مسرحية قطرية تعاين اغتراب الذات

لقطة من " عابر سبيل" " الجزيرة نت" - "عابر سبيل"مسرحية قطرية تعاين اغتراب الذات - توفيق عابد – عمان
مسرحية "عابر سبيل" طرحت مجموعة من تساؤلات الذات الإنسانية (الجزيرة نت)

توفيق عابد-عمان
 
طرحت المسرحية القطرية "عابر سبيل" أسئلة كبيرة وتركت لجمهور المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي بعمان مساء الثلاثاء مهمة البحث عن إجابات لها.
 
وعلى مدى ساعة تجولت المسرحية التي قدمت ضمن مهرجان ليالي المسرح الحر، في أعماق الذات الإنسانية مثيرة العديد من التساؤلات.
 
وتم ذلك من خلال جنديين عائدين من الحرب أحدهما متفائل يحب الحياة وآخر متشائم يعذبه ضميره لما اقترفت يداه من قتل وخراب وتدمير.
 
وقال مدير المهرجان علي عليان إنها أسئلة صعبة طرحتها المسرحية القطرية حول اغتراب الذات ومحاولة الخروج منها نتيجة الحروب والدمار الذي يعم البشرية.
 
شخصية رمزية
ومن جانبه يرى مخرج المسرحية ناصر عبد الرضا في تصريح للجزيرة نت أن العرض جسد بقوة أن الماضي والمستقبل مرتبطان، والشخصيتين أشرف العوضي متفائل في الحياة وفيصل حسن رشيد يائس ومتشائم ودائم التفكير في من قتلهم، وفي الخراب والدمار جراء الحرب التي اشتركا فيها طوال ثلاث سنوات.
 
وقال للجزيرة نت إن المسرحية فلسفية بتقنيات جديدة تقوم على أساس دمج البث الحي في آخر مسجل، بحيث يصدر الكلام من داخل الإنسان وضميره، وليس لها علاقة بمسرح بريخت الملحمي.
 
وجهات نظر
وعقب العرض سجلت الجزيرة نت اختلافات في وجهات النظر حول تقييم المسرحية القطرية، حيث قال المخرج جلال طعمة إن ناصر عبد الرضا يمتلك مبادئ القوة كمخرج مسرحي.
 
المخرج زيد خليل: العرض اعتمد رؤية مركبة
المخرج زيد خليل: العرض اعتمد رؤية مركبة

وأضاف أنه مع ذلك فإن النقلة السريعة في مواقف شخصياته كانت صعبة الاستيعاب، معتبرا أن النهاية لم تكن موفقة.

 
لكنه استدرك بالقول إنه شاهد أفضل نص ضمن فعاليات ليالي المسرح الحر بعد الحكاية الشعبية "الزير سالم" لمؤلفها غنام غنام.
 
ومن جهته قال المخرج زيد خليل إن العرض اعتمد على الرؤية المركبة ليجعل المتفرج رابطا ومتأملا لسياق الحدث لا منسابا معه، وهذا ما نظر له بريخت في المسرح الملحمي، معتبرا أن هذا التشتت أربك المتفرج.
 
ويعتقد رسام الكاريكاتير أحمد الموسى أن المسرحية جسدت التواؤم بين الماضي والحاضر عبر الرمزية، وهي طريقة للهروب من التعبير الصريح عن قضايا مجتمعاتنا العربية، ورغم ذلك فقد أدهشته لجمعها الكثير من المفاصل الحياتية.
 
ومن وجهة نظر الناقد زياد محمد حسن فقد اتسم العرض بالحوار المطول، مما أدخل المشاهدين في حالة من الملل انعكست على التواصل مع المتلقين، باستثناء العرض السينمائي الذي كان مبهرا ومؤثرا.
 
أما بشرى أبو جبارة المهتمة بالنشاط المسرحي، فلاحظت أن العرض طرح الكثير من الأسئلة وترك المتفرج يبحث عن الإجابات في امتحان لقدراته.
 
لكنها تساءلت عن هوية العرض ومدى سهولة تبديل المواقف بحيث إنه بمجرد كلمة لعابر سبيل يصبح المتشائم متفائلا والمتفائل متشائما، لا يجد طريقا آخر لاستعادة توازنه سوى الانتحار.

المصدر : الجزيرة