تلاقي بيزنطة والعالم العربي باليونان

general view of the conference

التقى عشرات الأكاديميين من حول العالم لمناقشة قضايا تاريخية تجمع الحضارتين

شادي الأيوبي-سالونيك

تقيم مدينة سالونيك اليونانية هذا الأسبوع نشاطات ثقافية مختلفة للتعريف بنقطة تلاقي الحضارة العربية مع نظيرتها البيزنطية عبر التاريخ.

وتضم تلك الأنشطة مؤتمرا دوليا بعنوان "بيزنطة والعالم العربي، تلاقي الحضارات" حضره عشرات الأكاديميين والمهتمين من اليونان والعالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة، شرح فيه المحاضرون قضايا تاريخية وحضارية التقى فيها العالم العربي مع الإمبراطورية البيزنطية، في لقاءات حضارية لتبادل المعلومات المفيدة وترجمة الكتب العلمية والأدبية المختلفة.

وناقش الأكاديميون على مدى ثلاثة أيام قضايا تاريخية وثقافية وعلمية، أثبتوا فيها أن لقاءات العرب والبيزنطيين الثقافية والعلمية لا تقل أهمية عن الحروب والنزاعات.

وحضر عدد كبير من الطلاب والباحثين الشباب في تاريخ الحضارتين، وقدموا أبحاثا قيمة معظمها غير مشهور، كما قدم دارسون للغتين العربية واليونانية أبحاثا ذات علاقة.

سفير اليونان في المملكة العربية السعودية، ديميتريوس ليتسيوس، أوضح -للجزيرة نت- أن المؤتمر حلقة في سلسلة من المؤتمرات العلمية المشتركة بدأت العام الماضي في جامعة الملك سعود في الرياض، وجمع أكاديميين عربا وغربيين، ناقشوا فيه قضايا تاريخية بين العالمين العربي والبيزنطي، صدرت نتائجها في كتاب خاص، وأن هناك نية من الطرفين لمواصلة هذه المؤتمرات.

هذه المؤتمرات إيجابية في حد ذاتها لأنها ترتكز على عامل لا يتأثر بالعوامل السياسية والاقتصادية وهو الثقافة، ولذلك فمن مصلحة الطرفين التركيز عليها

أما الملحق الثقافي المصري في اليونان هشام درويش فأكد -للجزيرة نت- أن هذه المؤتمرات إيجابية في حد ذاتها لأنها ترتكز على عامل لا يتأثر بالعوامل السياسية والاقتصادية وهو الثقافة، ولذلك فمن مصلحة الطرفين التركيز عليها.

المستشرق الأميركي والتر كيغي من جامعة شيكاغو قال -للجزيرة نت- إن هناك تطورا دائما في دراسة التاريخ البيزنطي الإسلامي، مثنيا على الأبحاث التي قدمها الباحثون الشباب في المؤتمر، ومعتبرا أن لدى بعضهم طرقا وأساليب جديدة وقيمة في دراسة التاريخ.

واعتبر أن المؤتمر يساعد على تفاهم الحضارات، وأن هذا هو المبدأ الذي يجب أن تلتقي عليه الشعوب، بخلاف نظرية صراع الحضارات.

الجانب الإيجابي
حسن بدوي الأستاذ في جامعة أرسطو، أكد أن الأبحاث ركزت على الجانب الإيجابي وهذا دليل على نجاح المؤتمر ومؤشر تفاؤل، لافتا النظر إلى توجه جديد في الدراسات البيزنطية وهو تأثير الحضارة الإسلامية على النهضة البيزنطية.

وأشار إلى زيادة الاهتمام بالدراسات الإسلامية البيزنطية على صعيد عالمي، في ظل غياب غير مبرر للجامعات العربية والأكاديميين العرب عن الساحة الأكاديمية الدولية.

أما كوستاندينوس بيتساكيس مدرس تاريخ القوانين في جامعة ثراكي في اليونان،  فأوضح -للجزيرة نت- أن المؤتمرات يجب ألا تعقد بهدف تجميل التاريخ لو أرادت أن تكون علمية، لكن هذا لا يعني أن المؤتمر، من خلال التوصيات التي خرج بها، لا يرسل رسالة إيجابية للعالم اليوم.

عرض متحف الحضارة البيزنطية قطعا أثرية تعود للحضارة الإسلامية (الجزيرة نت)
عرض متحف الحضارة البيزنطية قطعا أثرية تعود للحضارة الإسلامية (الجزيرة نت)

وأضاف أنه ليس من العقل أن نصور العالم العربي والإمبراطورية البيزنطية كوحدة متآلفة، حيث كانت هناك نزاعات تاريخية معروفة، لكن الخطأ هو في اختصار الصورة على هذه الناحية، حيث كان هناك احترام متبادل، وشعور من الطرفين أن الحضارتين تحملان رسائل حضارية وإنسانية.

آثار إسلامية
وبالتوازي مع المؤتمر، عرض متحف الحضارة البيزنطية قطعا أثرية تعود للحضارة الإسلامية، وتشمل أواني فخارية وزجاجية، وصفحات من القرآن الكريم مكتوبة بالخط الكوفي.

ويصاحب المعرض، الذي يستمر حتى نهاية يناير/كانون الثاني تعليقات وتعريفات مختصرة بالتاريخ الإسلامي بمختلف مراحله، مع التركيز على النواحي الثقافية والاجتماعية للمجتمعات الإسلامية في العصور العباسية والمملوكية.

وفي معرض الفنون الحديثة يتم عرض تحف فنية أخرى وصور من مصر تعود إلى فترة محمد علي، تشرح خصوصيات وغنى المجتمع المصري في هذه الحقبة، ويشرف عليها طلاب يدرسون اللغة العربية في جامعات المدينة.

المصدر : الجزيرة