تيموثي غيثنر.. تجربة بإدارة الأزمات وخبرة بأسواق المال

epa01557071 This file photo dated 14 October 2008, shows New York Federal Reserve Bank chief Timothy Geithner at a Treasury Department press conference in Washington, DC,

غيثنر راكم في مشوراه المهني خبرات واسعة على المستويين القومي والدولي (الأوروبية)

أثارت التكهنات بتعيين تيموثي غيثنر وزيرا للخزانة في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما ارتياحا في الأوساط المالية تجسد في ارتفاع أداء مؤشر داو جونز الجمعة الماضية بعد أيام من الخسائر المتتالية.

ويعكس ذلك التطور مدى ثقة الفاعلين الماليين الأميركيين في غيثنر (47 عاما) الذي يترأس فرع المجلس الاحتياطي الفدرالي بنيويورك منذ 2003 ويضطلع منذ حوالي عام بأدوار رئيسية في إدارة الأزمة المالية في بلاده إلى جانب وزير الخزانة هنري بولسون ورئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي.

وقد راكم غيثنر خبرة كبيرة في إدارة الأزمات المالية على المستوى العالمي برزت بشكل كبير عام 1997 عندما كان مسؤولا في وزارة الخزانة وأثار انتباه رئيسه المباشر آنذاك لورنس سمرز نائب وزير الخزانة بضرورة عدم بقاء الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي أمام انهيار اقتصاد كوريا الجنوبية.

ويعترف سمرز أن الخطة الأميركية التي تمخضت عن النقاشات بشأن التعاطي مع الأزمة المالية الكورية آنذاك جاءت قريبة جدا من الأفكار الرئيسية التي طرحها غيثنر.

ومنذ ذلك التاريخ لعب غيثنر أدوارا بارزة في وضع خطط للتعامل مع الأزمات المالية في المكسيك والبرازيل وتايلند واليابان ما جعله في نظر الكثيرين الرجل المناسب ليدير على أعلى المستويات الأزمة المالية التي تعيشها الولايات المتحدة ومعها جل دول العالم.

فمنذ اندلاع الأزمة المالية كان غيثنر من أقوى دعاة خفض نسبة الفائدة ولعب دورا في إدارة أزمة بنك بير بيرنز من خلال وضع أول خطة استعجاليه لإنقاذ المصرف قبل أن تسحوذ عليه جي بي مورغان.

وتصف صحيفة فايننشال تايمز البريطانية غيثنر بأنه أحد أقوى المسؤولين الاقتصاديين في العالم رغم أن كثيرين يخطئون في تقدير سلطاته معتمدين ظاهريا على ملامحه الشبابية وشكل هندامه الذي لا يغلب عليه الطابع الرسمي.

وتعليقا على ذلك يقول أحد زملائه إنه لو كان لغيثنر هيئة ضخمة لرأى فيه الناس مشروع رئيس للبلاد ولكن لكونه نحيلا ويبدو شابا فإن الناس يميلون إلى التقليل من شأنه.

"
الرؤساء السابقون لغيثنر يجمعون على تقديره للمسؤولية في إطار القطاع العام إضافة إلى جانبه العملي وروحه المرحة وإدراكه للجانب النفسي للأسواق المالية.
"

خبرة دولية
وخلافا لكثير من كبار المسؤولين الأميركيين فإن غيثنر يتمتع بتجربة دولية واسعة تعود بوادرها إلى مرحلة الطفولة التي قضى معظم أوقاتها في آسيا وأفريقيا التي اشتغل فيها والده خبيرا في التنمية لدى مؤسسة فورد.

وتعزز ذلك التوجه لدى غيثنر من خلال تحصيله الأكاديمي الذي جمع بين الاقتصاد الدولي والدراسات الآسيوية وعمله ملحقا مساعدا في سفارة بلاده في اليابان ومديرا لسياسة التنمية لدى صندوق النقد الدولي.

التحق غيثنر بوزارة الخزانة في 1988 واشتغل مع وزيري الخزانة السابقين روبرت روبين ولورنس سمرز في ظل إدارة الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون. ورغم أن غيثنر ليس عضوا بالحزب الديمقراطي فإنه يتمتع بعلاقات جيدة بأعضاء ديمقراطيين وجمهوريين في مجلس الشيوخ.

ويجمع رؤساؤه السابقون على تقديره للمسؤولية في إطار القطاع العام -حيث لم يسبق له أن عمل بالقطاع الخاص- إضافة إلى جانبه العملي وروحه المرحة وإدراكه للجانب النفسي للأسواق المالية.

ومن الأوراق الرابحة لدى غيثنر أن المستثمرين الماليين لا يرون في تعيينه أي دخل للعلاقات الشخصية حيث أن غيثنر لا تربطه علاقة قوية بالرئيس المنتخب، ولكن يعتبرون التعيين تكريسا لمبدأ الكفاءة وعنصر استمرارية في إدارة الأزمة الحالية.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية