"قطار" الريحاني يثير تساؤلات فلسفية بنفس شعري

رواية لبنانية
صدر عن دار نلسن كتاب للأكاديمي اللبناني أمين ألبرت الريحاني بعنوان "قطار ولا محطة"  حمل وصفا جاء أقرب إلى عنوان فرعي وهو "حوارية ثلاثية الصوت حول مسألة الزمن".
 
وتأخذ قراءة كتاب أمين بلغته الشعرية السلسة المنسابة القارئ فتنسيه ما قد يكون خطر له من أن بعض الشؤون الفلسفية مرت في النص مثل مسلمات أو أمور يومية عادية.
 
وتسرق هذه اللغة ذهن القارئ حاملة إياه إلى عالم نص أدبي مشوق حيث قسم الكتاب إلى مدخل وتلاه عنوان هو "ما يشبه البدايات" ثم "على الطريق" وهو القسم الأكبر، أما القسم الأخير فعنوانه "نهاية بلا نهاية".
 
يضيف أمين بنفس شعري متسائل بعمق وبحزن وهو ابن النفس الباحثة وابن ما هو مفجع قاس في هذه الحياة "هذه المعاني تتباعد أو تتقارب لكن الزمن هو القاسم المشترك بينها أو العنصر الجامع لأطرافها، فلماذا الزمن؟ لماذا محاولة الإمساك باللحظة الهاربة؟ لماذا القبض على كرة النار تحرق منك الأنامل ليستيقظ الوعي وإذا بك أمام هول الحقيقة حيث تجد نفسك ريشة في مهب الريح؟".
 
وجعل العالم مسرحا صغيرا واستحضر إليه ثلاثة فتية أشقياء أعطاهم الأسماء التالية  مكنار وهو صوت المكان، زمنون وهو صوت الزمان، ويقظان وهو صوت الإنسان مع ما يحمله إلى الذهن من تداعيات تذكر بحي بن يقظان.
 
وتدور الحوارية حول الفعل كروح كوني يعطي الزمن أبعاده ومعانيه، وعبر ثلاثية المكان والزمان والفعل نستعيد فهمنا للوجود ولانتظام العلاقات الحيوية بين الأفراد والجماعات. واستباقا لأي تساؤل عن الفلسفة والشعر في الكتاب يقول أمين "وفيما أدون كلام الفتية الثلاثة كانت لغة الشعر تسابق لغة الفلسفة على ألسنتهم كما كانت اللغتان تحاصران معنى الزمن بقدر ما تترافقان في السجال حول أبعاده ومضامينه".
 
ويحول التحليل الفكري عن علاقة الترابط بين المكان والزمان والإنسان إلى حوار حيث يسأل زمنون "أتعني أني لا أستطيع الانفصال عنك"، فيجيب مكنار "كما لا أستطيع الانفصال كذلك عن روح المكان" فيسأله عما يعنيه بروح المكان، فيرد مكنار قائلا "إنه الكائن الحي الذي يعطي للمكان والزمان معناهما الخاص والمطلق".
المصدر : رويترز