أكبر مجمع لدور السينما بالعراق في البصرة

مهرجان السليمانية للأفلام السينمائية
undefined
 
يجري العمل حاليا بمدينة البصرة في جنوب العراق لاستكمال مشروع "بصرة تايمز سكوير" الذي يشمل إنشاء أول دار جديدة للسينما في العراق منذ أواخر الثمانينيات، وأكبر مجمع لدور العرض السينمائي في تاريخ البلد. ومن المنتظر أن يفتتح المشروع في أواخر السنة الجارية. 

وقال مدير شركة الدير المنفذة للمشروع ثائر عبد الزهرة إن المشروع هو الأول من نوعه في جنوب العراق، ويضم فعاليات كثيرة تجارية وترفيهية وسياحية أبرزها وجود سبع صالات سينما متنوعة من حيث برامجها ونشاطاتها تديرها شركة أجنبية، بينها صالة سينما خاصة بالأطفال، إضافة إلى مدينة ألعاب للأطفال ومسرح.

وشهد العراق منذ بداية تسعينيات القرن الماضي تراجعا في حركة السينما والمسرح إنتاجا وعرضا، وأغلقت معظم دور السينما في البلاد أبوابها، وزادت موجة التفجيرات التي يشهدها البلد في الوقت الراهن مخاوف العراقيين من كل أشكال التجمعات.

ويعود تاريخ السينما العراقية إلى خمسينيات القرن الماضي، رغم أن الإنتاج لم يتجاوز عددا صغيرا من الأفلام في العام آنذاك. وأقيمت إدارة حكومية للسينما عام 1959، لكنها لم تنتج سوى فيلمين روائيين طويلين في السنوات العشر التالية لإنشائها وعددا قليلا من الأفلام الوثائقية.

وكانت صناعة السينما أساسا أداة دعائية لحزب البعث الذي تزعمه الرئيس الراحل صدام حسين على مدى 24 عاما، وركزت الأفلام في الأساس على الحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988 بتصوير العراق منتصرا في الحرب.

خصصت وزارة الثقافة العام الماضي ما يصل إلى 4.7 ملايين دولار لتمويل 21 فيلما، منها أفلام روائية طويلة وأخرى قصيرة ووثائقية

بنية جديدة
وبلغت صناعة السينما العراقية ذروتها في السبعينيات عندما أسست الحكومة أول دار للعرض السينمائي، وخصصت مزيدا من الأموال للأفلام الروائية الطويلة، واستقدمت مخرجين وممثلين من أنحاء العالم العربي.

وبعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 والإطاحة بالنظام، نهبت السجلات ومعدات صناعة الأفلام، واستنزف العنف الطائفي الذي اندلع لاحقا القدرات الفنية للعراق، وتباطأ إنتاج الأفلام بشدة وتدهورت البنية التحتية للصناعة السينمائية.

 لكن وزارة الثقافة خصصت العام الماضي ما يصل إلى 4.7 ملايين دولار لتمويل 21 فيلما، منها أفلام روائية طويلة وأخرى قصيرة ووثائقية.

وأوضح عبد الزهرة أن هناك شركة متخصصة في صالات السينما هي التي سوف تدير هذا المجمّع الذي يشكل بنية جدية لقطاع السينما بالعراق، وستأخذ بعين الاعتبار العوامل الحضارية والمجتمعية للبصرة من قبيل نوعية الأفلام التي تعرض والهدف من ورائها، مؤكدا أن "هذه الشركة أخذت على عاتقها أن تعرض الأشياء الحديثة والمفيدة لمدينة البصرة".

وأضاف أن صالات السينما والفن والمسرح هي جزء مهم من ثقافة البصرة، فهي محاولة لإعادة هذه الثقافة وإعادة هذا الإرث للمدينة.

المصدر : رويترز