حضور لافت للأدب بجائزة السعيد اليمنية
وحُجبت الجائزة في أربعة مجالات أخرى لأسباب علمية ومنهجية تعود إلى البحوث المقدّمة، وهي: جائزة العلوم الطبية، وجائزة العلوم البيئية والزراعية، وجائزة العلوم الاقتصادية، وجائزة الآثار والعمارة.
بين الإبداعي والنقدي
أما في مجال الإبداع الأدبي فقد فاز بنصف الجائزة كل من الباحث: أحمد قاسم أسحم، والباحثة حفيظة سلام عن بحثهما المشترك (دور الأدب اليمني المعاصر في التغيير السياسي والاجتماعي)، تناولا فيه العلاقة بين النص الأدبي المعاصر والثورات اليمنية المتتالية والتي كان آخرها ثورة الشباب السلمية عام 2011.
أما النصف الآخر للجائزة ففاز به الدكتور حيدر محمود غيلان -أستاذ النقد الأدبي في كلية اللغات بصنعاء- عن بحثه الموسوم (عولمة النص وتغيير العالم.. النص النهضوي وتغيير الواقع الثقافي والاجتماعي والسياسي في اليمن نموذجا).
وفي إجابته عن سؤال للجزيرة نت بشأن غياب النص الأدبي -شعرا وسردا- عن فضاءات الجائزة في دوراتها الأخيرة؟ قال مدير عام مؤسسة السعيد فيصل فارع إن الجائزة اهتمت في دوراتها الأولى بالنص الأدبي بتشكيلاته المتنوعة، وفاز شعراء وقصاصون بعدد من الجوائز.
ويضيف أن الجائزة آثرت في الآونة الأخيرة الاهتمام بالنقد التأصيلي تلبية لمتطلبات المشهد الإبداعي في اليمن الذي يعاني فقرا وعوَزا كبيرين على هذا الصعيد، على أن مؤسسة السعيد ظلت تولي النص الإبداعي بتشكلاته المختلفة عناية قصوى عبر أنشطتها التي تصل إلى أربعة عشر مجالا، وهذه الجائزة ما هي إلا واحد منها.
أسست جائزة السعيد للعلوم والآداب عام 1997، ويُمنح الفائز في كل مجال من مجالاتها الثمانية ثلاثة ملايين ريال (15 ألف دولار)، إضافة إلى درع المؤسسة وشهادة تقدير |
عولمة النص الأدبي
وفي حديث له مع الجزيرة نت يشير الدكتور حيدر غيلان إلى أن بحثه الفائز يأتي ضمن رؤية تقدم العولمة النصية مصطلحا أدبيا ومنهجا نقديا وظاهرة نصية، ويعالج من خلال نصوص نهضوية العلاقة بين بنية العالم وبنية النص، بين تغيير العالم وتغيير النص، بين تنصيص العالم: بمعنى تحويل العالم الموضوعي إلى عالم نصي، وعولمة النص: بمعنى جعل النص عالميا في الرؤية والبناء.
كما يكشف عن دور الأدب في مرحلة النهضة في اليمن في مواكبة المتغيرات العالمية من ناحية، وفي تغيير الواقع الثقافي والاجتماعي والسياسي من ناحية أخرى، ويكشف عن الدور الريادي لأدباء النهضة في اليمن في ظهور الرواية وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر في الأدب العربي.
وعن أهمية هذه الجائزة في تحريك المشهد الأدبي يقول غيلان: في ظل غياب دور المؤسسات العلمية الحكومية عن تشجيع البحث العلمي والاهتمام بالباحثين، يأتي دور مؤسسة السعيد للثقافة والعلوم ليسجل حضورا لافتا للقطاع الخاص ممثلا بمجموعة هائل سعيد أنعم، هذه المجموعة الرائدة في مجال العمل الاقتصادي والثقافي والخيري.
ويكمن تأثير هذا الاهتمام بالبحث العلمي والإبداع الأدبي في تحفيز الباحثين والكتاب إلى مزيد من المثابرة والمشاركة في معالجة قضايا الواقع، فليس هناك أفضل من أن يجد الكاتب تفاعلا مع ما يكتب.
وقد حُددَ في ختام المؤتمر الصحفي الأول من مايو/أيار القادم موعدا لحفل توزيع الجائزة الذي سيقام في مقر المؤسسة في مدينة تعز، كما أُعلنَ عن فتح باب الترشيح للجائزة في دورتها الثامنة عشرة للعام الحالي 2014، وحُددَ الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني القادم موعدا أقصى لتقديم البحوث المتنافسة.
يذكر أن مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة أسست عام 1996، فيما أسست جائزة السعيد للعلوم والآداب عام 1997، ويُمنح الفائز في كل مجال من مجالاتها الثمانية ثلاثة ملايين ريال (15 ألف دولار)، إضافة إلى درع المؤسسة وشهادة تقدير.