فنانو الأردن يحتجون على "التخدير" الحكومي

فنانون ومتضامنون داخل خيمة الاغتصام
undefined
 
توفيق عابد–عمان
 
لليوم الثاني على التوالي يواصل فنانو الأردن اعتصامهم المفتوح -في خيمتهم التي نصبوها داخل نقابتهم في جبل اللويبدة وسط العاصمة الأردنية عمان- احتجاجا على عدم تجاوب أربع حكومات متعاقبة مع مطالبهم التي وصفوها بأنها عادلة وملحة.

وتتلخص مطالب الفنانين الأردنيين وفق قائمة قدمت للديوان الملكي ورئاسة الوزراء بإخراج الشركة الأردنية للإنتاج الفني وتفعيل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون من خلال الإنتاج الإبداعي الفني واستقطاب المستثمرين العرب عبر استصدار تشريعات لدعم وتشجيع وحفز المنتجين.

كما تتضمن شمول الفنان وأسرته بالتأمين الصحي الشامل ومنح علاوة المهنة والاختصاص للفنانين وتوظيف ذوي الاختصاص في المؤسسات الثقافية والفنية ومنح قطعة أرض دعما لصندوق الإسكان وإنشاء فرقة وطنية للمسرح وأخرى للموسيقى وتفعيل البروتوكولات والاتفاقيات الموقعة لتوفير فرص البعثات والدورات التأهيلية المتخصصة بالفنون.

ووفق الممثل ساري الأسعد -نائب نقيب الفنانين- فإن خيمة الاعتصام لن تهدم إلا بتحقيق المطالب وقال "سنذهب لأبعد من الخيمة سيما وأن خمس حكومات خدرتنا ولم يعد يجدي معنا التخدير".

الأسعد: خيمة الاعتصام لن تهدم إلا بتحقيق المطالب  (الجزيرة نت)
الأسعد: خيمة الاعتصام لن تهدم إلا بتحقيق المطالب  (الجزيرة نت)

قرارات حاسمة
وأوضح الأسعد للجزيرة نت أن النقابة تلقت اتصالات من جهات عليا لم يذكرها بغية تحقيق المطالب عبر عدة وزراء لإبلاغنا بالموافقة لكن اجتماعا طارئا لمجلس النقابة عقد مساء الاثنين قرر عدم الاستماع وأصرّ على قرارات واضحة وحاسمة وقاطعة عبر وسائل الإعلام.

وقال الأسعد "لقد استمعنا على مدار سنتين ووصلنا في مرحلة من المراحل للنهائيات ولكن فوجئنا قبل شهر تقريبا بأنهم يريدون إرجاعنا للمربع الأول" متحدثا عن خطوات تصعيدية كثيرة ستعلن في حينها.

أما نقيب الفنانين حسين الخطيب فأبلغ الجزيرة نت عقب عودته من اجتماع مجلس النقباء -الذي يضم رؤساء النقابات المهنية مع رئيس الوزراء فايز الطراونة- أنه شرح طبيعة المطالب وأن الرئيس وعد بحلها بالسرعة الممكنة.

وعلمت الجزيرة نت من مصدر موثوق أن الخطوات التصعيدية تتضمن تنظيم مسيرة وسط العاصمة واعتصام أمام المركز الأردني لحقوق الإنسان وآخر في الصحراء وتسليم مفاتيح النقابة لجهات عليا نهاية الأسبوع إذا لم يتم التجاوب مع حزمة المطالب كاملة.

‪‬ زكي بني أرشيد تحدث عن الذين تآمروا على الوطن وقتلوا الإبداع(الجزيرة نت)
‪‬ زكي بني أرشيد تحدث عن الذين تآمروا على الوطن وقتلوا الإبداع(الجزيرة نت)

أما مقرر اللجنة الإعلامية بنقابة الفنانين عادل الحاج أبو عبيد فتحدث عن إشراك الفنانين في عمليات الإصلاح والتغيير وتفعيل رسالتهم الفنية التي عطلت عقب ممارسة التضييق والتهميش من خلال تقزيم موازنات المؤسسات الحكومية الداعمة وخاصة وزارة الثقافة والدائرة الثقافية بأمانة عمان.

ووصف الاعتصام بأنه الأول للجسم الفني في تاريخ الأردن القادر على جمع التيارات السياسية والحزبية والنقابية والجمعيات وأعرب للجزيرة نت عن تفاؤله بالحل قبل نهاية الأسبوع شريطة ألا تجزأ حزمة المطالب.

إضراب عن الطعام
وخلال مهرجان خطابي أداره الفنان محمد القباني أعلن الفنان عادل عفانة الإضراب عن الطعام ابتداء من اليوم الثلاثاء حتى الخميس تحت خيمة الاعتصام وقال إن الأردن ليس دولة فقيرة حتى نتسول، داعيا إلى استخراج البترول واليورانيوم واستثمار الزيت الصخري الذي يكفي الأردن 300 عام، حسب رأيه.

وخلال زيارة تضامنية أعلن زكي بني أرشيد -نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين- أنه عندما كان المواطن والسياسي والنقابي محاطا بالخطوط الحمر كان الفنان يعبر بطريقته عن الوجدان والهم الوطني.

وتحدث عن الذين تآمروا على الوطن وقتلوا الإبداع دون أن يحددهم, مضيفا "كلنا في قارب واحد" معلنا تأييده لمطالب الفنانين ودعمها.

‪‬ القباني: سنظل نقرع جدران الخزان ولن نسكت فهم يراهنون على طول نفسنا(الجزيرة نت)
‪‬ القباني: سنظل نقرع جدران الخزان ولن نسكت فهم يراهنون على طول نفسنا(الجزيرة نت)

مؤازرة وتأييد
وعبر الهاتف، تحدثت رئيسة نقابة الفنانين المحترفين بلبنان سميرة بارودي والمخرج غنام غنام من الهيئة العربية للمسرح بالإمارات العربية فأعلنا تأييدهما لمطالب الفنانين ووصفاها بالعادلة.

وطالب التشكيلي والشاعر محمد العامري بإيجاد تيار ثقافي بعيدا عن الشخصنة وتشكيل لجنة تحقيق نيابية في حادثة الاعتداء على الثقافة من قبل نائب بمجلس النواب.

وقال الفنان محمد القباني "سنظل نقرع جدران الخزان ولن نمل ولن نسكت فهم يراهنون على طول نفسنا وسنريهم أن نفسنا وقاماتنا أطول".

وتحدث في المهرجان الممثل شايش النعيمي الذي طالب النقابة ومجلسها بالاعتذار لدول الخليج العربية وأحمد سرور ومحمد العبادي وعمر العزام وخالد الوزني ومخلد الزيودي ومحمد عزيزية.

 ومن جهته تساءل الكاتب هزاع البراري, "هل مشكلة الفنان معضلة يصعب حلها ولماذا السكوت الطويل؟"، ووصف حقيبة الثقافة بأنها جائزة ترضية وتحدث عن تحالف الحكومة مع رأس المال.

المصدر : الجزيرة