج الصراعات السياسية في الصومال، وأنه عند التوصل إلى نتائج ملموسة في استخراج النفط سيتحول الفرقاء السياسيون إلى داعمين لبناء الصومال.

وعلى النقيض من رؤية المتفائلين يبدي الأمين العام لحزب التغيير في بونتلاند موسى علي جامع تخوفه من فساد ومحسوبية سيلحقان إدارة المخرجات النفطية. ويصف مساعي التنقيب الجارية حاليا بأنها جهود فردية يبذلها الجنرال محمود موسي حرسي -الرئيس السابق لحكومة بونتلاند-  تفتقر إلى المؤسسية والشفافية المطلوبة في إدارة الثروات المشتركة كالنفط والمعادن النفيسة.

واعتبر جامع في حديث للجزيرة نت أن الشعب لا يعرف حتى الآن ماهية  البنود المبرمة بين شركة التنقيب (أفريقيا أويل) الكندية صاحبة الامتياز الحصري للتنقيب، والطرف الحكومي.

ويشير إلى أن عدم الوضوح يثير الشكوك حول مدى جدية إدارة عائدات النفط وفق متطلبات التنمية وإعادة إعمار الصومال من جديد. 

سالم: استخراج النفط سيعطي الحركات الجهادية مسوغاً بتكثيف هجماتها (الجزيرة نت)
سالم: استخراج النفط سيعطي الحركات الجهادية مسوغاً بتكثيف هجماتها (الجزيرة نت)

حركات جهادية
من جانبه يرى سالم سعيد سالم عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة ولاية بونتلاند أن استخراج النفط والاهتمام العالمي المرافق لعلميات التنقيب يعطي الحركات الجهادية وعلى رأسها حركة الشباب المجاهدين مسوغًا لتكثيف هجماتها على الآبار والمنشآت النفطية، الأمر الذي من شأنه أن يزيد دوامة العنف في الصومال.

وأضاف سالم أن استخراج النفط سيعقّد مسار السلام في الصومال ويزيد من حدة الخلافات على خلفية توزيع الثروة بين المركز والأطراف.

تجدر الإشارة إلى أن منطقة بونتلاند ذات حكم شبه ذاتي وقد تأسست عام 1998 في غروي عاصمة ولايات بونتلاند على أيدي وجهاء وأعيان المنطقة، وهي ضمن النظام الفدرالي للجمهورية الصومالية.

وبدأت الكشوف النفطية في مناطق بونتلاند عام 2005، بعد المسوح والكشوف التي قامت بها شركات أميركية في أجزاء واسعة من الصومال أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.

المصدر : الجزيرة