صحيفة تركية: القنصل السعودي بإسطنبول يعيش حالة ذعر

Consul General of Saudi Arabia Mohammad al-Otaibi gives a tour of Saudi Arabia's consulate in Istanbul, Turkey, October 6, 2018. REUTERS/Osman Orsal
القنصل السعودي بإسطنبول محمد العتيبي يلزم بيته منذ أربعة أيام (رويترز)

الجزيرة نت- إسطنبول

قالت صحيفة "يني شفق" التركية إن القنصل العام السعودي في إسطنبول محمد العتيبي يعيش حالة ذعر، ويلزم بيته منذ أربعة أيام بعد أن ألغى كل مواعيده بسبب قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي بالقنصلية منذ أكثر من أسبوع.

وكان خاشقجي قد اختفى ظهر يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بعد أن دخل مبنى القنصلية ولم يخرج منه، وتحدثت تقارير صحفية وتصريحات لمسؤولين أتراك عن أنه تم تعذيبه وقتله ونقل جثمانه إلى مكان/أماكن مجهولة.

كما نشرت صحف تركية منذ أيام أسماء وصور 15 سعوديا قالت إنهم أعضاء بفريق أمني خاص قدم لإسطنبول في اليوم نفسه بهدف اختطاف أو اغتيال خاشقجي، حيث دخلوا مبنى القنصلية وغادروه بعد ساعات في سيارات دبلوماسية توجه بعضها إلى بيت القنصل.

وذكرت أيضا أن الفريق الأمني المذكور استجوب خاشقجي في القنصلية وعذبه وقتله، ثم قطع جثته إلى أجزاء نقلها خارج المبنى.

وفي التفاصيل الجديدة التي نشرتها أمس، تقول "يني شفق" إن خاشقجي تبادل أطراف الحديث مع العتيبي بمكتبه الشخصي لبعض الوقت قبل أن يدخل عنصران من الفريق الأمني ويقتاداه بالقوة إلى الغرفة المجاورة.

ووفق الصحيفة، حاول خاشقجي مقاومتهم لكن تمت السيطرة عليه بعد حقنه بمادة في جسده. وأوضحت أنه قتل وقطع جسده إلى أجزاء على يد الحرس الشخصي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

‪خاشقجي لحظة دخوله القنصلية في إسطنبول‬ خاشقجي لحظة دخوله القنصلية في إسطنبول (الصحافة التركية)
‪خاشقجي لحظة دخوله القنصلية في إسطنبول‬ خاشقجي لحظة دخوله القنصلية في إسطنبول (الصحافة التركية)

وتشتبه الشرطة التركية -وفق ما أشارت الصحيفة- في أن أجزاء من جثة خاشقجي نقلت في حقائب كبيرة إلى منزل العتيبي الذي يبعد عن مبنى القنصلية بنحو 300 متر.

وأضافت "يني شفق" أن الفريق الأمني قُسّـم لفريقين، الأول تكفل بالاستنطاق والقتل، والثاني بتنظيف مسرح الجريمة وإخفاء الأدلة، مشيرة إلى أن عمليات مسح الأدلة سُـجلت وحصلت عليها الاستخبارات التركية.

وتطالب السلطات التركية بتفتيش القنصلية ومنزل العتيبي، وتقول الصحف المحلية إن الشرطة قد تصل إلى حد القيام بأعمال حفر في المبنيين بحثا عن جثة خاشقجي.

وصباح اليوم السبت، ألمحت تركيا إلى توجهها بهذا المنحى، حيث أعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم أن أنقرة تتبع مسار تحقيق مستقل منفصل عن التحقيق المشترك مع الرياض.

ويجيز القانون الدولي للسلطات المحلية بكل دولة إسقاط الحصانة عن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في أربع حالات: إيواء الفارين من العدالة، اشتعال حريق بمقر البعثة، وقوع اعتداء على أحد الموجودين بمقر البعثة واستغاثته برجال السلطة العامة المحلية، وفي حالة استخدام مقر البعثة لما يهدّد أمن واستقرار الدولة المضيفة.

ويرى مراقبون أن الحالتين الأخيرتين تنطبقان على قضية خاشقجي، إذ تتابع تركيا الحدث كقضية أمنية كبيرة وتهتم بتداعياتها على أمن البلاد، فضلا عن ارتباطها الشخصي بخطيبة خاشقجي التركية خديجة جنكيز التي استنجدت بحكومة بلادها منذ ساعات الاختفاء الأولى.

المصدر : الصحافة التركية