55 فيلما بمهرجان "سينما المرأة" في بيروت

سعى منظمو المهرجان الى التركيز على الدور الايجابي للمرآة في المجتمع.
منظمو المهرجان سعوا إلى التركيز على الدور الإيجابي للمرأة في المجتمع (الجزيرة)

وسيم الزهيري-بيروت

تحت شعار "نساء من أجل التغيير"، وإيمانا بالدور الكبير الذي تضطلع به المرأة في كل مناحي الحياة، جاء افتتاح الدورة الأولى من "مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة"، الذي استضافته العاصمة اللبنانية على مدى أيام.

55 فيلما من ثلاثين دولة توزعت على الصالات اللبنانية بتنظيم من "مجتمع بيروت السينمائي". أعمال تعرض سلسلة قضايا ومواضيع لها علاقة بواقع المرأة كالعنف والتمييز ودورها كمحرك إيجابي في المجتمع، إضافة إلى عرض أفلام مستقلة أنتجتها وأخرجتها نساء.

وشهد المهرجان أيضا عرض عدد من الأفلام الوثائقية والقصيرة والندوات، وحضرت معاناة الشعب الفلسطيني من خلال فيلم "ثلاثة آلاف ليلة" الذي يحكي قصة مدرّسة فلسطينية حامل اعتقلتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أن تلد داخل قضبان السجن، حيث تربى المولود الجديد بين الأسيرات.

وتقول مي المصري مخرجة الفيلم إن عملها هذا مستوحى من قصة حقيقية ومن تجارب عاشتها أسيرات فلسطينيات في السجون الإسرائيلية، وقالت للجزيرة نت إن الاعتقال يرمز إلى واقع الشعب الفلسطيني في غزة وفي مخيمات اللجوء، ولفتت إلى أنه من بين أكثر من مليون فلسطيني تم اعتقالهم هناك عدد كبير من الممثلين الفلسطينيين.

مي المصري: فيلم
مي المصري: فيلم "3000 ليلة" مستوحى من تجارب أسيرات فلسطينيات(الجزيرة)

دور المرأة
ولم تشأ اللجنة المنظمة حصر المشاركة على النساء، بل أشركت بعض الأفلام المتنوعة المعنية بقضايا المرأة وأخرجها رجال، وأكد سام لحود مدير مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة أن اختيار الأفلام تم وفق معايير محددة تظهر المرأة بشكلها الإيجابي كمبادرة وقوية وصاحبة قرار مستقل، وليس كما يجري تصويرها كضحية أو شخص ضعيف يحتاج للمساعدة أو كرمز للإثارة.

وقال لحود إن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن نسبة النساء العاملات في السينما لا تتجاوز 20%، بينهم 7% فقط في مراكز مهمة، لافتا إلى أن من أهداف المهرجان الدفع باتجاه أدوار أكبر للمرأة في السينما.

وحول الدور الذي تضطلع به المرأة العربية في السينما، لفت لحود إلى وجود تفاوت في هذا الإطار، وقال إن حضور المرأة بالسينما اللبنانية فاعل من حيث توفر المخرجات والمنتجات والممثلات، لكنه تحدث عن شبه غياب للمرأة في صناعة السينما في الدول العربية الأخرى، باستثناء بعض المبادرات الفردية في تونس والمغرب ومصر.

السينما العربية
من جهتها، قالت الناقدة السينمائية أمل الجمل إنه لا يمكن مقارنة التعبير عن واقع المرأة في السينما العربية مع غيره في الدول المتقدمة، لكنها أشارت إلى تطور يحصل في السينما العربية في هذا المجال، لا سيما بعد قيام صناديق الدعم التي أسهمت في أفلام السينما المستقلة التي تعالج قضايا المرأة والتمييز والعنف بكافة أشكاله.

ولفتت الجمل في حديث للجزيرة نت إلى أن الدعم الذي تلقته السينما مؤخرا أسهم في ظهور جيل جديد من المخرجات والمخرجين، لا سيما في تونس ومصر، وقالت إن السينما اللبنانية تمتاز بوجود جيل من النساء المخرجات ممن يتحلون بالجرأة في الطرح والقدرة على إيجاد معادل بصري مبهر في تناول المواضيع والقضايا الشائكة التي يصعب التعبير عنها بالصورة.

المصدر : الجزيرة