تداعيات الأزمة المالية تطال منتجعات سياحة الأثرياء

منظر عام لمنتجع سان موريتس بجبال الألب السويسرية، وبه مجموعة من الفنادق الفاخرة المتضررة من الأزمة

منتجع سان موريتس بجبال الألب السويسرية (الجزيرة نت)


 

 تامر أبو العينين-سويسرا

 

مرت احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية هذا العام مصحوبة بمخاوف متعددة نتيجة تأثير الأزمة المالية العالمية على موسم السياحة الشتوي في المنتجعات التي يقصدها الأثرياء بجبال الألب.

 

وتعتمد السياحة الشتوية في تلك المنتجعات على إقامة فعاليات فنية ورياضية واجتماعية وأحيانا أكاديمية تستقطب أسماء لامعة من نجوم السينما ومختلف الفنون ومعهم أيضا مجموعة لا بأس بها من الأثرياء من رجال الأعمال وأمراء من مختلف أنحاء العالم، حيث يمتد الموسم حتى الربيع.

 

فنادق فارغة
وتقول إينا باوشبيس مديرة العلاقات العامة بأحد الفنادق الكبرى في منتجع سان موريتس بجبال الألب السويسرية للجزيرة نت "بدأنا نشعر بشطب الحجوزات اعتبارا من نهاية أول شهر في العام الجديد وهو مؤشر غير جيد، يعكس تداعيات خسائر عام 2008 على الأثرياء، حيث كانت الحجوزات تتواصل لمدة 6 أشهر مسبقا أما الآن فلا نعرف ماذا سنفعل بعد 4 أسابيع".

 

ويتفق المدير العام لأحد الفنادق الفاخرة بنفس المنتجع كريستوفر كوكس مع هذا الرأي، مضيفا في حواره مع الجزيرة نت أن "أغلب الفنادق الفاخرة التي شطب الأثرياء حجوزاتهم فيها ستقوم بتقليل نسبة عمالها إلى الحد الأدنى لتوفير النفقات، ومن المحتمل أن تتدارس إدارات تلك الفنادق الأمر لوضع برنامج عمل لمواجهة الأزمة".

 

في حين ستتكبد تلك الفنادق خسائر أخرى تتمثل في ضرورة الحفاظ على التدفئة طوال الوقت في درجات حرارة تصل إلى 25 درجة مئوية تحت الصفر وعلى وجود طباخ ماهر واحد على الأقل بصفة دائمة استعدادا للطوارئ، فضلا عن طاقم الاستقبال وعمال النظافة.

 

ويظهر هذا القلق أيضا في قطاعات الخدمات مثل تأجير السيارات والطائرات الخاصة التي ستشهد ركودا اعتبارا من مطلع ثاني شهور العام الجديد.

 

كافيار أقل
ولم تنعكس ظلال الأزمة المالية على المنتجعات السياحية الفاخرة فقط، بل تمتد أيضا إلى استهلاك الكماليات الغذائية التي تحتاجها طبقة الأثرياء مثل الكافيار وكبد الإوز، حيث سجلت إدارة الجمارك السويسرية تراجعا واضحا في معدلات استيرادها في أوج موسم استهلاكها.

 

وطبقا للبيانات التي اطلعت عليها الجزيرة نت فقد انخفض استيراد كبد الإوز في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2008 بنسبة 58% مقارنة مع نفس الشهر من العام 2007، ليكتفي الأثرياء بحوالي 1572 كيلوغراما منها، يصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى حوالي 900 دولار.

 

بينما انخفض استيراد الكافيار بنسبة 45% ليستلك الأثرياء أكثر من خمسة أطنان ونصف الطن خلال عام واحد، سعر المائة غرام منها يناهز 200 دولار.

 

إستراتيجيات جديدة
ويسعى المسؤولون عن قطاع السياحة في تلك المنتجعات للتعامل مع المشكلة من زوايا مختلفة، حيث يقول هانزبيتر دانوزر مدير السياحة بمنتجع سان موريتس للجزيرة نت إن "أغلب تلك المنتجعات الشتوية تعتمد على فعاليات موسمية ثابتة منذ عقود، وأصبح لها جمهورها الذي يحرص على المشاركة فيها كنوع من التغيير الضروري من عناء العمل، لا سيما أن أغلب زوار تلك المناطق من الشخصيات البارزة على مستوى العالم".

هانزبيتر دانوزر مدير السياحة بمنتجع سان موريتس: الفنادق قد تضع برامج لمواجهة الأزمة (الجزيرة نت)
هانزبيتر دانوزر مدير السياحة بمنتجع سان موريتس: الفنادق قد تضع برامج لمواجهة الأزمة (الجزيرة نت)

أما تراجع الأثرياء نتيجة الخسائر التي تكبدتها ثرواتهم خلال العام 2008، فيرى أنها "تتطلب الحفاظ على مستوى الحضور السنوي للزوار غير المنتظمين من خلال ابتكار فعاليات أكثر جاذبية من ناحية المضمون، يعززها حضور أسماء لامعة في مجالات مختلفة يمثلون عنصر جذب المزيد من الزوار، مع التركيز على استقطاب أثرياء من أقل المناطق تضررا من الأزمة".

 

وتمثل السياحة في سويسرا ثالث أهم مصادر دخلها القومي بعائد سنوي يصل إلى أكثر من 22 مليار دولار.

المصدر : الجزيرة