زيادة معاناة الصيادين بجنوب الصومال

وسائل صيد بدائية مستخدمة في جنوب الصومال
الصيادون الصوماليون يستخدمون وسائل بدائية لكسب أرزاقهم (الجزيرة نت)
 
يشتكي الصيادون في مدينة كيسمايو الساحلية المطلة على المحيط الهندي من اعتداءات السفن الأجنبية عليهم، وتراجع وجود الأسماك إضافة إلى ركود النشاط التجاري في قطاع الأسماك.
 
ويقول شريف هاشم مولانا -أحد الصيادين في كيسمايو- للجزيرة نت  "مختلف أنواع الأسماك في المحيط الهندي كانت متوفرة وبكثرة قبل 2001 غير أننا لاحظنا نقصها خلال السنوات الأخيرة نتيجة نشاطات السفن الأجنبية غير الشرعية في المياه الإقليمية للصومال".
 
كما اشتكى هاشم من عدم إقبال سكان المدينة على شراء الأسماك من الصيادين الذين يستخدمون وسائل بدائية لكسب أرزاقهم.
 
ويقدر نسبة الذين يأكلون السمك كوجبة غذائية 10% من مجمل السكان، بينما تعتمد النسبة المتبقية على اللحوم الحمراء.
 
نحو ثروة حيوانية
ويضيف أن هناك عوامل أخرى تجبر سكان كيسمايو الغنية بالثروة السمكية على الاتجاه للثروة الحيوانية، منها غياب دور الجهات الرسمية في تنشيط التجارة بالقطاع السمكي، وعدم وجود شركات صومالية تعمل في هذا المجال الذي وصفه بالحيوي. ويشير إلى أن 90% من سكان المدينة يفضلون الاعتماد على الثروة الحيوانية نتيجة ارتباطهم الوثيق بتقاليدهم وعاداتهم الموروثة.
 
الصياد عبد القادر: نحصل يوما على الصيد الثمين واليوم الآخر نرجع بشبكة خالية (الجزيرة نت)
الصياد عبد القادر: نحصل يوما على الصيد الثمين واليوم الآخر نرجع بشبكة خالية (الجزيرة نت)
وذكر هاشم أن كمية الأسماك المستهلكة يوميا في كيسمايو أقل من خمسين سمكة صغيرة الحجم. وفي هذا السياق عبر عن أسفه قائلا "ما يستخرجه الصيادون من البحر بشق الأنفس لا يجد طريقه إلى الأسواق المحلية، وما تشتريه المطاعم من الصيادين يوميا ضئيل جدا لقلة الزبائن.
 
وذكر التاجر محمد خليف في تصريحات للجزيرة نت أنهم يصدرون ما يقدر بـ35 طن سمك كل أسبوعين إلى الأسواق الكينية بسبب الطلب المتزايد هناك، ويجمعون هذه الكمية من مياه الجزر الواقعة في محافظة جوبا السفلى وعاصمتها كيسمايو. كما يصدرون أنواعا نادرة وفق الطلب إلى سنغافورة وكوريا عبر الإمارات العربية المتحدة.
 
أما المطاعم فتعتمد على اللحوم الحمراء مثل الإبل والماعز بنسبة 99% بسبب الطلب المتزايد عليها من قبل أهل كيسمايو، وفق رواية فيصل أحمد أحد تجار اللحوم الحمراء، رغم انخفاض سعر الأسماك حيث لا يتجاوز سعر الكيلو الواحد دولارا واحدا أي ما يعادل 32 ألف شلن صومالي. وبالمقابل، يصل سعر الكيلو من اللحوم الحمراء ثلاثة دولارات.
 
وعلى صعيد النشاط التجاري في مدينة كيسمايو، فإن الحركة التجارية في قطاع الأسماك ضئيلة جدا مقارنة بالنشاط التجاري ذات الصلة بالثروة الحيوانية والذي يشهد ازدهارا مستمرا. وقد انعكس ذلك بصورة سلبية على الإنتاج المحلي في الثروة السمكية.
 
اعتداءات السفن الأجنبية
من جانبه تحدث التاجر عبد الله آدم عثمان عن معاناة الصيادين الصوماليين في كيسمايو، ولخص مشكلتهم في اعتداءات السفن الأجنبية عليهم والذي يأخذ عدة أشكال كتخريب شبكات صيد الأسماك وإغراق الزوارق أحيانا ونهب الثروة السمكية عبر التجارة غير الشرعية مستفيدة من غياب جهة رسمية صومالية تقوم بحماية المياه الإقليمية.
 
وقال عبد القادر حسن إن الأسماك كانت متوفرة وبكثرة قبل عام 2001 وكان يجني من ورائها أكثر من  سبعمائة دولار شهريا، أما الآن فإنه يحصل على أقل من ثلاثمائة دولار.
 
التاجر عبد الله اتهم السفن الأجنبية بنهب خيرات بحر الصومال (الجزيرة نت)
التاجر عبد الله اتهم السفن الأجنبية بنهب خيرات بحر الصومال (الجزيرة نت)
وأضاف أن السفن الأجنبية الموجودة بكثرة في المياه الإقليمية للصومال تحت ذرائع شتى كمحاربة القراصنة ومكافحة الإرهاب، تتحمل المسؤولية كاملة عن تراجع وفرة الأسماك في الصومال.
 
وذكر التاجر عبد الله: وجود سفن أجنبية في المياه الإقليمية والتي تقوم بنشاط تجاري غير شرعي في القطاع السمكي، تحت حماية السفن الحربية الأميركية القابعة هناك.
 
من جانبه يقول هاشم مولانا بمرارة وحسرة "وجود السفن الأميركية لمياهنا الإقليمية غزو واحتلال، ويجب عليهم الرحيل من مياهنا الإقليمية" مشيرا إلى أن توحيد الشعب تحت قيادة صومالية موحدة لمواجهة السفن الأجنبية هو الحل لحماية المياه الإقليمية من التهديد الخارجي.
المصدر : الجزيرة