مهندسة لبنانية ترمم بيتا يعود بناؤه إلى عام 1870

يعود تاريخ بناء بيت كسار إلى عام 1870 (مواقع التواصل الاجتماعي)

منذ ما يقرب من 4 سنوات، اختارت المهندسة المعمارية أنابيل كريم كسار وفريقها إعادة إحياء البيوت التاريخية القديمة، منها منزل أثري منسي في حي الجميزة التاريخي، اسمه "بيت ك" BAYT K، نسبة إلى فريق كسار.

يعود تاريخ بناء البيت إلى عام 1870، وبدأت كسار ترميمه لأول مرة عام 2017، وعملت على إعادة البناء برؤية تجمع المتناقضات التي شكلت المشهد البصري حول البيت على مر القرون، حيث كان للبيئة والطبقات المعمارية المختلفة التي أحاطت به تأثير كبير على عملها.

يقع المنزل على مساحة 700 متر مربع (مواقع التواصل الاجتماعي)

يقع المنزل على مساحة 700 متر مربع، ويتوزع على 3 مستويات، ويعكس النمط المعماري للوقت الذي بني فيه والذي كان من المفترض أن يكون مترابطا مع الشارع المحيط به. يوجد في الطابق الأرضي مساحات فارغة محاطة بالزجاج، كانت في الأساس مخازن، بينما ينقسم الطابق العلوي إلى شقتين منفصلتين، حيث عاشت العائلة اللبنانية الثرية التي كانت تمتلك المبنى يوما ما.

رممت كسار وفريقها المبنى ودمجت الشقتين معا، وشيدت درجا خشبيا بارتفاع 5 أمتار لربطهما، وتركت فراغا دائريا بين كل طابق وآخر، لتكشف عن اللوحات الجدارية المتقنة التي تغطي السقف، كما رممت الدرج العتيق لربط المستويين معا.

تغيرات من زمن لآخر

كان البيت مصمما بحيث تكون الجهة الرئيسية هي الجهة الشمالية المطلة على البحر والشارع التجاري في بيروت، بينما كانت الواجهة الجنوبية هي الفناء الخلفي دون اهتمام معماري كبير. بسبب التحولات التي حدثت في المدينة أصبح الجانب الشمالي من البيت كثير المباني ولم يعد يطل على البحر، وأصبح الجانب الجنوبي هو الأكثر هدوء، ولم تعد الحديقة مجرد حديقة خلفية، لكنها أصبحت الحديقة الرئيسية.

تتميز الواجهة الجديدة بطلاء ذهبي أصيل، كما طمست كسار الخط الحاد الفاصل بين الأماكن الخارجية والداخلية، مما زاد من إحساس الشفافية والاتساع الخاص بالواجهة.

بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020 انفصلت واجهة المنزل عن هيكله بالكامل، كما أزيلت أجزاء من السقف، واستغرق الأمر ما يقرب من 10 أشهر لتدعيم المبنى معماريا وضمان سلامته، لأنه كان ضعيفا من الناحية الهيكلية. احتفظت كسار وفريقها بكل البلاط التاريخي في المنزل لإعادة توظيفه في مكان آخر تبعا لخطة الترميم.

بعد انفجار مرفأ بيروت انفصلت واجهة المنزل عن هيكله بالكامل، كما أزيلت أجزاء من السقف (مواقع التواصل الاجتماعي)

أسرار إضافية

يخفي المشروع بعض الأسرار الإضافية، حيث اكتشف الفنيون أثناء العمل عليه بعض الآثار الرومانية والبيزنطية التي تعود إلى الفترة بين القرنين الثاني والخامس الميلاديين، وقررت كسار دمجها ضمن التصميم الجديد للمنزل وجعلها جزءا من الحديقة والطريق المؤدي إلى المسبح، ليبدو البيت بعد الترميم كأنه رابط معماري بين زمنين، الأمر الذي كان محفزا كبيرا لكسار وفريقها على استمرار فكرة ترميم الأماكن القديمة.

يعتبر المشروع تحديا كبيرا لأن أعمال التصميم متخصصة بدرجة كبيرة، وعدد الحرفيين المهرة يتضاءل، لذلك يتطلب الأمر الصبر والمثابرة.

المصدر : مواقع إلكترونية