مؤتمر حول ليبيا بباليرمو وسط خلاف فرنسي إيطالي

A boy wearing a Libyan flag takes part in a celebration marking the sixth anniversary of the Libyan revolution, in Benghazi, Libya February 17, 2017. REUTERS/Esam Omran Al-Fetori TPX IMAGES OF THE DAY
طفل يحمل أعلاما ليبية في بنغازي احتفالا بالذكرى السادسة للثورة (رويترز)

يفتتح اليوم الاثنين في مدينة باليرمو الإيطالية مؤتمر دولي حول مستقبل ليبيا، لكن نتائجه غير مؤكدة ومهددة بالشكوك بشأن مشاركة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وفي ظل الخلاف الفرنسي الإيطالي حول ما يحدث في ليبيا.

وتأتي هذه المحاولة الجديدة لإطلاق عملية انتخابية وسياسية بهدف إخراج البلاد من الوضع الحالي، بعد مؤتمر باريس الذي عقد في مايو/أيار الماضي وأسفر عن اتفاق على موعد لإجراء انتخابات وطنية في العاشر من ديسمبر/كانون الأول.

لكن الأمم المتحدة المكلفة بإيجاد حل يؤدي إلى الاستقرار في ليبيا، أعلنت يوم الخميس أن العملية الانتخابية أرجئت وستبدأ في ربيع 2019.

ويُضعف رفض حفتر المشاركة في المؤتمر هذا الاجتماع الجديد قبل بدئه، في حين نسب تقرير إلى رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي قوله اليوم الاثنين إنه يتوقع حضوره.

ودعي حفتر -كما في اجتماع باريس- للجلوس على طاولة المفاوضات مع رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا فايز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وخالد المشري رئيس مجلس الدولة الذي يوازي مجلس أعيان في طرابلس.

كما دعت روما شخصيات بارزة بالإضافة إلى عدد من أعيان القبائل والمجتمع المدني، ويحضر المؤتمر أيضا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

خلاف فرنسي إيطالي
وإلى جانب التوتر بين مختلف القوى الليبية، تؤثر على مؤتمر باليرمو أيضا الانقسامات بين مختلف الدول المهتمة بليبيا.

وقد أعرب السراج في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية عن الأمل في أن يخرج المؤتمر بـ"رؤية مشتركة تجاه القضية الليبية"، مشددا على "ضرورة توحيد مواقف" باريس وروما.

فإيطاليا قلقة خصوصا من مشكلة المهاجرين الذين يسعى عشرات الآلاف منهم سنويا إلى الوصول إلى سواحلها انطلاقا من ليبيا، حيث ينشط المهربون مستفيدين من الفوضى السائدة.

وأكد جوزيبي كونتي هذا الأسبوع أن "مؤتمر باليرمو خطوة أساسية في تحقيق هدف استقرار ليبيا وأمن المتوسط".

واتهمت إيطاليا فرنسا عقب اجتماع باريس بأنها تريد أن تكون وحيدة في ليبيا، حيث ينتهج كل من الدولتين نهجا مختلفا في مقاربة الصراع الليبي والحلول المقترحة لتجاوز الأزمة.

وتتودد فرنسا إلى حفتر المدعوم من مصر والإمارات اللتين تنظران إلى قواته بمثابة الحصن في مواجهة الإسلاميين، فيما تعتبر إيطاليا الداعم الرئيسي للسراج وحكومته، وقد عملت مع الجماعات المحلية في ليبيا على منع المهاجرين المتجهين إلى أوروبا من الوصول إليها عبر البحر.

وفي مايو/أيار الماضي، دعت باريس إلى إجراء انتخابات في ديسمبر/كانون الأول، لكنها واجهت بسرعة تشكيكا من قبل إيطاليا والولايات المتحدة.

وقال ديفيد هايل الرجل الثالث في وزارة الخارجية الأميركية يوم الخميس أمام معهد الشرق الأدنى في واشنطن، "نؤيد الانتخابات في أقرب وقت ممكن، لكن مواعيد نهائية مصطنعة مع عملية متسرعة ستأتي بنتائج عكسية".

في اليوم نفسه، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة أمام مجلس الأمن الدولي أن إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي أمر غير ممكن. 

وقال سلامة في مؤتمر عبر الفيديو من طرابلس "يجب عقد مؤتمر وطني في الأسابيع الأولى من عام 2019، على أن تبدأ العملية الانتخابية ربيع عام 2019″، مما ينهي فعليا احتمال إجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري.

المصدر : وكالات