ليبيا تداوي جروحها بالشعر
وفي كلمة الافتتاح شكر رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان عاشور الطويبي الشعراء المشاركين لاستجابتهم السريعة للمشاركة في المهرجان، رغم أنه في دورته الأولى وغير معروف، كما شكر وزارة الثقافة والمجتمع المدني على اهتمامها البالغ ودعمها المهرجان ماديا ومعنويا، كذلك فعل عضو اللجنة التحضيرية الشاعر خالد المطاوع باللغة الإنجليزية.
رئيسة تحرير مجلة "بانيبال" المعنية بترجمة الأدب العربي للإنجليزية مارغريت أوبانك والقادمة من لندن أبدت سعادتها بالمشاركة في هذا المهرجان عبر ندوة "الشعر في زمن العولمة الرقمية" وكذلك زيارتها إلى ليبيا وهي حرة، وأشادت بأنغام الموسيقى الليبية ووزعت على الحضور عدة أعداد من مجلة بانيبال، خاصة العدد الذي يحوي ملفا عن السرد الليبي بعنوان "أدب تحت الحصار" والصادر قبل ثورة فبراير بشهور.
كما كانت مجلة أركنو حاضرة أيضا، وتم توزيعها مع كتيب المهرجان على الحضور ومن ضمن مشاريع مجلة أركنو منحها جائزة شعرية سنوية، وقد اختارت لجنة الجائزة هذا العام الشاعر الليبي المخضرم مفتاح العماري لنيلها، وأبدى الكثير من الأدباء الليبيين خاصة الشباب ارتياحهم لحصول العماري على هذه الجائزة، وهوالمعروف باهتمامه واحتضانه التجارب الأدبية الشابة، خاصة وأنها الجائزة الأدبية الأولى التي تمنح في عهد الثورة.
مرحلة جديدة
الكثير من الحضور كانوا مبتهجين بهذا اللقاء الشعري العالمي ويعتبره الشاعر والصحفي حسام الوحيشي إنجازا مهما لثورة ليبيا، فقد صار لليبيا كما يقول شعر غير مؤدلج لا يخاف كاتبه من سيف الجلاد، ويؤكد أن الشعراء الليبيين الذين يشاركون في هذا المهرجان العالمي الكبير كلهم أصدقاء الشعراء الشباب وقد رافقوا خطواتهم منذ البدايات، ولهم كل الحب والتقدير.
أما الناقد إدريس المسماري -رئيس هيئة دعم الصحافة وممثل الصحافة الرسمية في ليبيا الحرة- فقال للجزيرة نت "مثلما قاتلنا الدكتاتورية ودحرناها سنقاتل من أجل أن تكون لنا ثقافة عالمية من خلال تنظيمنا للمهرجانات وإطلاق الحريات في شتى ميادين الإبداع، لكن قتالنا في مجال الثقافة من أدب وفن سيكون بالإبداع الراقي اللائق ببلد جميل متنوع مثل ليبيا".
وقال القاص المعروف إبراهيم حميدان -وهو من الرموز الثقافية السابقة والحالية في المشهد الثقافي الليبي وتقلد عدة مناصب في رابطة الأدباء ووزارة الثقافة-"جميل جدا أن يلتقي الشعراء على أرض طرابلس وقد تنفست بلادنا الصعداء ونحن الآن بهذا المهرجان نقطف ثمار الحرية التي صنعها شهداء ليبيا وثوارها الأحرار".
ويضيف للجزيرة نت أنه بهذا اللقاء الشعري يعود إلى ليبيا وطرابلس وجهها الجميل، وجه الحضارة والثقافة، مشيرا إلى أنه عبر الإبداع سيتم عبور مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة لتسري الحياة الصحية الحرة في شرايين المدينة وتأخذ إيقاعها الطبيعي.
الشاعر الشاب صالح قادربوه قال للجزيرة نت إن مهرجان طرابلس العالمي للشعر يوائم بين أصوات شعرية قديمة متجددة وأخرى شابة، لأن الأصوات الشابة أثبتت في محافل أدبية دولية ومحلية أنها تستحق التقدير، وأشار إلى أن المؤسسات الثقافية في ليبيا تحكمها ثقافة السلطة والبيروقراطية، لكن الأمل في أن يكون في ليبيا الحرة مجال واسع للطموح.
أما الفنان الموسيقي أحمد فكرون -الذي بدا عليه الابتهاج والفرح- فقال إن المشهد الآن يغني عن الكلام والمهرجان جميل وتمنى أن يستمر كل عام في موعده ليأخذ مكانه عبر المهرجانات الشعرية العالمية، كذلك أعرب عن أمله أن تنظم ليبيا أيضا مهرجانا موسيقيا عالميا بشكل سنوي، يشارك فيه فنانون من قارات العالم كلها.