الخبراء يحاولون استعادة التراث الثقافي العراقي

undefined

تعهد خبراء آثار من جميع أنحاء العالم بمساعدة العراق على إعادة بناء تراثه الوطني المخرب، في اجتماع عقد في لندن اليوم الثلاثاء حيث وصل إلى لندن أمناء متاحف من سان بطرسبرغ وبرلين وباريس ونيويورك للاجتماع مع دوني جورج مدير أبحاث المتحف العراقي وتقديم المساعدة العملية في اقتفاء أثر الكنوز المنهوبة وترميم الآثار المتضررة.

وكان المتحف الوطني العراقي الذي يضم كنوزا لا تقدر بثمن من حضارة الرافدين القديمة قد تعرض للسرقة في موجة من السلب والنهب اجتاحت العاصمة العراقية بعد دخول القوات الأميركية بغداد.

وقال الدكتور نيل ماجريجور مدير المتحف البريطاني "هذه دون شك أكبر كارثة تحدث لمجموعة آثار وطنية منذ الحرب العالمية الثانية", كما اعترف بأن هناك تجارة رائجة في الكنوز الأثرية لمنطقة الرافدين التي تمثل مهد الحضارة، وذلك بعد أن اعتقد خبراء آثار أن عصابات الجريمة المنظمة ربما كانت خلف عمليات السلب والنهب التي حدثت للآثار.

وبدأت الشرطة الدولية عملية بحث في شتى أرجاء العالم عن الآثار العراقية، وحذرت جامعي التحف من شراء الكنوز العراقية التي يشتبهون بأنها مسروقة.

وقال ماجريجور لهيئة الإذاعة البريطانية "أعرف أن الدكتور جورج سوف يدعو الحكومة البريطانية والأميركية لاتخاذ خطوات لوقف تلك التجارة المراوغة وتمكيننا من تحديد هذه الآثار واستعادتها".

ووجه مسؤولو المتحف العراقي وخبراء الآثار انتقادات للقوات البريطانية والأميركية لعدم قيامها بحماية المتحف والمواقع الأثرية, لكن دونالد رمسفيلد وزير الدفاع الأميركي أشار إلى أن الولايات المتحدة عرضت مكافآت لإعادة هذه الآثار والإدلاء بمعلومات حول أماكن تواجدها.

وانضمت تيسا جويل وزيرة الثقافة البريطانية إلى الأصوات الدولية الغاضبة بسبب نهب المتحف وقالت "علينا أن نقضي على أي سوق للكنوز العراقية المسروقة، إننا عازمون على ضمان ألا تكون المملكة المتحدة سوقا للواردات الأثرية العراقية المسروقة".

ومن بين الكنوز المفقودة النفيسة مزهرية آرك (الوركاء) و(قيثارة آور) اللتان تعودان إلى ما يتراوح بين 3000 إلى 2500 عام إبان حكم الملوك السومريين.

وفي رسالة إلى اجتماع لندن حيا كويشيرو ماتسورا المدير العام لمنظمة العلوم والتربية والثقافة (اليونيسكو) الخبراء الدوليين لوقوفهم خلف العراق في ساعة الشدة الثقافية التي يتعرض لها, وأضاف أن "كنوز العراق لا يمكن تعويضها بالنسبة للمجتمع العالمي، ولكن فقدانها أشد وطأة بالنسبة للشعب العراقي في سياق الحفاظ على هويته الثقافية وثقته في المستقبل".

المصدر : رويترز