"الضرورة الوحيدة" للشاعر أسبمارك إلى العربية

ضمن سلسلة الشعر السويدي المترجم التي تصدر بشكل مشترك عن دار نون ودار المتوسط للتبادل الثقافي: "الضرورة الوحيدة" للشاعر السويدي شَل أسبمارك إلى العربية
undefined
 
صدرت مؤخرا عن دار نون للنشر في إمارة رأس الخيمة بالإمارات العربية المتحدة ودار المتوسط لتنمية القراءة والتبادل الثقافي في إيطاليا، الترجمة العربية للمجموعة الشعرية "الضرورة الوحيدة" للشاعر السويدي "شَل أسبمارك"، وأنجز الترجمة الشاعر والمترجم العراقي المقيم بالسويد جاسم محمد.
 
ويأتي هذا الإصدار ضمن سلسلة الشعر السويدي المترجم التي تصدر عن الدارين بشكل مشترك، ومن المتوقع أن تصل إلى اثني عشر إصدارا مترجما عن اللغة السويدية في خطوة جديدة لنقل "نوافذ المدن الباردة" إلى المكتبة العربية من أجيال شعرية مختلفة بالإضافة لسلسلة أخرى عن الأدب العالمي.
 
وتتضمن المجموعة 51 نصا وردت في 95 صفحة من القطع المتوسط، أخرجها فنيا الشاعر والمصمم خالد سليمان الناصري بينما حمل الغلاف صورة بورتريه الشاعر للمصور برونو إيرِّش.

واحتوت الترجمة العربية على مقدمة للمترجم بعنوان "القصيدة شق في جدار الزمن"، يصف فيها لغة وأسلوب قصائد الشاعر وعضو الأكاديمية السويدية شَل أسبمارك، بأنها من القصائد القليلة التي تشد القارئ إلى فحواها منذ سطرها الأول بلغة الحكاية البسيطة، وبحس إنساني رهيف، موطدة معه علاقة حميمية.

البساطة التي يكتب بها شل قصائده، يصفها المترجم ببساطة القصيدة التي تحمل في طياتها أبعادا أخرى أبعد من المعنى المباشر للكلمات

راشيل كوري
البساطة التي يكتب بها شل قصائده، يصفها جاسم ببساطة القصيدة التي تحمل في طياتها أبعادا أخرى أبعد من المعنى المباشر للكلمات، مستشهدا بقصيدة أسبمارك عن الناشطة الأميركية التي سحقتها الجرافات الإسرائيلية "راشيل كوري" مثالا على تلك البساطة التي تتعدى حدود الحدث المنفرد:

"لقد توارى اسمي/ لكني أعتقد أني من واشنطن/ وكل ما أعلم أني كنت جاثية على ركبتي/ درعا للمقهورين في رفح/ وحين تقدمت الجرافات الإسرائيلية نحوي/ تعالى مني دعاء للتعقل/ لكنه لم يبطئ ولو لحظة/ أحالني بقعة في التاريخ/ بقعة عنيدة يدعكها قومي/ متذمرا مرة تلو الأخرى".

بدأ أسبمارك رحلته الشعرية منذ أن كان طالبا في جامعة ستوكهولم حين أصدر أول مجموعاته الشعرية عام 1956 بعنوان "مقتل بنجامين"، وتبعه بمجموعة "العالم من خلال عين كاميرا" عام 1958، فيها برزت ملامح قصيدته الشعرية بوصفها قصيدة غير شخصية، كقصائد الشاعر الذي تأثر هو به (ت.إس. اليوت).

 ثم صدرت مجموعته الثالثة "عالم مجهري" عام 1961 ورغم حفاوة النقاد بها فإن خصائصه الشعرية أصبحت أكثر وضوحا في المجموعة التي تلتها بعنوان "متأخرا في السويد" والتي ثبّت من خلالها مكانته المتقدمة في الصورة الشعرية السويدية بوصفه شاعر قصيدة التقمص أو التماهي.

بعد أن أصبح بروفسورا للأدب في جامعة ستوكهولم صدرت له ثلاث مجموعات أخرى: "محاولة لحياة 1979″ و"إيماءة إلى أوروبا 1982″ و"العشاء السري 1984".

منذ نهاية الثمانينيات وحتى نهاية التسعينيات من القرن الماضي أخذ نتاج الشاعر منحى آخر، إذ صدرت له سباعية روائية "زمن النسيان" التي تعد من أكثر الروايات السويدية صرامة في تناولها المجتمع السويدي، مستفيدا من مراسه في كتابة قصيدة التقمص، نراه يدعو أصواتا من كل طبقات وفئات المجتمع أن تتحدث عن رؤياها وتجاربها.

خلال تلك الأعوام صدرت له مجموعتان شعريتان هما "حين يعود الطريق" 1992، و"الحياة الأخرى 1998″، اللتان جاءتا انطلاقة شعرية جديدة، لكن كنههما لا يبتعد كثيرا عن روحه الشعرية المعروفة بل هي استمرارية لما بدأه قبل عقود.

وجدير بالذكر أن القصائد التي احتواها كتاب "الضرورة الوحيدة" كما يشير جاسم محمد قد اختيرت بالتعاون بين المترجم والشاعر نفسه، وقد شملت مختارات من أغلب دواوينه الصادرة حتى الآن. 

المصدر : الجزيرة