المهجرون من حرستا في الطريق إلى إدلب

غادر اليوم الخميس مئات المدنيين والمقاتلين مدينة حرستا في الغوطة الشرقية إلى إدلب في هجر قسرية بمقتضى اتفاق"بضمانة" روسيا، بينما واصلت قوات النظام السوري قصف المنطقة المحاصرة سعيا لإخلائها من المدنيين ومقاتلي المعارضة المسلحة ثم السيطرة عليها.

وقال مراسل الجزيرة عمر الحوراني إن نحو 1500 شخص -بينهم مقاتلون- خرجوا اليوم من مدينة حرستا على متن 18 حافلة انطلقت نحو بلدة قلعة المضيق في ريف حماة الغربي، ومنها ستتجه إلى محافظة إدلب.

وأضاف المراسل أن حافلات لا تزال تدخل حرستا لإجلاء جرحى ومدنيين بموجب الاتفاق الذي قضى بتهجير ستة آلاف مدني و1500 مقاتل من حركة أحرار الشام على دفعتين اليوم وغدا الجمعة.

من جهتها، قدرت مصادر من النظام السوري عدد الخارجين من حرستا اليوم بنحو ألفين بينهم أكثر من مئتي مسلح، وقالت إن أربعين حافلة خصصت لنقلهم إلى الشمال السوري. وقبيل بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، أفرجت حركة أحرار الشام عن 13 من عناصر النظام المعتقلين لديها مقابل الإفراج عن ستة من أفرادها.

وكانت قوات النظام السوري قسمت مؤخرا الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أقسام معزولة عن بعضها البعض، أحدها مدينة حرستا الواقعة في الجهة الغربية، بالإضافة إلى دوما (شمال) وحي جوبر وعربين وزملكا (جنوب).

وبالتزامن مع إجلاء المقاتلين والمدنيين من حرستا، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أكثر من خمسة آلاف مدني خرجوا من الغوطة الشرقية اليوم عبر ما توصف بالمعابر الإنسانية التي أقامها العسكريون الروس.

وتفيد تقديرات روسية بأن ثمانين ألف مدني خرجوا من المنطقة المحاصرة خلال أسبوع، في حين وصفت الأمم المتحدة ظروف إيواء النازحين في مناطق سيطرة النظام على أطراف الغوطة الشرقية بالمأساوية.

قصف متواصل
في هذه الأثناء، تواصل القصف المكثف على بلدات الغوطة المحاصرة اليوم، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وقال مراسل الجزيرة إن 15 مدنيا -بينهم أطفال ونساء- قتلوا وأصيب آخرون في قصف جوي وصاروخي لقوات النظام  السوري استهدف بلدات زملكا وعربين وعين ترما.

كما أفاد المراسل بتعرض حي جوبر الملاصق للغوطة الشرقية لقصف جوي روسي بالفسفور والصواريخ الارتجاجية. كما اتهمت المعارضة السورية المسلحة النظام السوري باستهداف أحياء في العاصمة دمشق بصواريخ محملة بالفسفور. وقد بث ناشطون صورا لما قالوا إنه استهداف لشارع الثورة في العاصمة السورية دمشق بصاروخ محمل بالفسفور.

وقال مراسل الجزيرة إن المدنيين المحاصرين في الغوطة يعانون جراء نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية بعد سيطرة قوات النظام على أكثر من ثلثي المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة في الغوطة وتتركز فيها العديد من النقاط الطبية والمستشفيات.

وقد سيطرت قوات النظام السوري اليوم -بدعم روسي- على جامع الأبرار في وادي عين ترما وجامع الدرة على أطراف عربين خلال هجومين متزامنين بدعم جوي من الطائرات الروسية.

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن ستة مدنيين قتلوا وأصيب 13 آخرون جراء سقوط 14 قذيفة صاروخية استهدفت الأحياء السكنية في دمشق. وقتل أكثر من 1500 مدني في إطار الحملة التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه على الغوطة منذ أكثر من شهر.

المصدر : الجزيرة + وكالات