مشاركة إيرانية ضعيفة في ملتقى أصيلة السينمائي الأول

تصميم فني يعبر عن السينما في إيران


لم ترق الأفلام الإيرانية الثلاثة المشاركة في ملتقى أصيلة السينمائي الأول لأفلام الجنوب-جنوب لتعبر عن التطور الذي وصلت إليه السينما في الجمهورية الإسلامية أنجزتها أسماء غير لامعة عالميا.

فهذه الأفلام رغم جديتها لم تكن على مستوى رفيع من الجمالية والإبداع السينمائيين بشكل يخولها احتلال الموقع الأول في الإنتاج السينمائي الإيراني رغم المواضيع التي تطرحها وجرأة المعالجة.

في "طهران السابعة صباحا" المشارك في المسابقة الرسمية يقدم المخرج الشاب أمير شهاب رضافيان فيلمه الروائي الطويل الثاني الذي تدور أحداثه في العاصمة الإيرانية خلال 24 ساعة حافلة بالقصص الصغيرة المتقطعة.

ويرصد رضافيان في الفيلم مجموعة من الأشخاص متوجهة إلى أعمالها صباحا في مدينة مزدحمة وتنشأ بين بعض هذه الشخصيات علاقات لا تخلو من مواقف مضحكة في بداية الفيلم لكنها تتحول إلى دراما فيما بعد.

والفيلم مبني على مجموعة من القصص الصغيرة التي تتقاطع فيما بينها في ما يشبه الفصول مما يعكس التوتر القائم في المجتمع الإيراني المديني الباحث عن أفق. فهناك الشرطي المغرم بالممثلة، وهناك الأفغاني عامل البناء الذي يريد العودة إلى بلاده، وهناك المرأة الغريبة الهاربة من زوجها الذي يلاحقها. وتبدو مصائر جميع هذه الشخصيات معلقة أو تبحث عن حل لا يأتي، كما أنها تعاني الوحدة والوحشة رغم اتساع المدينة الكبيرة.

في "طهران السابعة صباحا" يقدم رضافيان سينما تحاول أن تجدد واقع السينما الإيرانية غير أن محاولته تبقى بحاجة إلى نضج أكبر ومحاولة من المخرج لضبط إيقاع الفيلم وجعل عناصره أكثر انسجاما.

الفيلم الإيراني الروائي الآخر فهو للمخرجة والمنتجة مانيجة حكمت عضو لجنة تحكيم ملتقى أصيلة الأول, ويعرض خارج المسابقة وعنوانه "سجن النساء". ويرتكز هذا الفيلم, الأول للمخرجة والمنتجة التي تعيش حاليا في كندا, على مجموعة من التحقيقات في سجون النساء, وبالتالي امتاز بدرجة عالية من الواقعية في المعالجة لكن هذه الواقعية تلقي بثقلها على جوه الروائي وتختزله.

وتدور أحداث الفيلم داخل السجن على مدى 20 عاما حيث تقضي الشابة "ميترا" عقوبة المؤبد بعد قتلها زوج أمها. من خلال هذه الشخصية, يرى المشاهد الحياة الخاصة للنساء في السجن في طهران حيث تكثر الكثافة السكانية وتنمو مشاعر كثيرة متناقضة بين الأشخاص. هناك التضامن والحب والعطف إلى جانب الحقد والاحتقار واللؤم والاعتداء الجنسي، وهو ما يعالجه الفيلم بجرأة.

ويصور الفيلم كيف أن أولاد السجينات الذين يولدون في السجن يبقون معهن ويخضعون بالتالي لكل تلك الشروط التي تعيشها الأمهات، وهذا ما تجسده شخصية المراهقة "سبيدة" التي تعود في السادسة عشرة من عمرها إلى السجن حيث كانت قد ولدتها أمها.

من جهتها, قدمت ياسمين ملكنصر المخرجة التي أنجزت مجموعة من الأفلام التسجيلية عن المرأة الإيرانية فيلما تسجيليا جديدا يصور الشعب الأفغاني بعد سقوط حكومة طالبان سنة 2001.


undefinedويظهر الفيلم استمرار الحياة على وتيرتها رغم حالة البلبلة التي تعيشها أفغانستان، كما يظهر الآمال التي يعلقها الأفغان على مستقبل غامض في بلدهم.

وتنحو ملكنصر نحو عدد من المخرجين الإيرانيين الذين عكفوا على معالجة الموضوع الأفغاني روائيا وتسجيليا مثل سميرة مخملباف التي قدمت فيلمها الروائي قبل أكثر من عام "الساعة الرابعة عصرا" حيث تدور أحداثه في أفغانستان.

ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الأفلام الفائزة بجوائز ملتقى أصيلة مساء الخميس، والتي تأتي ذهبية الملتقى في مقدمتها وقيمتها 20 ألف دولار تليها فضية أصيلة وقيمتها 12 ألف دولار.

كما يمنح الملتقى جائزة للسيناريو قيمتها 7 آلاف دولار إضافة إلى جائزتين لأفضل ممثل وممثلة وقيمة كل منها 7 آلاف دولار. وهناك ذهبية وفضية للأفلام القصيرة والمتوسطة مجتمعة.

المصدر : الفرنسية