دليل بالإنجليزية عن السينما الفلسطينية

فلسطين في السينما.. دليل بالإنكليزية
undefined
طارق عبد الواحد-ديترويت
 
في كتابها "السينما الإسرائيلية" جادلت الناقدة السينمائية اليهودية إيلة شوحاط بأن الصهونية قامت باختراع إسرائيل من خلال السينما. وهذه النظرية لا تقدم تبريرا للحضور الفلسطيني بالسينما الإسرائيلية وحسب، وإنما تفتح الباب أمام تأويل وتفسير كثافة الحضور الفلسطيني بالسينما عامة، سواء عبر الأفلام التي صنعها الفلسطينيون أنفسهم، أو تلك التي صنعها مخرجون عرب أو يهود أو إسرائيليون أو أجانب من جنسيات متعددة.

وقد قادت تعقيدات الصراع الفلسطيني (والعربي) الإسرائيلي، واختلاط السياسي بالثقافي والفني على نحو متشابك، إلى تعقيد المشهد السينمائي الفلسطيني بشكل خاص، وأدخل هذا التعقيد مفهوم السينما الفلسطينية في مأزق التعريفين النظري والعملي على حد سواء.

وفي هذا السياق، تندرج أهمية الدليل-الكتاب الإلكتروني: فلسطين في السينما لمؤلفه الكاتب والناشط الحقوقي الأميركي مارفن وينغفيلد، لناحية تقديمه فيلموغرافيا شاملة ومفصلة حول الأعمال التي تناولت حياة الفلسطينيين اليومية ومجتمعاتهم المحلية ومقاومتهم الاحتلال والطرد، في الأراضي المحتلة وداخل إسرائيل وفي المنفى بجميع أنحاء العالم، إضافة إلى موضوعات ذات علاقة بالدين والثقافة العامة وقضايا المرأة والمصالحة مع إسرائيل.

ويلقي الدليل الضوء على واقع الإنتاج السينمائي الفلسطيني وشركات التوزيع والبيئة التحتية لصناعة السينما، بما فيها من مسارح وصالات وورشات عمل ومشاريع شعبية تمد البيئة الفنية بالمهارات والأفكار الفنية. ويتضمن أيضا روابط إلكترونية لمجمل الأفلام والمواقع الإلكترونية والمطبوعات والمراجع والمهرجانات السينمائية والموزعين السينمائيين والتحليلات الأكاديمية والتقديمات الصحفية المرتبطة بمعظم الأفلام الفلسطينية وسياقاتها السياسية والتاريخية.

عدد لا بأس به من العروض السينمائية الفلسطينية حازت على اعتراف دولي واسع، ظهر من خلال حصدها جوائز عالمية، إضافة إلى الثناء النقدي والمتابعة الإعلامية والاهتمام الأكاديمي الرصين

اعتراف دولي
كما يشكل الدليل بصفحاته الثمانين التي تضم مئات المراجع والإحالات مرجعا لا غنى عنه للدارسين والباحثين والأكاديميين، وحتى لصناع الأفلام أنفسهم، في ضوء تسارع حركة الإنتاج السينمائي بالسنوات الأخيرة، والتي وصفتها "جمعية الفيلم بمركز لينكولن" الأميركي بأنها "حركة أنتجت عددا من الأعمال الاستفزازية الثاقبة، التي تحدت الأيديولوجيات الجامدة والقراءات التاريخية المؤلفة، والتي كانت قادرة على التقاط تعقيدات التاريخ والهوية والثقافة الفلسطينية عبر مروحة واسعة من الأساليب والأنواع الفنية"، طبقا لما جاء بالمقدمة.

فعدد لا بأس به من العروض السينمائية الفلسطينية حازت على اعتراف دولي واسع، ظهر من خلال حصدها جوائز عالمية، إضافة إلى الثناء النقدي والمتابعة الإعلامية والاهتمام الأكاديمي الرصين.

كما ازداد، بالآونة الأخيرة، اهتمام الأميركيين بالسينما الفلسطينية بشكل ملحوظ، حيث تنظم لها مهرجانات وفعاليات (أحيانا بالمشاركة مع السينما الإسرائيلية) بالعديد من الجامعات والمدن الأميركية مثل شيكاغو وهيوستن وواشنطن ونيويورك وسان فرانسيسكو وبوسطن وديربورن وميلووكي وسياتل ومينابوليس وغيرها.

ولا يغفل الدليل عن مناقشة ملابسات السياسي بالفني واختلاطهما في السينما الفلسطينية، لاسيما وأن الحامل الرئيس لمعظم تلك الأفلام سياسي بامتياز، وهو ما يقود إلى مناقشات حامية حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على خلفية عرض أعمال فلسطينية (أو إسرائيلية) بالمهرجانات السينمائية بأميركا.

وعلى سبيل المثال تعرض "مهرجان الفيلم اليهودي في سان فرانسيسكو" لحملة دعاية مناهضة لعرض فيلم "راشيل (كوري)" للمخرجة اليهودية سيمون بيتون، قابلتها حملة مضادة نظمها نشطاء حقوقيون لدعم عرض الفيلم الذي يوجه أصابع الاتهام إلى الإسرائيليين في قضية مقتل الناشطة الأميركية راشيل كوري بغزة عام 2003.

يُذكر أن الكثير من الإنتاجات السينمائية الفلسطينية وتوزيعها وعرضها يواجه عوائق ومصاعب تفرضها السياسات الإسرائيلية أو المؤيدون لها. وبهذا السياق، يندرج العديد من المهرجانات السينمائية بالولايات المتحدة ضمن الحراك الحقوقي والمدني الأميركي، وهذا ينطبق أيضا على هذا الكتاب الذي نشرته "اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز" (أي دي سي) ومؤلفه وينغفيلد الذي كتب وانتقد بمقالات عديدة التمييز ضد العرب وتنميطهم في السينما الأميركية.

المصدر : الجزيرة