مسرحية حلم اسمه ليلة حب وكابوس السلطة في العالم الثالث

الجزيرة / مسرحية "حلم ليلة حب"
مشهد من المسرحية (الجزيرة نت)
 
توفيق عابد-عمان
 
عرضت مسرحية "حلم اسمه ليلة حب" المقتبسة من "حلم ليلة صيف لشكسبير" في محترف رمال بعمان مساء الأربعاء في عرض تجريبي, وهي تنتقد السلطة السياسية في العالم الثالث وتنحاز في الوقت ذاته للحب بين البشر وفق تقنية الحكواتي والأراجوز واستثمار الموروث الشعبي.
 
وتستغرق المسرحية 130 دقيقة, وستعرض منتصف مارس/آذار المقبل في المركز الثقافي الملكي ولمدة خمسة أيام.
 
وجاءت المسرحية ثمرة للتعاون بين الهيئة العربية للمسرح ومركزها الإمارات العربية المتحدة ومحترف رمال للفنون بعمان ونتاج ورشة عمل "الجسد وهندسة الفضاء المسرحي".
تميز فني
وتضمن العرض الذي حضرته الجزيرة نت لغة شعرية جميلة تخاطب العواطف وتحركها وتسجل بالكلمة والصورة الرسائل الرمزية التي تحمل إيحاء وإسقاطات سياسية تهتم بحرية الإنسان في خياراته وعواطفه الإنسانية بمنأى عن الحاكم المستبد.

خالد االطريفي (الجزيرة نت)
خالد االطريفي (الجزيرة نت)

وأكد مخرج المسرحية خالد الطريفي أن العمل فرصة مميزة لمشاهدة الشباب المشاركين في الورشة وهم يطبقون ما تعلموه على أيدي نخبة من المؤطرين في مجالات السينوغرافيا والموسيقى وتصميم الإضاءة والرقصات الشعبية وفنون الباليه والنحت.

 
ووصف الناقد هاني الجراح المسرحية بأنها متكاملة بكل معطيات العمل المسرحي وتجليات الحب, فهي تنتمي لمسرح الفقير وقد لمس انسجام وتناغم الممثلين بالانتقال من مشهد لآخر مما يؤكد أنهم مواهب تبشر بالخير.
 
كما أكد النحات عبد العزيز أبو غزالة مدير "محترف رمال" أن المسرحية ستكون نواة لحركة فنية جادة ومميزة وأن ورشة العمل وما صاحبها من تدريبات أضفت لمسة حالمة تدفع للتفكير بعقد ورشات مماثلة تسهم في ولادة جيل مسرحي أخر.
 
مضامين نقدية
وقال الناقد المسرحي جمال عياد -الذي شاهد العرض التجريبي- للجزيرة نت إن هذه المسرحية تمتاز عن غيرها من مسرحيات شكسبير بأنها تستمد مادتها من مصادر ثقافية وأدبية متعددة وتحوي عدة حبكات رئيسة.
 

"
أظهرت أحداث المسرحية في سياقها الرمزي أن الحاكم الذي رمز له "بملك الجان" كان لا يسمح للفرد حتى أن يموت كما يشتهي وإنما وفق الميتة التي اختارها له"
الناقد جمال عياد

وقد استغل مخرجها سمة أخرى تحوي لغة شعرية وخيالا جامحا لجهة جماليات عناصر الموروث الشعبي "الفرجة الشعبية" مما حول بسهولة فضاءها الغربي لصالح البيئة الشرقية, وهذا ما ظهر بالأغاني في أكثر من لوحة ومشهد. 

 
ويرى عياد أن أبرز الرسائل التي طرحتها المسرحية هي باتجاه "السلطة السياسية المستبدة في العالم النامي" بحيث أظهرت أحداثها في سياقها الرمزي أن الحاكم الذي رمز له "بملك الجان" كان لا يسمح للفرد حتى أن يموت كما يشتهي وإنما وفق الميتة التي اختارها له.
 
من جهته قال رئيس مكتب الهيئة العربية للمسرح في الأردن غنام غنام  للجزيرة نت إن نصوص شكسبير كلها تحوي مضامين نقدية للسلطة والمجتمع, "وفي هذه المسرحية يلتقط مخرجها خالد الطريفي هذه المضامين بشفافية عالية ويحولها بحرفيته لنقد المفاهيم المجتمعية المحلية بسخرية لا تبتعد عن المضامين الأصلية التي تتضمن نقدا كونيا".
المصدر : الجزيرة