المشهد الثقافي وشعر الثورة في مؤتمر بالقاهرة
حرية الإبداع
وأكد رئيس المؤتمر أن المشكلة تكمن في سيادة الثقافة السلطوية، فالنظام السياسي المصري هو نظام سلطوي من الأساس، ونحن في حاجة إلى تحويله إلى نظام ديمقراطي حقيقي، وأن تمتد الديمقراطية إلى المستويات كافة.
وأضاف أن "الحرية مطلب أساسي، نادت به ثورة الخامس والعشرين من يناير، وسنظل ننادي به نحن الشعراء والمثقفين لنا وللعالم أجمع"، وأرى أن هذا المؤتمر بمثابة "صرخة من شعراء الفصحى بمصر من أجل مستقبل أفضل للشعوب العربية، ولكافة شعوب الأرض".
وأشارت الشاعرة هالة فهمي من جهتها إلى أن شعراء مصر كانوا طوال السنوات السابقة على ثورة يناير المجيدة يقفون دائما في صف الطليعة الثقافية المعارضة للقمع والفساد وتقييد الحريات، وهم الآن متمسكون بالموقف نفسه.
وأعربت فهمي عن أملها في أن يساهم هذا المؤتمر في دعم مكانة الشعر الفصيح في الثقافة المصرية، وفتح خطوط تواصل مع شعراء الفصحي في المنطقة العربية، وإضاءة الوعي والذوق لمواجهة الانحطاط الثقافي الذي انتشر في الآونة الأخيرة.
فضح الاستبداد
وأكد الشاعر محمد فايد عثمان أن تناول الثورة في الشعر لا يعني تحويل القصيدة إلى منشور سياسي تحريضي، بل كيف يمكن صياغة أفكار ثورية تتجاوز ما هو سائد ومعروف.
وقال للجزيرة نت إن "الشعر الثوري هو الذي لا ينتصر للباطل لأنه في جوهره يسعى للانتصار للحق والخير والجمال والإنسانية".
وأشار الناقد أحمد علي منصور إلى أن الشعر الثوري ليس منوطا به إسقاط الاستبداد، بل فضحه والتحريض عليه، وبعد ذلك يأتي دور الشعب، والشعر الثوري يواجه جميع مظاهر القبح والاستبداد.
وبدوره أكد أستاذ الأدب العربي بجامعة المنيا عبد الجواد الفحام أن هناك مسؤولية إنسانية وأخلاقية ووطنية للمبدع تجاه أمته ووطنه، ولا يمكن أن نستخدم الشعر للإلهاء لأن له رسالة.
وأبدى الفحام في حديث للجزيرة نت أسفه لتراجع "عدد غير قليل من الشعراء الكبار عن مهمة الانحياز للثورة، تعبيرا وإبداعا، وهذا يعكس نكرانهم للواقع، وجبنهم عن مواجهته والاعتراف به".
وفي رؤية مغايرة يؤكد الشاعر صلاح عدس أن "الشعر المصري يتجاهل الثورة غالبا لأسباب تتصل إلى حد كبير بفكرة الخوف من السجن والجلادين".