اختتام الموسم الثقافي بأصيلة المغربية

محمد بنعيسى والأمير بندر بن سلطان ووزير الثقافة المغربي الجديد سالم حميش

محمد بنعيسى (يمين) في اختتام المهرجان (الجزيرة نت)

الحسن سرات-أصيلة

اختتم الموسم الثقافي الدولي لمدينة أصيلة المغربية مساء أمس بعد ثلاثة أسابيع من الأنشطة المكثفة المتنوعة التي ابتدأت يوم 25 يوليو/تموز الماضي.

ويعد موسم أصيلة الثقافي من أقدم وأشهر التظاهرات الثقافية بالمغرب، إذ بلغ عمره الـ31 هذه السنة، وتحضره شخصيات سياسية وثقافية وفكرية من عدة بلدان في القارات الخمس، فضلا عن احتفائه بالمثقفين والفنانين العرب والمغاربة.


الثقافة والدبلوماسية
محمد بنعيسى مؤسس المهرجان ومديره، وابن أصيلة ورئيس بلديتها، عزا نجاح المنتدى وطول عمره إلى تجربته الطويلة وعلاقاته الواسعة، دون أن ينسى الإشارة إلى عناصر أخرى متعددة ساهمت في بناء صرح المهرجان، مضيفا في حديث للجزيرة نت أن قصة المهرجان طويلة وذات شجون.

وقد أثنى عبد العالي حامي الدين الذي شارك في دورات سابقة للمهرجان على العمل الدؤوب الذي قام به بنعيسى عندما كان وزيرا للثقافة ثم وزيرا للخارجية وسفيرا للمغرب بواشنطن، للتعريف بمدينته وتحقيق عالميتها رغم صغر حجمها.

وأشار حامي الدين في حديث للجزيرة نت إلى إفادة بنعيسى من النشاط الدبلوماسي الذي مارسه باقتدار، ونسجه لعلاقات واسعة مع أسماء كبيرة في العالم العربي والغربي والأفريقي.

وقد تجلى ذلك في حضور شخصيات سياسية مثل وزير الخارجية الإسباني أنخيل موراتينوس ودومينيك دوفيلبان الوزير الفرنسي الأول على عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، إضافة إلى وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ ووزير الخارجية المصري المعروف أحمد ماهر.

كما تجلى في حضور فنانين عرب وأدباء مرموقين في مرات سابقة مثل مارسيل خليفة والراحل محمود درويش والراحل الطيب صالح، وغيرهم.

وردا على بعض الأصوات التي وصفت المهرجان بالنخبوية، حرص المنظمون على تنظيم مسابقات وجوائز لممثلي فئات شعبية مثل جوائز صياد السنة والصانع التقليدي والأم المثالية وأحسن طباخ ورياضي السنة وغيرهم.


حديقة الطيب صالح (الجزيرة نت)
حديقة الطيب صالح (الجزيرة نت)

حديقتان لدرويش وصالح
وتكريما لذكرى المبدعين العربيين الراحلين ووفاء لروحيهما أطلق بنعيسى اسمي الروائي السوداني الطيب صالح والشاعر الفلسطيني محمود درويش على حديقتين جديدتين بأصيلة مع التعريف بهما.

أما حديقة محمود درويش فهي الحديقة التي تردد عليها في زيارته لأصيلة، بينما كانت حديقة الطيب صالح في المكان الذي أدى فيه صلاة العيد في أول زيارة له للمدينة عام 1980.

وكان الطيب صالح قد اختير في مهرجان 2002 لجائزة الروائي المغربي الراحل محمد زفزاف وأطلق عليه المشاركون شيخ الرواية العربية.

واعتبر بنعيسى أن هذين العلمين العربيين حققا صفة العالمية للثقافة العربية بكتاباتهما وأسفارهما، وأيضا بحضورهما إلى مهرجان أصيلة في دوراته السابقة.

وإلى جانب الحديقتين خصص المهرجان ندوتين لمدارسة ميراث صالح ودرويش، شارك فيهما نقاد وأدباء وأصدقاء للأديبين الراحلين، ومترجمون لأعمالهما إلى اللغات الأخرى.


ندوة الأزمة الاقتصادية (الجزيرة نت)
ندوة الأزمة الاقتصادية (الجزيرة نت)

ندوات وعروض
وشهد الملتقى ندوات وعروضا موسيقية ومعارض فنية، من أبرزها "ندوة التعاون العربي الأفريقي الإيبيرو لاتينو أميركي بشأن سبل دعم التعاون الجنوبي الجنوبي ودور الحكومات والمجتمع المدني في ذلك"، أشرف على تسييرها وشارك فيها أمراء ورؤساء ووزراء وسفراء وباحثون من العالم العربي والأفريقي واللاتيني والإسباني.

كما نظمت ندوتان عن "البعد الثقافي في الاتحاد من أجل المتوسط"، وعن "جائزة الشيخ زايد للكتاب والتواصل الثقافي".

واختتمت الندوات بندوة حول "النساء الإعلاميات العربيات في وسائل الإعلام بالوطن العربي وفي الخارج"، وبندوة عن "تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على المساعدات المخصصة للدول الأفريقية" عرفت حضورا متميزا.

وعلى امتداد أيام المهرجان الذي كانت البرتغال ضيفه الشرفي، نظمت "الأيام الثقافية البرتغالية" لاستعراض العلاقات بين البرتغال وأفريقيا.

المصدر : الجزيرة