حياة عبد الناصر بقلم زوجته

تصميم حول كتاب " ذكريات معه


يروي كتاب "ذكريات معه" للسيدة الراحلة تحية كاظم زوجة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حياة الزعيم الكبير وذكرياتها معه، وقرارها بالاكتفاء بدور الزوجة والأم طواعية، كما يلقي الأضواء خاصة على الجانب الإنساني من حياة الزعيم الراحل.    

وصدر الكتاب في القاهرة عن دار الشروق ويقع في 136 صفحة كبيرة القطع، إضافة إلى 110 صفحات أخرى تضم صورا لعبد الناصر منذ صباه حتى وفاته يوم 28 سبتمبر/أيلول 1970، وتشغل فترة رئاسته الجانب الأكبر منها.

وعلى عكس سوزان ثابت زوجة الرئيس المخلوع حسني مبارك التي كان لها حضور طاغ في الحياة العامة وفي المشهد السياسي في السنوات الأخيرة، عاشت السيدة تحية كاظم في الظل، ولم يكن يعنيها طوال 18 عاما -كان فيها زوجها ملء السمع والبصر- إلا "زوجي الحبيب، أي لا رئاسة الجمهورية، ولا حرم رئيس الجمهورية"، كما تقول في المقدمة.

وتقول السيدة تحية -التي تزوجها عبد الناصر يوم 29 يونيو/حزيران 1944- في سيرتها، إنها عاشت سنوات دون أن تكتب مذكراتها، وفكرت في الأمر لأول مرة حين كان زوجها في سوريا أيام الوحدة في سنة 1959، وواظبت على الكتابة نحو ثلاث سنوات، لكنها توقفت بعد ذلك.

وبعد أن حاولت مرة أخرى وتخلصت مما كتبته، رأت أن تكتب في ذكرى وفاته الثالثة 1973، وكان نجله عبد الحكيم الطالب في كلية الهندسة بجامعة القاهرة هو الذي ألح عليها أن تكتب ليعرف كل شيء عن أبيه.

عبد الناصر لم يكن يحب البذخ والترف، ولا يرى ضرورة لأن تصاحبه زوجته في سفره، باعتبار ذلك رفاهية لا يرضى بها

عبد الناصر الإنسان
وتشير إلى أن عبد الناصر رغم رحيله، ما زال في قلوب المصريين الذين يحيطونها بالتكريم ويرسلون إلى البيت برقيات ورسائل وقصائد وكتبا من مصر وخارجها، وتعترف بأن نظرات الوفاء والعرفان التي تراها في عيون الذين يسارعون إلى تحيتها في أي مكان "تحية لجمال عبد الناصر، وكل ما ألاقيه من تقدير فهو له".  

وتسجل أنه ليلة ثورة 23 يوليو 1952 داعب عبد الناصر أولاده هدى ومنى وخالد وعبد الحميد، ثم ارتدى الزي العسكري فسألته إلى أين يذهب الآن، "وكانت أول مرة أسأله أنت رايح فين منذ زواجنا"، فلم يخبرها بشيء، بل قال بهدوء إن عليه أن ينتهي الليلة من تصحيح أوراق كلية أركان الحرب، وعليها ألا تنتظر رجوعه إلا بعد ظهر الغد.

وتلقي المذكرات أضواء على جانب من عبد الناصر الإنسان، ففي عام 1960 كانا في زيارة رسمية لليونان، وأبلغ عبد الناصر بدعوة الملك إلى عشاء يجب أن يكون بملابس السهرة للرجال والنساء، فقال عبد الناصر إنه لن يرتدي ملابس السهرة حتى ولو ألغي اللقاء، فرد الملك قائلا إنه يرحب بحضور عبد الناصر وينتظر زيارته "المهم أن يزور اليونان".
  
وفي اليونان "وقفت الملكة بجوار عبد الناصر لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره فقال لها سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي، فسألته الملكة وماذا لو تأبطت ذراعك، قال لها إني أخجل، فرجعت الملكة ووقفت بجواري، وقالت لي بالإنجليزية أعطني يدك أو سآخذ يد زوجك".

وتقول إن عبد الناصر لم يكن يحب البذخ والترف، ولا يرى ضرورة لأن تصاحبه زوجته في سفره، باعتبار ذلك "رفاهية لا يرضى بها"، وكان الرئيس كما تقول لا يقبل هدية إلا من رئيس دولة ويفضل أن تكون رمزية، وأنه تلقى من رؤساء وملوك سيارات وطائرة وغيرها وسلمها للدولة، ولم يترك بعد رحيله إلا سيارة أوستن السوداء التي اشتراها عام 1949.
 
وتضيف أنه عند زواج ابنتهما هدى قدمت زميلة لها -وهي ابنة سفير- ساعة مرصعة فلم يقبلها عبد الناصر، وحث هدى على أن تكتب لزميلتها خطابا رقيقا.
 
ومن بين عشرات الصور في الكتاب لعبد الناصر في مصر وخارجها، لا توجد صور رسمية لزوجته، باستثناء صورة واحدة بصحبة زوجة رئيس زائر، وكتب تحتها "تحية في أحد الاستقبالات الرسمية بالمطار".

المصدر : رويترز