مصر تحتفي بمئوية لويس عوض

حفل افتتاح احتفالية بمرور مائة عام على ميلاد د. لويس عوض
مشهد من الاحتفاء بلويس عوض في دار الأوبرا بالقاهرة (الجزيرة)

بدر محمد بدر-القاهرة

نظم المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، أمس الاثنين، احتفالية بعنوان "لويس عوض معاصرا" وذلك بمقره بدار الأوبرا، شارك فيها أكثر من عشرين باحثا وناقدا أدبيا قدموا دراسات في جوانب من فكر عوض، وتستمر هذه الاحتفالية لمدة يومين.

وتناولت الكلمات والأبحاث موقف الأديب -الذي ولد بمدينة مغاغة بمحافظة المنيا عام 1915م وتوفي عام 1990- من قضايا عدة منها: الحداثة والهوية والفكر والتاريخ والأدب، إضافة إلى رؤيته لكل من العلمانية والدين.

وفي البداية، أكد الكاتب د. مراد وهبة أن عوض كان غزير الإنتاج، حيث قدم للمكتبة العربية نحو خمسين كتابا بالنقد والإبداع يربط فيها بين المعرفة والحياة، كما يربط بين التعليم وتحرير العقل من الخرافة، وتحرير الفرد من التسلط والقهر.

‪لويس عوض خاض معارك شرسة مع المفكرين على الهوية والحداثة‬ لويس عوض خاض معارك شرسة مع المفكرين على الهوية والحداثة
‪لويس عوض خاض معارك شرسة مع المفكرين على الهوية والحداثة‬ لويس عوض خاض معارك شرسة مع المفكرين على الهوية والحداثة

إنتاج أدبي
وأشار الناقد الأدبي إبراهيم فتحي إلى أن "قيمة لويس عوض تتضح في إنتاجه الجاد عن الأدب الإنجليزي باللغة العربية، تأليفا وترجمة، وفي تقديمه روائع من التراث اليوناني واللاتيني للقارئ العربي، وفي الاهتمام بتاريخ الفكر الحديث وأهمية التعليم في تكوين الانتماء".

وقال عضو المجمع اللغوي د. محمود فهمي حجازي إن بناء الدولة الحديثة -كما تصوره عوض- يقوم على مجموعة من الأسس منها أن المثقف المعاصر يجب أن يكون عالما بجوانب القوة والضعف فيما يأخذه من الحضارة الغربية، وأن الاستعمار الأوروبي كان له أثر سلبي في حياتنا، وأن للقوى الأوروبية دورا واضحا في منع مصر الحديثة من الانطلاق نحو التقدم، كما أن التقدم يتحقق بالاستقلال وأن استمرار الاستقلال يرتبط بالتقدم.

وأشار المخرج المسرحي جلال الشرقاوي إلى أن حديث عوض عن أثر الثقافة الإغريقية، في "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري عام 1964، فسرها البعض على أنها تشكيك في أصالة المعري وأصالة الثقافة العربية ككل، مما كان سببا في تفجير معركة عنيفة بينه وبين الشيخ محمود محمد شاكر.

وأضاف الشرقاوي أن شاكر اتهم عوض بالعمالة لمراكز التبشير والاستعمار العالمية، وبالعمل ضد العروبة والإسلام مثل أستاذه سلامة موسى، وهي واحدة من أشرس المعارك الفكرية التي خاضها عوض، بل كانت أصلا لعدة معارك جانبية أعادت كل كتاباته السابقة إلى دائرة الضوء.

وبدوره، قال الأستاذ بكلية آداب المنوفية مصطفى أبو طاحون، للجزيرة نت، إن عوض كان متعدد المواهب وهو من الأدباء المنتمين للفكر والثقافة الغربية، وهذا الاحتفال جزء من التسامح في بلد الأزهر الذي يحتفي بمائة عام على ميلاد عوض القبطي، ولذا يجب الاحتفال بمن خاضوا معه معارك فكرية كبيرة، ومنهم محمد جلال كشك والشيخ شاكر وغيرهما.

‪جانب من الجمهور باحتفالية مائة عام على ميلاد لويس عوض‬ (الجزيرة)
‪جانب من الجمهور باحتفالية مائة عام على ميلاد لويس عوض‬ (الجزيرة)

فصل واعتقال
من ناحيته، أشار الشاعر عبد المعطي حجازي إلى أن فصل من الجامعة عام 1954 لأنه دافع عن الديمقراطية، واعتقل عام 1959 لأنه هاجم الاستبداد.

وأضاف قائلا "رأيته في باريس يبكي وهو يتذكر سوء الخسف وسوء العذاب في فترة المعتقل".

وبدوره، قال د. رمسيس (شقيق المحتفى به، أستاذ الأدب الإنجليزي) إن عوض "تجرع كأس الخسف والاضطهاد على يد زبانية النظام الناصري، وفي اليوم المحدد للإفراج عنه انتظرت خروجه من بوابة سجن أبي زعبل فوجدته حطام إنسان".

وأضاف رمسيس، في تصريح للجزيرة نت، أن شقيقه عهد إليه وزوجته بأن يهبا مكتبته لجامعة القاهرة، وأنهما ذهبا بالفعل أكثر من ثلاثين مرة، لكن الأمور تعقدت "فأشار البعض بأن نذهب بها إلى الجامعة الأميركية بالقاهرة التي أرسلت إلينا على الفور من يحمل المكتبة ويضعها هناك باسمه".

المصدر : الجزيرة