في مصر.. فارق بين زيارة إسرائيل وتركيا

سعد الدين إبراهيم
إبراهيم قد يزور كلا من إسرائيل وتركيا الفترة المقبلة (الجزيرة-أرشيف)

يقول الكاتب والأكاديمي سعد الدين إبراهيم إنه سيزور إسرائيل مجددا فيلقى نقدا خفيفا على استحياء من الإعلام المصري، ثم يقول إنه سيزور تركيا فيشتعل الإعلام ويتلقى الرجل اتهامات من كل نوع.

وليست هذه المرة الأولى التي يثور فيها جدل حول إبراهيم (رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية وأستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأميركية في القاهرة) فالرجل طالما كان مثيرا للجدل سواء في قضايا السياسة والاجتماع، أو مواقفه من السلطة والمعارضة وعلاقاته بهما، فضلا عن علاقاته بأوساط سياسية وأكاديمية في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقبل أيام أكد إبراهيم عزمه زيارة إسرائيل خلال الأسابيع المقبلة، وقال إنه لا يرى في الأمر تطبيعا وإنما يأتي انطلاقا من مجال تخصصه في إدارة مركز دراسات منفتح على كل التيارات والتوجهات، مضيفا أنه التقى مؤخرا بالسفير الإسرائيلي لدى مصر ديفد جوفرين حيث دعا الأخير إلى مزيد من التعاون بين الشعبين خصوصا أن العلاقات بين السلطتين تسير في طريق التطبيع بعد الاتفاق الضخم الذي تم مؤخرا في مجال الغاز.

واقتصر الأمر في وسائل الإعلام على نقد بسيط في بعضها، مقابل تفهم في البعض الآخر على اعتبار أنه أكاديمي سيزور بلدا يرتبط بمصر بعلاقات دبلوماسية.

وسريعا هدأ الجدل حول أنباء زيارة إبراهيم المتوقعة لإسرائيل، ليشتعل جدل مضاعف بعد أنباء عن زيارة محتملة سيقوم بها إلى تركيا وقد يلتقي خلالها عددا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين الموجودين هناك وفق وسائل إعلام مصرية موالية للسلطة.

التنظيم الدولي
ونقلت صحيفة "أخبار اليوم" الحكومية أمس عن من وصفته بمصدر مطلع أن إبراهيم "تلقى دعوة من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية وعناصرها الهاربة في تركيا لوضع سيناريو عودة الجماعة للمشهد السياسي في مصر".

وتكرر الخبر نفسه في العديد من المواقع الموالية للسلطة وبنفس الطريقة وهي النسبة إلى مصادر مطلعة، حيث أضاف موقع "فيتو" أن هذا التحرك يأتي "عقب صدمة الإخوان بالنتيجة الكبيرة" التي حققها الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة التي أبقته رئيسا لولاية ثانية.

أما "صوت الأمة" فزعم أن زيارة إبراهيم المرتقبة إلى تركيا ستتم برعاية أجهزة الاستخبارات التركية، واختار موقع "مصرس" أن يصف الأكاديمي المصري بأنه "عبد الدولار" وطالب بمحاكمته.

وتبارت وسائل الإعلام هذه في توجيه تهم الخيانة لإبراهيم، وإن اعتبره بعضها مواليا للولايات المتحدة وقال آخرون إنه ينسق مع تركيا بينما اتهمه فريق ثالث بتلقي تمويل من قطر.

وتجاهلت هذه المواقع تصريحات لإبراهيم نفسه نفى فيها أن يكون قد قام بوساطة بين الإخوان والنظام الحالي، لكنه قال إنه يعتقد أن السيسي قد يقدم على هذه الخطوة خلال ولايته الثانية لأنه يحتاج للقيام بكثير من المشروعات وهذا يتطلب مصالحة شاملة تعيد الاستقرار.

عماد أديب
ورغم تكرار تكهنات المصالحة بين نظام السيسي والإخوان أكثر من مرة في السنوات المقبلة، فإن البعض يولي اهتماما بعودة هذه التكهنات هذه المرة، خصوصا وأنها تزامنت مع تسريبات أخرى صدر أبرزها من أحد أبرز الإعلاميين المحسوبين على السلطة وهو عماد الدين أديب.

فقبل أيام قليلة حل أديب ضيفا على إعلامي آخر مقرب جدا من السلطة هو أحمد موسى، ودعا إلى فتح حوار مع من وصفهم بالمتعاطفين من جماعة الإخوان، مضيفا أن "من يعتقد أنه لا يوجد متعاطفون مع الإخوان يبقى مغفل وهياخد البلد دي في داهية، ويجب فتح حوار مع هؤلاء ليتفهّموا واقع البلاد".

المصدر : الجزيرة