"الأرض تتكلم عربي" وثائقي يعرض جذور نكبة فلسطين

عنوان الفيلم بالفرنسية
عنوان الفيلم بالفرنسية (الجزيرة نت)

                                              عبد الله بن عالي-باريس
 
يظهر فيلم "الأرض تتكلم عربي" للمخرجة الفلسطينية ماريز غرغور أن فلسطين ظلت حتى بداية الحركة الاستيطانية اليهودية الأوروبية إقليما عربيا يسكنه مسلمون ومسيحيون ويهود، يؤلف بينهم الانتماء إلى الثقافة العربية.
 
ويدحض الفيلم الوثائقي عن جذور النكبة الفلسطينية النظرية الإسرائيلية القائلة بعدم مسؤولية العصابات الصهيونية عن تهجير مئات الآلاف من الفلسطنيين عن مدنهم وقراهم في نهاية أربعينيات القرن الماضي.
 
وقالت غرغور للجزيرة نت "هدفي الأول من هذا الفيلم أن يعرف الجميع أن ما تعرضنا له لم يكن عملا عرضيا أملته ظروف الحرب، وإنما جريمة نفذت عن سابق إصرار وترصد".
 

ماريز غرغور (الجزيرة نت)
ماريز غرغور (الجزيرة نت)

شهادات صهيونية

واستندت المخرجة إلى كتابات رواد الحركة الصهيونية واعتمدت على وثائق من الأرشيف السمعي البصري لم تعرض من قبل، كما عمدت إلى تسجيل شهادات لفلسطينيين عايشوا أجواء النكبة.
 
يبدأ الفيلم الذي عرض الأسبوع الماضي في معهد العالم العربي بالعاصمة باريس، بحوار دار عام 1891 بين اثنين من منظمة عشاق صهيون -التي خرج منها أبرز قادة الحركة الصهيونية- يتفقان بعد أخذ ورد على أن إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين تقتضي "التحرش" بالسكان العرب وإرغامهم على الرحيل عن بلدهم.
 
وفي أحد مشاهد الفيلم يؤكد الباحث العربي الدكتور نور مصالحة الذي استطاع النفاذ إلى الأرشيف المركزي للحركة الصهيونية، أن "المحاضر" تدل على أن فكرة "الترحيل" كانت محورية في المشروع الصهيوني منذ البداية.
 
ويوضح مصالحة أن دافيد بن غوريون كان يعرّف الصهيونية بالترحيل، "ترحيل اليهود الأوروبيين إلى فلسطين وترحيل الفلسطينيين خارج بلدهم".
 
ويضيف الباحث أن نسبة اليهود من مجموع سكان فلسطين لم تتجاوز 5% حتى منتصف القرن الـ19، وأنها ظلت حتى بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914 أقل من 10%.
 
الدور البريطاني في النكبة
ويرى مصالحة أن دور الانتداب البريطاني (1917-1948) كان أساسيا في تكثيف الهجرة اليهودية وإضعاف المجتمع الفلسطيني، إذ مهد سحق الثورات الفلسطينية ضد الاستيطان اليهودي عامي 1936 و1939 على يد الإنجليز لانتصار المليشيات الصهيونية المدججة بالسلاح والبالغ عددها مائة ألف مقاتل على الفلسطينيين شبه العزل عام 1948.

 
وللتدليل أكثر على الطابع الحاسم للموقف البريطاني، يستعرض الفيلم رسالة بعث بها الزعيم الصهيوني ثيودور هرتزل يوم 19 مارس/ آذار 1899 إلى عمدة القدس يوسف ضياء الدين الخالدي، يخبره فيها أن الصهاينة قد يذهبون إلى بلد آخر إذا لم يكن مرحبا بهم في فلسطين.
 
وتوثق غرغور المولودة في يافا، عمليات تفجير الأسواق في المراكز الحضرية والاغتيالات التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في فلسطين قبيل رحيل بريطانيا، من أجل ترويع العرب وإرغامهم على النزوح الحماعي.
 
وفي حديثها مع الجزيرة نت أكدت غرغور أن أفرادا من عائلتها كانوا من ضحايا هذه الأعمال الإجرامية، "إذ قامت المليشيات اليهودية بمحاولة حرق عمتي في أحد شوارع يافا عام 1947، كما توفي عمي في تفجير فندق سميراميس في القدس عام 1948".
 
وكانت غرغور التي عملت سابقا في الإخراج الإذاعي بفرنسا، قد أنتجت عدة أفلام وثائقية تدور كلها حول مأساة بلدها الأصلي منها "فلسطينية أمام فلسطين" (1988) و"يافا مدينتي" (1997) و"بعيدا عن فلسطين" (1998).
المصدر : الجزيرة