قمة صعبة حول الموازنة الأوروبية

epa03482030 British Prime Minister David Cameron (C) arrives for a meeting with the President of the European Council, Herman Van Rompuy, ahead of the European summit at the EU headquarters in Brussels, Belgium, 22 November 2012. The budget summit in Brussels is taking place against a backdrop of growing tensions between EU member states over the Brussels-based bloc's budget plans, which cover the 2014-2020 period. The 2014-20 budget - technically known as the multi-annual financial framework or MFF - will set maximum spending limits, as well as define where the money should go and where it should come from. EPA/JULIEN WARNAND
undefined

يعقد قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم قمة تستمر ليومين وتسعى لإيجاد توافق حول ميزانية الاتحاد لمرحلة 2014-2020 تفوق قيمتها تريليون يورو (1.28 تريليون دولار). وينتظر أن تكون القمة صعبة الأطوار في ظل تباعد المواقف بين قادة أوروبا حول حجم الإنفاق ضمن الميزانية.

فقد تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون بالإبقاء على الاستقطاع الممنوح لبلاده الذي يتيح لها خفض مساهمتها في الميزانية الأوروبية. ويُنظر لكاميرون على أنه أكبر عقبة أمام التوصل إلى اتفاق، حيث تطالب لندن بتجميد حقيقي للموازنة وهددت باستخدام الفيتو إذا لم يتم تجميد الإنفاق.

وتقترح المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- التزامات للإنفاق بقيمة 1.09 تريليون يورو (1.36 تريليون دولار)، بدعوى أنها ستحقق التوازن السليم بين التقشف الذي أملته أزمة الديون السيادية والحاجة إلى تنشيط النمو والتوظيف.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية اليوم إن كاميرون -الذي يخضع لضغوط من المتشككين في جدوى اليورو داخل حزبه- سيقبل بألا يتجاوز سقف الإنفاق في الموازنة الأوروبية 940 مليار يورو (1.21 تريليون دولار).

واتفقت ثمان من الدول المساهمة في الموازنة -وهي النمسا وبريطانيا والدانمارك وفرنسا وفنلندا وألمانيا وهولندا والسويد- على ضرورة تقليص الإنفاق، غير أن هذه الدول تختلف فيما بينها حول كيفية تنفيذ هذا التقليص وحجمه.

بلجيكا ترى أن  إجراء تخفيضات كبيرة في إنفاق الاتحاد الأوروبي لفترة 2014-2020 سيكون خطأ كبيرا، معتبرة أن أوروبا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى موازنة طموحة

مواقف وقضايا
وقالت مصادر حكومية ألمانية إن عدم توصل القادة الأوروبيين إلى اتفاق بشأن الموازنة "لن يكون أمرا دراميا أو نهاية العالم"، موضحة أنه ما زال ثمة متسع من الوقت لتغيير الآراء ومباشرة تعاون سياسي بين العواصم الأوروبية.

غير أن رئيس وزراء بلجيكا إيليو دي روبو حذر اليوم من أن اقتراحات إجراء تخفيضات كبيرة في إنفاق الاتحاد الأوروبي لفترة 2014-2020 ستكون "خطأ كبيرا"، معتبرا أنه من الواجب أن تكون الموازنة طموحة، وأن أوروبا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى أدوات مالية قادرة على إعادة التوزيع وإلى سياسات جديدة خصوصا في المجال الصناعي.

ومن أبرز قضايا الموازنة التي ستكون محل نقاش حاد ما يسمى صناديق التضامن التي تخصص أموالها لفائدة الدول الأوروبية الفقيرة والمنضمة حديثا إلى الاتحاد، من أجل جسر الهوة الاقتصادية بينها وبين الدول الغنية.

وستدافع عن هذه الصناديق نحو 15 دولة -تقودها بولندا والبرتغال- تستفيد بشكل واضح من الموازنة الأوروبية، أي أنها تستفيد من أموالها أكثر مما تدفع كمساهمة فيها. وتعد هذه الصناديق ثاني أكبر بنود الميزانية من حيث المخصصات بعد بند السياسة الزراعية المشتركة التي تتضمن المعونات المخصصة للمزارعين والصيادين الأوروبيين، وتعتبر بدورها من بين نقاط الخلاف بين الدول الأوروبية.

المصدر : الجزيرة + وكالات