أحب أطير.. مسرحية قطرية تحذر الأطفال من مساوئ التكنولوجيا

أحد مشاهد مسرحية أحب أطير على خشبة مسرح قطر الوطني.
إقبال جماهيري غير مسبوق على خشبة مسرح قطر الوطني (الجزيرة نت)

عماد مراد-الدوحة

ينام "محمد" الذي يضيع وقته أمام ألعاب الفيديو فيحلم أنه يدخل مدينة الملاهي بعد أن يقابل "أم اللهو" ومساعدها "علي ربشة" اللذين يقنعانه بترك واجباته واللعب، وبعد أن تتطور الأحداث وتتعقد المشاهد الدرامية يظهر خبير الوقت الذي يقدم لهم النصيحة فيغير مجريات الأحداث.

في إطار كوميدي مشوق وبعيدا عن مشاهد التخويف أو القتل أو الأشكال المنفرة، تقدم المسرحية القطرية "أحب أطير" رسائل هادفة وقيما تربوية واعية تضرب جرس الإنذار بضرورة أن يبتعد الأطفال عن الألعاب الإلكترونية والجلوس طويلا أمام مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى محاربة إهدار الوقت.

على خشبة مسرح قطر الوطني بالعاصمة الدوحة تقدم المسرحية، ويستمر عرضها حتى الـ 17 من الشهر الجاري، وسط إقبال جماهيري غير مسبوق.

القريشي في أحد المشاهد
القريشي في أحد المشاهد

تناقش المسرحية قضية سيطرة أجهزة المحمول والحاسوب اللوحي والألعاب الإلكترونية الحديثة على الأطفال وانشغالهم بها حد الإدمان، وتضييع أوقاتهم دون استثمار حقيقي، فضلا عن قضائها على روح الابتكار والخيال، وتقدم المسرحية لهذا الجيل النصيحة والدروس حول ضرورة الاستفادة من الوقت وعدم تضييعه.

وقد اعتمدت الحكاية على خيطيْ الخير والشر كطرفيْ الصراع الدرامي، إلى جانب علاقة الممثل فهد القريشي -الذي لعب دور "محمد"- برفقائه في طريق فقدانهم لعالمهم واستبداله بعالم آخر تمت السيطرة عليهم جميعا من خلاله وهو عالم اللهو.

وقدمت شخصيات المسرحية في قوالب محببة الشكل لدى الأطفال، حيث جاءت أشبه بالشخصيات الكرتونية التي تعتمد على الرشاقة والإتيان بحركات كوميدية.

صلاح الملا مدير مركز شؤون المسرح التابع لوزارة الثقافة والرياضة أكد -في حديث للجزيرة نت- أن "أحب أطير" تخدم الإستراتيجية التي تدعمها الوزارة حاليا وتقضي بضرورة الاهتمام بتنشئة الأجيال الجديدة على القيم والمبادئ التي تساعد على بناء جيل واع، مشددا على أن المسرحية لن تكون الأخيرة بل سيتبعها العديد من الأعمال التي ترسخ المبادئ لدى الأطفال.

شخصيات وملابس قريبة من الشخصيات الكرتونية الجاذبة الأطفال
شخصيات وملابس قريبة من الشخصيات الكرتونية الجاذبة الأطفال

ويضيف الملا أن العمل يراعي كافة المعايير الفنية لأن الأجيال الجديدة تطلع على العديد من الثقافات عبر الأجهزة الإلكترونية وعدم الاهتمام بالمستوى الفني والمضمون سيجعلهم يعزفون عن استكمال مشاهدة المسرحية، مشددا على أن موضوع استغلال الوقت بات من القضايا الرئيسية خاصة في المجتمعات الاستهلاكية.

وأوضح أن هناك خطة من خلال مركز الوجدان الحضاري التابع للوزارة بأن تقوم كل المراكز الثقافية والفنية بدورها في بناء جيل واع عبر الأعمال الفنية المختلفة التي ترتقي بالذوق العام وتغرس القيم في المجتمع، سواء كان ذلك على شكل مسرحية أو معرض فني أو مسلسل.

ولكنه لم يتوقع حجم الإقبال الكبير الذي تشهده صالة العرض يوميا سواء كان ذلك في الفترة الصباحية المخصصة للرحلات المدرسية أو المسائية المخصصة للجمهور، لافتا إلى أنه يسعى حاليا لتمديد فترة العرض.

الأنصاري يعبر عن سعادته بإدراك الطفل أهمية الوقت
الأنصاري يعبر عن سعادته بإدراك الطفل أهمية الوقت

أما الممثل جاسم الأنصاري -الذي يقوم بدور حارس الوقت- فأعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل الذي يكتسب أهميته بتناوله لموضوع حيوي يلامس الحياة اليومية لكل أسرة ويستحوذ على تفكير أولياء الأمور، موضحا أن المسرحية تطرح معالجة بناءة لبعض السلوكيات الضارة للأطفال التي فرضتها الحداثة مثل استخدام الألعاب الإلكترونية والإدمان على الوجبات السريعة.

وأضاف أن المسرحية تضع خطوات عملية أمام الطفل ليحقق من خلالها ما يفيده ويحقق له آفاق النجاح والتميز، معبرا عن أمله في أن يكون هذا بداية للعديد من الأعمال التي تناقش القضايا التربوية لدى الأسرة للحفاظ على المجتمع بعاداته وتقاليده.

المسرحية من تأليف سعيد سرحان وعصام أبو خالد، وبطولة الأنصاري والقريشي وربشة وناصر محمد ومحمد أنور وندى أحمد وهيا الصالحي ومحمد المطاوعة، والعمل من إخراج عصام أبو خالد، وبمشاركة صوتية من الملا الذي يقوم بدور الحاكي المساعد على سير الأحداث.

المصدر : الجزيرة