أفلام الإثارة تستحوذ على صالات السينما العراقية

undefined

هجر جمهور الفن السابع الذين كانوا من أكثر المتابعين للأعمال السينمائية المميزة قبل فرض العقوبات الدولية على بغداد عام 1990, هجروا صالات العرض السينمائي العراقية بسبب ارتفاع أسعار الأفلام الحديثة المستوردة, وتوجه بعض الشباب العراقي هذه الأيام إلى أفلام الإثارة الرخيصة التي عادة ما يعمد مستوردوها إلى إعطائها عناوين عربية تختلف عن عناوينها الأصلية لاستقطاب أكبر عدد من المراهقين والشباب.

وتكون هذه الأفلام في العادة من الدرجة الثانية, وتعطى عناوين مترجمة بتصرف لتتكيف مع الذوق السائد، فمثلا يتحول فيلم "Show Girls" (فتيات الاستعراض) إلى "فتاة الليل", و"Ski School" (مدرسة التزلج) إلى "حب على الجليد", أما "Adultry" (الخيانة الزوجية) فقد ترجم بكثير من الحشمة إلى "رحلة الحب".

فالحب والعنف والإباحية هي كل ما تبقى لدر أرباح ضئيلة على مستثمري صالات السينما الآخذين بالتقلص في بغداد والذين ما زالوا يقاومون -ولو دون الكثير من القناعة- موجة الأفلام المقرصنة التي يتناقلها العراقيون بحرية تامة على الأسطوانات المدمجة (VCD).

وقال سمير كامل وهو موزع أفلام يستثمر صالات سينما في الموصل إن "الإباحية أصبحت النوع الوحيد الذي يجتذب المشاهدين حاليا". ويضيف بحسرة جالسا في مكتبه الفسيح المزين بالملصقات وآلات العرض القديمة, أن "العائلات هجرت نهائيا صالات السينما, في حين تكفلت أجهزة الفيديو العادية والرقمية بالباقي".

والمشاهد العراقي الذي يعتبر اللاعب الأساسي في مباراة الأفلام لا ينال مبتغاه من الأفلام بسبب مقص الرقابة الذي تسهر عليه وزارة الثقافة والذي يبقى متيقظا لاقتطاع كل المشاهد التي لا تنال استحسانه. وليس من النادر اختصار فيلم مدته ساعة ونصف إلى 45 دقيقة, مما يحمل صالات السينما عموما على عرض فيلمين بسعر واحد للتعويض على المشاهدين.

رسم اللافتات

undefinedوبسبب انتشار هذا النوع من الأفلام ازدهر فن رسم اللافتات السينمائية العملاقة التي تثبت على واجهات دور العرض. وتحتل الإثارة بالتالي واجهات صالات السينما سعيا لاجتذاب ما تبقى من المشاهدين. فيضع الفنان اللمسات الأخيرة على اللوحة القماشية التي تمتد على مساحة بضعة أمتار مربعة لتظهر مقاتلا يشبه بعضلاته البارزة البطل رامبو وهو يثب ببسالة مسددا سلاحا متطورا ومحاطا بحوريتين ساحرتين.

وعلى واجهة سينما السعدون في قلب بغداد تطل على السابلة ممثلة الإغراء الأميركية باميلا أندرسون في فيلم "Barbwire" (أسلاك شائكة) الذي أضحى "لا تناديني حبيبتي" بنظرة ملتهبة وتحمل بين يديها مسدسا بارزا بين قفازيها الأسودين, وكأنما توجه إليهم دعوة مبطنة إلى رعشات رخيصة في كنف القاعات المظلمة.

ويعترف رسامو اللافتات الإعلانية أنهم لم يشاهدوا إطلاقا الأفلام التي يرسمون لافتاتها, فهم ينجزون عملهم انطلاقا من صور فوتغرافية تجيزها الرقابة ويطلقون للباقي عنان مخيلتهم. وأشار رسام إلى أن إنجاز لوحة الإعلان لا يستغرق أكثر من نصف نهار. وهو يتقاضى ما يوازي 25 دولارا للوحة مما يؤمن له عيشا أفضل مما لو واصل عملا إبداعيا في مجال الرسم.

المصدر : الفرنسية