أشهر ناد تركي بألمانيا يشهر إفلاسه

أتراك يشجعون تركيا يمسبور بأحد مبارياته . الجزيرة نت - أشهر نادي تركي في ألمانيا يشهر إفلاسه - خالد شمت - برلين
 

undefined

خالد شمت -برلين

في خطوة عدت بداية النهاية لأشهر نادي كرة قدم تركي بألمانيا، تقدم نادي تركيا يمسبور بطلب إشهار إفلاسه إلى محكمة برلين الإدارية بعد عجزه عن سداد أقساط ديون متراكمة ناهزت مليون يورو.
وقال رئيس النادي يالكين سانسار إن مليون يورو من الديون يمثل مبلغا طبيعيا لفرق كرة القدم الألمانية، غير أنه يعني النهاية وإغلاق الأبواب لناديه الذي دل على نجاح الأتراك المقدرين بثلاثة ملايين نسمة في الاندماج رياضيا بألمانيا.
وأوضح سانسار في لقاء مع الجزيرة نت أن تراكم الديون على النادي جاء نتيجة لجوئه للاقتراض بعد فشله في توفير مبلغ 200 ألف يورو للميزانية السنوية المخصصة لرواتب المدربين والإداريين، وسداد اشتراكات التأمين الصحي وإيجارات ملاعب التدريب.
 
وأشار إلى أن فشل إدارة النادي في إيجاد حل لأزمته المالية، تزامن مع فشل النادي في إيجاد رعاة ذوي قدرات مالية قوية، وتخلي مطاعم الشاورما والمخابز التركية تدريجيا عن دعم ناديها الرياضي.

 
يالكين سانسار اعتبر أن إنقاذ النادي يتوقف على وجود راع مناسب (الجزيرة نت)
يالكين سانسار اعتبر أن إنقاذ النادي يتوقف على وجود راع مناسب (الجزيرة نت)

نجاحات وشعبية
وتأسس تركيا يمسبور عام 1978 بحي كرويتسبيرغ البرليني الشعبي ذي الأكثرية التركية، وحقق معدلا قياسيا في المشهد الرياضي الألماني باعتباره أطول الأندية الأجنبية عمرا.

وحمل هذا النادي التركي في البداية اسم بي أف سي أزمير بسبب انتماء معظم رواده ولاعبيه إلى مدينة أزمير التركية، ونجح عام 1983 في إيصال فريق ناشئيه الكروي إلى دوري الناشئين، وتزامن تحول تركيا يمسبور من اسمه الأول إلى اسمه الحالي عام 1987 مع وصول فريقه الكروي لدوري الدرجة الثانية وتحقيقه منذ ذاك الحين نجاحات عديدة أهمها حصوله علي مراتب متقدمة بدوري الدرجة الثانية والثالثة وإحرازه كأس برلين في موسم 1989- 1990.
 
وارتبط صعود النادي لدوري الدرجة الثانية بتغيير قانون هذه المسابقة التي لا تسمح بمشاركة فريق فيها بأكثر من لاعبين أجنبيين، واعتبر القانون بعد تعديله أن كل لاعب أجنبي هو ألماني إذا مرت على إقامته بالبلاد ست سنوات.
ولفت سانسار إلى أن عددا من لاعبي فريقه اختيروا خلال السنوات الماضية للعب في المنتخب التركي لكرة القدم وفي فرق كروية ألمانية.
وطغت شهرة هذا النادي التركي خلال سنوات مجده أواخر الثمانينيات على شعبية نظيره البرليني هيرتا بي أس سي، ومثلت مباراة الفريقين حينذاك احتفالا استثنائيا شارك فيه جمهور تركي ألماني زاد على 15 ألف شخص.
وتعدت شعبية تركيا يمسبور الواسعة الأتراك إلى جيرانهم الألمان خاصة بين سكان حي كرويستبيرغالمعروف بنزعته اليسارية المتعاطفة مع الأجانب.

 
تركيا يمسبور يعتزم التركيز على 20 فرقة للناشئين (الجزيرة نت)
تركيا يمسبور يعتزم التركيز على 20 فرقة للناشئين (الجزيرة نت)

بداية النهاية
مثل فشل النادي عام 1991 في الصعود لدوري الدرجة الثانية وإلزامه بأداء مرانه ومبارياته بإستاد في شرق برلين معقل التيارات اليمينية المتطرفة علامة فارقة في مسيرته وبداية نهايته.

 
وتسبب هذا الوضع في صرف الجمهور التركي والمشجعين اليساريين الألمان عن تشجيع النادي بسبب الخوف من اعتداءات النازيين الجدد بمنطقة الملعب الجديد.
 
وتحول لاعبو وإداريو نادي كرة القدم التركي في السنوات الماضية إلى هدف لاعتداءات لفظية وبدنية من النازيين الجدد في كثير من المباريات التي أقيمت بشرق ألمانيا، وتأرجح مستوى النادي في السنوات العشر الأخيرة بين اللعب في دوري الدرجة الثالثة ودوري برلين المحلي الذي انسحب منه بعد إعلانه إفلاسه.
وأشار سانسار إلى أن ناديه سيركز في المرحلة التالية للإفلاس على 20 فريقا للناشئين مكونة من 400 لاعب لتحقيق نتائج أفضل.
واعتبر سانسار أن إنقاذ النادي أصبح رهينا بالعثور على راع مناسب له من داخل ألمانيا أو من خارجا.
المصدر : الجزيرة