فشل أوروبي بالاتفاق على موازنة الاتحاد

undefined
 
فشل قادة الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على موازنة الاتحاد الأوروبي للفترة بين 2014 و2020 بعدما تبين أن مواقفهم متباعدة، مما سينقل هذا الملف إلى القمة المقبلة المقررة مطلع العام المقبل، غير أن رئيس المجلس الأوروبي أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق حول الموازنة العام المقبل.
 
ولكن سعيا منهم إلى التخفيف من تداعيات هذا الفشل وانعكاساته السلبية على صورة أوروبا في العالم التي تضررت كثيرا جراء الأزمة المالية الراهنة، حاول رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي (الحائز على جائزة نوبل للسلام) التقليل من تبعات ما جرى، لكن أعضاء الوفود كانوا أكثر صراحة في نقل حقيقة ما جرى.

وحسب أعضاء في الوفود المشاركة طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم قالوا لوكالة الصحافة الفرنسية إن الخلافات بين القادة كانت حادة والمسافات التي تباعد بين مواقفهم كانت كبيرة.

وقال رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي إنه كلف بمواصلة "العمل للتوصل إلى توافق". وأضاف في مؤتمر صحفي عقد في اختتام القمة التي عقدت ببروكسل بعد يومين من المفاوضات العسيرة، أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق مطلع العام المقبل"، مشيرا إلى "وجود درجة كافية من التقارب في وجهات النظر" بين القادة الـ27، وإلى أنه سيباشر "المشاورات منذ مطلع الأسبوع المقبل".

غير أن دبلوماسيا يشارك في المفاوضات عبر عن تشاؤمه حول إمكان أن يحصل تغيير في المواقف بحلول القمة المقبلة. وأضاف أنه لم يحدد أي موعد لهذه القمة الجديدة حتى الساعة، ورجح أن تعقد أواخر يناير/كانون الثاني أو مطلع فبراير/شباط القادمين.

غياب للروح
وأكد المصدر أن "هذه القمة أظهرت غيابا تاما للروح الأوروبية"، وشدد على أن "كل المواقف أظهرت ميولا وطنية وكل ما اقترح هو اقتطاعات في سياسات المستقبل لتمويل سياسات الماضي".

وحتى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي المعروف عنه هدوؤه خرج عن عادته هذه وانتقد مواقف بعض القادة. وقال مونتي في مؤتمر صحفي إنه يرى "ديماغوجية في الهجمات على الموازنة الأوروبية وهي تبدو لي غير متناسقة".

ولم يسم مونتي شخصا بعينه، لكن سهام انتقاداته كانت مصوبة بكل وضوح إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي كان إصراره على موقفه الرافض لأي زيادة في حجم موازنة الاتحاد، أحد أبرز أسباب فشل القمة.

وأثار موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الكثير من البلبلة، فالمستشارة كانت من أكثر القادة تعنتا في القمة، إذ طالبت باقتطاع أكثر من عشرين مليار يورو في الموازنة التي اقترحها فان رومبوي، كما أفاد دبلوماسي.

من جهته قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن هذه القمة كانت مفيدة وتزامنت مع مرحلة مطلوبة للتوصل إلى اتفاق حول الموازنة" الأوروبية. وأضاف "إذا رغب المجلس في الاجتماع مجددا في مطلع العام 2013 فسيكون ذلك أمرا جيدا".

في الإطار نفسه أوضحت ميركل أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق مطلع العام المقبل إلا أنه سيكون من الصعب تحديد ما نحتاجه من وقت، مضيفة "لا يوجد أي سبب يدفعنا إلى التسرع في التوصل إلى اتفاق".

ليس مأساويا
وحتى قبل بدء أعمال القمة الخميس حاول بعض المشاركين التقليل من خطورة عدم التوصل إلى اتفاق وبأن الأمر لن "يكون مأسويا".

وفي آخر مشروع تسوية للموازنة الأوروبية أبقى فان رومبوي اقتراحه الأساسي بموازنة قيمتها 973 مليار يورو أي نحو 1% من إجمالي الناتج الداخلي الأوروبي.

غير أنه أعاد توزيع ما يتم خفضه في بعض الموازنات على موازنات أخرى تأثرت بشدة بالاقتطاعات.

في المقابل أعد فان رومبوي اقتراحا ثالثا خفض فيه الموازنة الخاصة بالتنافس والنفقات الإدارية. إلا أن هامش تحركه كان محدودا جدا ولم يكن قادرا على تقديم "هدايا جديدة"، حسبما أفاد أحد المفاوضين.

المصدر : الجزيرة + وكالات