"عيون مختلفة 3".. تشكيلي يوثق الإهمال

جانب من لوحات المعرض في قبة الغوري بالقاهرة
undefined

بدر محمد بدر-القاهرة

شارك أكثر من ثلاثين فنانا تشكيليا في معرض "عيون مختلفة 3″، الذي نظمته جمعية المحافظة على التراث المصري، وافتتحه مساء أمس الأحد وزير الثقافة محمد صابر عرب بمركز إبداع قبة الغوري بحي الأزهر الشريف، ويستمر إلى غاية 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وقدم الفنانون ثمانين لوحة تشكيلية بالألوان الزيتية والباتيك والسلك سكرين والتصوير الفوتوغرافي، في هذا المعرض الذي اعتبروه وثيقة استغاثة مصورة للمسؤولين، بهدف حماية هذه المنطقة الأثرية المهمة من عوامل الإهمال والعبث.

ورصد الفنانون المشاركون في المعرض زوايا متجددة لجمال وثراء وتميز شارع المعز لدين الله الفاطمي، الذي يوصف بأنه متحف عالمي مفتوح، لأنه يمتلئ بالجوامع والمدارس والكتاتيب والقصور والمباني والحارات الأثرية.

ورسم الفنانون المآذن والقباب والأبواب والفسيفساء بها، وأبرزوا دقة التصاميم والزخارف، كما رسموا الفنون الشعبية الأصيلة وعراقة المباني وبساطة الإنسان فيها، ووثقوا كذلك أيادي الإهمال التي عبثت بالمكان وشوهته، رغم مشروعات تطوير القاهرة الفاطمية، وما أنفق فيها من ملايين الجنيهات.

نشأت فؤاد: هذه الأعمال تمثل صيغة احتجاج جديدة وشاهد عيان على الإهمال(الجزيرة نت)
نشأت فؤاد: هذه الأعمال تمثل صيغة احتجاج جديدة وشاهد عيان على الإهمال(الجزيرة نت)

عمل ميداني
وقال مسؤول المعارض بجمعية المحافظة على التراث المصري نشأت فؤاد إن المعرض نتاج مجموعات عمل جماعية ميدانية، اختارت حي الحسين وشارع المعز لدين الله لتوثيقه، والبحث عن مواطن الجمال والإهمال فيه، وإبراز التقصير في حماية المواقع الأثرية، ضمن سلسلة جولات للهدف نفسه، سبقتها جولة بحي شبرا.

وأوضح فؤاد في حديثه للجزيرة نت أن هذه المجموعات الفنية تجوب المحافظات المختلفة خاصة السياحية منها، وترفع تقاريرها للمسؤولين موثقة بالصور والرسوم، أملا في تدارك الأمر سريعا.

ووصف هذه الأعمال بأنها تمثل صيغة احتجاج جديدة وشاهد عيان لا يقبل التكذيب، كما ترصد هذه المجموعات تفاصيل الحياة والبيئة الشعبية والأثرية المحيطة بحي الحسين، والمنتجات الشعبية المعروفة بالمنطقة مثل الفوانيس والبخور.

ومن بين اللوحات قدمت الفنانة التشكيلية الشابة مي جمال صورة حية مصغرة للتراث الشعبي لفنون العرائس المجسمة التي غزلتها، وهي تهوى صناعة صور من الاحتفالات الشعبية بالمزمار والعود والطبلة والأزياء الشعبية.

إهمال الآثار
وقالت مي جمال للجزيرة نت إن مشاركتها هي تعبير رافض لإهمال المناطق الأثرية المهددة بالاندثار، لافتة إلى إهمال منطقة الغورية التي تتعرض لأعمال حفر مستمرة، ورصف متكرر بلا منطق، شمل الكثير من شوارع القاهرة الفاطمية.

مي جمال عبرت عن رفضها لإهمال المناطق الأثرية المهددة بالاندثار (الجزيرة نت)
مي جمال عبرت عن رفضها لإهمال المناطق الأثرية المهددة بالاندثار (الجزيرة نت)

وشارك الفنان التشكيلي محمود صادق خورشيد بلوحات عن التنورة وجمهورها كفن شعبي قديم، استخدم فيها الريشة وأقلام الرابيدو، كما رسم شارع باب النصر والإصلاح الجاري فيه، ورسم أيضا منطقة النحاسين والصاغة، وكيف تجوب السيارات شارع المعز الأثري، مهددة بنسف كل ما بذل فيه من ترميم، رغم قرار منع مرورها فيه، كما رسم الطابع الشعبي القديم للمحلات ومنطقة خان الخليلي.

وبدورها ترى عضو مجلس إدارة جمعية المحافظة على التراث الفنانة نعمة محمد أن المعرض يمثل استغاثة ومناشدة حية وتوثيق حالة، لعلها تصل إلى رؤساء الأحياء والمسؤولين، لبحث مدى الإهمال الذي يتعرض له شارع المعز لدين الله، الذي أنفقت عليه الدولة ملايين الجنيهات، والآن سرقت منه الإضاءة ومصدات منع مرور السيارات، وحتى الأرضية تم خلعها وهدمها.

وطالبت نعمة في حديثها للجزيرة نت بسرعة إنقاذ الشارع وآثاره وتاريخه العريق، وقدمت لوحات رسمت فيها آثارا مغمورة ومهددة بالضياع، رغم أنها ثروة ثقافية وسياحية هائلة، ومنها "سبيل غطاس" بأول الدرب الأصفر.

وشارك الفنان التشكيلي محمد عقبة بلوحة فنية بألوان الزيت، تعبر عن مشهد تراثي قديم لشارع المعز بآثاره وأهله وهم يرتدون الزي الشعبي بألوان مفعمة بالحياة والدفء والسكون والحركة في الوقت نفسه.

المصدر : الجزيرة