أول مدونة جزائرية تتحول إلى كتاب

غلاف الكتاب عامين اثنين

غلاف الكتاب "عامين اثنين" الذي جُمع من مدونة الجزائري عصام حمودة (الجزيرة نت)

عبد الرزاق بوكبة-الجزائر

حوّل المدوّن الجزائري عصام حمّود مدونته "حمود استوديو" التي تعدّ من طلائع التدوين في المشهد الجزائري إلى كتاب ورقي حمل عنوان "عامين اثنين". وأكد حمود أن الخطأ النحوي الوارد في عنوان الكتاب مقصود وأراد أن يقول من خلاله "اقبلوني كما أنا مدونا يعيش لحظته في حرارتها الأولى، ويكتبها كما هي من غير تعديل أو تصحيح".

وأضاف صاحب "عامين اثنين" في تصريح للجزيرة نت "أنا من جيل جزائري كبر في رحم الأخطاء التي كان يراها في المجالات كلها، لذلك فأنا عندما أنشر تدوينة ما لا أراجعها، ولا أتدارك نقائصها، وأتركها كما هي لأراها بعد فترة، فأعرف كيف كنت أفكر، وكيف أصبحت الآن".

وعن هوية مدونته قال حمود "أردتها في البداية مدونة تتناول الفنون والتصميم، لكنني تحولت سريعا إلى الكتابة الشخصية في الشؤون الاجتماعية والسياسية والأدبية، ولا ألتزم فيها بجنس معين من الكتابة، الثابت الوحيد فيها هو أنني أكتب بصراحة بعيدا عن أية رقابة"، وأضاف "لقد سبّبت لي بعض الكتابات في خصومات معينة مع بعض القراء، لكنني لم أغيّر بعض قناعاتي بسبب إرضاء أصحابها، بل لأن تأمّل الواقع أملى عليّ ذلك".

عصام حمود: الثابت الوحيد هو أنني أكتب بصراحة بعيدا عن أية رقابة (الجزيرة نت)
عصام حمود: الثابت الوحيد هو أنني أكتب بصراحة بعيدا عن أية رقابة (الجزيرة نت)

وردا على سؤال عما إذا تعرض لمضايقات من طرف السلطة، قال المدون الجزائري "لم أتعرض إلى أية مضايقات، ولا إلى أي حجب، فحالات الحجب التي تمس المواقع والمدونات في الجزائر نادرة جدا، إذ هناك حالتان أو ثلاث فقط".

الحلم بالكتابة
وتحدث عن دوافع تحويل مدونته إلى كتاب ورقي، فقال إنه كان يحلم بكتابة رواية أدبية ومجموعة قصص، لكنه وجد رصيده مجموعة تدوينات تشكل مجتمعة فكراً جديداً وشابا ومختلفا عما تعوّد عليه القارئ الجزائري، ففكر في إصداره على شكل كتاب إلكتروني، ثم تطورت الفكرة إلى أن أصبح كتابا ورقيا.

ونفى أن يكون تحويل النص الإلكتروني إلى مطبوع تراجعا عن فلسفة التدوين التي تقوم على الهروب من تقييد الحرف، وأصر على أن ذلك يزيد من قيمة التدوين، وذهب إلى أن من أنجح التجارب العربية كتاب "عايزة أتجوز" الذي نشرته دار الشروق المصرية في سلسلة مدونات الشروق.

واستدرك حمود بقوله "غير أن نجاح التجربة في المشرق العربي لم يكن هو نفسه في الجزائر، بسبب غياب سياسة ناجعة للنشر والتوزيع، رغم الحماس الذي أبداه بعض القراء خاصة شريحة المدونين".

جابر حدبون: حمود تحدّى الواقع وسار على خط جديد بدا غريبا لمن حوله (الجزيرة نت)
جابر حدبون: حمود تحدّى الواقع وسار على خط جديد بدا غريبا لمن حوله (الجزيرة نت)

أصداء التجربة
وفي هذا الصدد، اعتبر المدون جابر حدبون تجربة زميله عصام حمود "جريئة جدا حيث لم يسبقه أحد إلى ذلك في الجزائر، فقد تحدّى الواقع، وسار على خط جديد بدا غريبا لمن حوله في الوهلة الأولى".

وأضاف صاحب مدونة "جابر" في حديث للجزيرة نت "قرأت الكتاب ولمست فيه صرخات صاحبه وأنّاته بعفويته المطلقة، وشخصيته الساخرة، وصراحته المثيرة للجدل، وعباراته القوية، بإيقاع سريع شيّق يجعلك تلتهم مقالاته دون أي ملل، راجيا أن يبادر إلى إطلاق تجربته الثانية التي تحمل عنوان شعارات".

من جهته قال المدون توفيق التلمساني للجزيرة نت إن عصام ابن عصره بامتياز، يريد أن يخدم بلده بعيدا عن عقلية التطبيل للسلطة الحاكمة، وهو ما يتعارض مع معايير النجاح في الجزائر.

وأضاف التلمساني "أرى أن شخصية عصام المستقلة، وجرأة مواضيعه التي تعرّي الواقع الجزائري بنزاهة، هما السبب الذي جعل كتابه لا ينتشر في الواقع، مثلما انتشرت مدونته في الإنترنت".

المصدر : الجزيرة