غياب عربي عن جوائز "كرامة" بالأردن
توفيق عابد-عمّان
كما فاز الفيلم الألماني الروائي القصير "كان يمكننا.. كان علينا.. لم نفعل"، وفيلم الرسوم المتحركة "عشاء للبعض" اليوناني بالجائزة ذاتها عن الأفلام المتحركة.
والأفلام الثلاثة ترجمت جوهر موضوع المهرجان "الفن في مواجهة العنف والتطرف"، حسب ما رأته لجان التحكيم التي ضمت مختصين في هذا المجال.
وكانت الجزيرة نت نشرت تفاصيل "عشاء للبعض" الذي استخدم فيه مخرجه ناسوس فاكاليس الكثير من الرمزية في إدانة "الذين يقتاتون على قوت الشعوب ولا يتركون سوى الفتات وتحت الطاولة".
ويكشف "الحقيقة الوامضة" الذي عرض في حفل الختام عن عالم ثلاثة من الحالمين وساعات من المشاهد السينمائية المغطاة بغبار الحرب والمخاطرة بالحياة لحماية هذا الوعاء الثقافي واستعادة ماضي أفغانستان المتنوع.
ذاكرة وطنية
ويرفض الفيلم الثقافة الأميركية والروسية، ويدعو لإحياء ثقافة أصيلة نابعة من التراث والتقاليد الأفغانية من خلال إحياء أرشيف الوطن الذي هو -حسب الفيلم- بيت التاريخ، ويبرز كيف خاطر هؤلاء الرجال بحياتهم لإنقاذ ما أسموه الذاكرة الوطنية.
واتهم الفيلم حركة طالبان بقتل المثقفين والمفكرين وحرق شاحنتين تحملان مئات الأفلام وتهديد من يرفض بلف الشريط السينمائي حول عنقه وفق الفيلم، ويشير للملكية حيث كان الناس يعيشون حياة هانئة، والآن يقتل الأفغانيون بعضهم بعضا، في إشارة إلى الحرب في أفغانستان.
أما "كان يمكننا.. كان علينا.. لم نفعل" لمخرجه ديفد لورنز فتبدأ أحداثه في ليلة ثلجية بأحد المنازل بألمانيا، والتلفزيون يعرض أخبارا عن كوارث اللاجئين على سواحل إيطاليا، وفجأة يقرع غريب يشعر بالبرد جرس الباب ليشعل مشاجرة بين الزوجين حول ما يمكنهما القيام به، وما يجب فعله.
كما عرض في ختام المهرجان الفيلم المتحرك "الفالس الميكانيكي" لمخرجه البلجيكي جولين دايمكس الذي يدور حول مجموعات من الدمى مربوطة بحبال تتجه إلى عملها في صباح يوم مظلم وممطر، ثم تدرك أن حركاتها تخضع للتحكم والمراقبة الدقيقة، لكن حان وقت التغيير، في إشارة إلى أن الشعوب مجرد دمى تتحرك من الخارج.
صرخة
وقالت مديرة المهرجان سوسن دروزة إنه أريد به صرخة في وجه "التطرف والعنف" اللذين تركا ندبة شرخت جوهر الروح الإنسانية، وأعربت عن أملها أن يتخلص العالم من أنياب الموت والكراهية.
ووفق دروزة، فإن لغة الروح تفتح سر الحياة لإحلال السلام والقضاء على الفتنة، وأعلنت عن تشكيل الشبكة العربية لمهرجانات أفلام حقوق الإنسان (أنهار)، التي تضم سبع دول عربية، هي السودان ولبنان وفلسطين وتونس والمغرب وسوريا ومصر، وعقد مهرجان كرامة لحقوق الإنسان في بيروت 2016 ومواصلة المشاركة في مهرجان غزة.
واستذكرت دروزة مصطفى العقاد صاحب فيلم "الرسالة" بعد أن منحه مهرجان كرامة "الكرسي الفارغ" وضحايا "التطرف"، وقالت إنه واجه "التطرف" ودافع عن الإسلام كرسالة، وحاول تقديمه ببهاء ونضال عظيمين، لكنه قتل في تفجير بعمان 2005.
من جانبه، أعلن سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن أندريا فونتانا دعم الاتحاد مهرجان كرامة في الدورتين القادمتين، لأن أهداف المهرجان تنسجم مع أهداف الاتحاد في مساندة حقوق الإنسان والديمقراطية والحوار والكرامة.